في زمن المعايير المقلوبة، وفي زمن بات فيه «الادعاء» ظاهرياً يمثل «البطولة» الحقيقية، تزايد عدد من يبيعوننا الشعارات الرنانة.
بتنا نقلق لما نسمع تصريحاً من أحد المسؤولين عن القطاعات يتحدث فيه بـ «مثالية» أو «يطلق وعوداً» أو «تنفجر» منه الشعارات مثل عبوة «الألعاب النارية»! بتنا نشك بأن ما يقال «حقيقة» أم «تمنيات»!
للأسف الشديد، لو جئنا لندرس المشهد الواقعي في هذه الحالات، وحددنا التصريح ومضمونه بـ «الشعار»، فإن قياس نتيجة عمل العوامل المتداخلة «الشعار، مطلق الشعار وواقع التطبيق» وتوقع أنها ستفيد بتحقق الأمور من عدمها، قد توصلنا لنتيجة مخيفة ومهولة.
هناك من يبيعنا «الشعارات»، يبيعنا إياها كشارع ومستفيدين وحتى قراء، هناك من «يدجل» علينا عبر التصريحات التي يتهافت لنشرها في الصحافة وكل وسيلة إعلامية مع الحرص على «رز» الصورة في التصريح.
أقولها يبيعون الناس الشعارات، لأن هذه هي الحقيقة بالنسبة لكثير من المسؤولين، إذ يصرح بشيء، فتأتي لتسأل الناس عنه، لتصدم بأن الواقع شيء مغاير تماماً، بل تتعدى ذلك، وتذهب لتبحث عن مضمون التصريح، فيأتيك الوجع حينما تكتشف أن «السراب» في الصحراء معالمه أوضح من هذا التصريح.
وصل بعض المسؤولين لدرجة متقدمة جداً في «تزييف» الواقع، و«تضليل» الرأي العام، و«تغييب» الحقيقة المعنية بعمله وعمل قطاعه. باتوا للأسف يعملون وهم لا يأبهون للناس، ولا يكترثون بأن المواطن هو التحدي الأقوى لتفنيد تصريحاتهم وشعاراتهم، كونه المتأثر والمقرر في شأن مصداقيتها.
لا يأبه بعض المسؤولين بالمواطن، لأنه يظن أن التصريح في وسائل الإعلام، وإن وصل لإعلان مشاريع «خيالية» أو التقرير بـ«جودة» ممارسات تدار بطريقة فاشلة، يظنون بأنها الطريقة الصحيحة لإبراز عملهم للقيادة في البلاد.
يظن بعض المسؤولين أن «الظهور اليومي» على صفحات الجرائد، هو من سيجعل كبار المسؤولين في قيادة البلد يجزمون بأن عمله «متقن»، وأنه بالفعل «أهل للثقة»، متناسين -أي المسؤولون- بأن «صوت الناس» يصل قبلهم للقيادة، فحال اليوم تطور عن الأمس، فإن كانت وسائل الإعلام محكومة مخرجاتها بما ينشر أو لا ينشر، بحيث «ينقى» كل نقد، و«تصفى» كل الشوائب، فإن عالم اليوم «استعاض» عن كل ذلك، فالمواطن البسيط يمكن أن يوصل صوته بنفسه، وأن يعبر عن رأيه، وأن «يقارع» حتى تصريحات المسؤولين بشأن بعض السياسات إن كان نتاج العمل على الأرض مخالفاً لما يعلن كشعارات ووعود وإنجازات.
هناك مسؤولون يعملون بـ «جعجعة إعلامية واضحة»، في المقابل هناك من يعملون بـ«صمت»، وبقياس سريع لمزاج الناس وآرائهم، فإن هناك قناعة باتت تتأصل، تفيد بأن الناس «ملت» عملية «قرع الطبول» في الإعلام من قبل بعض المسؤولين الذين باتت «الانتقادات» على عملهم وقطاعاتهم تسقط مثل حبات المطر، وبات الناس يفضلون من يعمل بصمت بعيدا عن «الضجة» وبأسلوب خال من «المنة الإعلامية» على البشر ببيان أنه يعمل ويجتهد ويستميت في أداء واجباته، والتي هي أصلاً تمثل عمله الذي يتقاضى عليه أجراً، ومسؤوليته تجاهه أكبر لأنه أقسم بالإخلاص فيه لأجل خدمة الوطن والمواطن.
صفحات جرائدنا تعج بتصريحات وصور مسؤولين «يعدون» و«يبشرون» الناس، و«يفاخرون» و«يستعرضون» خططاً موضوعة لإنجازات «ستتحقق» في المستقبل، ويجزمون بذلك، بعضهم «يتوقع» منهم الإنجاز، لكنّ كثيراً منهم للأسف، إما عمله «يخطئ به ولا يصيب» بسبب سوء التخطيط وسوء الإدارة وسوء الناس الذين يعتمد عليهم، أو أنه مجرد «محترف» لعملية «الجعجعة» التي تسمعها دوماً، لكنك أبداً لا تجد «طحيناً» ناتجاً عنها!
{{ article.visit_count }}
بتنا نقلق لما نسمع تصريحاً من أحد المسؤولين عن القطاعات يتحدث فيه بـ «مثالية» أو «يطلق وعوداً» أو «تنفجر» منه الشعارات مثل عبوة «الألعاب النارية»! بتنا نشك بأن ما يقال «حقيقة» أم «تمنيات»!
للأسف الشديد، لو جئنا لندرس المشهد الواقعي في هذه الحالات، وحددنا التصريح ومضمونه بـ «الشعار»، فإن قياس نتيجة عمل العوامل المتداخلة «الشعار، مطلق الشعار وواقع التطبيق» وتوقع أنها ستفيد بتحقق الأمور من عدمها، قد توصلنا لنتيجة مخيفة ومهولة.
هناك من يبيعنا «الشعارات»، يبيعنا إياها كشارع ومستفيدين وحتى قراء، هناك من «يدجل» علينا عبر التصريحات التي يتهافت لنشرها في الصحافة وكل وسيلة إعلامية مع الحرص على «رز» الصورة في التصريح.
أقولها يبيعون الناس الشعارات، لأن هذه هي الحقيقة بالنسبة لكثير من المسؤولين، إذ يصرح بشيء، فتأتي لتسأل الناس عنه، لتصدم بأن الواقع شيء مغاير تماماً، بل تتعدى ذلك، وتذهب لتبحث عن مضمون التصريح، فيأتيك الوجع حينما تكتشف أن «السراب» في الصحراء معالمه أوضح من هذا التصريح.
وصل بعض المسؤولين لدرجة متقدمة جداً في «تزييف» الواقع، و«تضليل» الرأي العام، و«تغييب» الحقيقة المعنية بعمله وعمل قطاعه. باتوا للأسف يعملون وهم لا يأبهون للناس، ولا يكترثون بأن المواطن هو التحدي الأقوى لتفنيد تصريحاتهم وشعاراتهم، كونه المتأثر والمقرر في شأن مصداقيتها.
لا يأبه بعض المسؤولين بالمواطن، لأنه يظن أن التصريح في وسائل الإعلام، وإن وصل لإعلان مشاريع «خيالية» أو التقرير بـ«جودة» ممارسات تدار بطريقة فاشلة، يظنون بأنها الطريقة الصحيحة لإبراز عملهم للقيادة في البلاد.
يظن بعض المسؤولين أن «الظهور اليومي» على صفحات الجرائد، هو من سيجعل كبار المسؤولين في قيادة البلد يجزمون بأن عمله «متقن»، وأنه بالفعل «أهل للثقة»، متناسين -أي المسؤولون- بأن «صوت الناس» يصل قبلهم للقيادة، فحال اليوم تطور عن الأمس، فإن كانت وسائل الإعلام محكومة مخرجاتها بما ينشر أو لا ينشر، بحيث «ينقى» كل نقد، و«تصفى» كل الشوائب، فإن عالم اليوم «استعاض» عن كل ذلك، فالمواطن البسيط يمكن أن يوصل صوته بنفسه، وأن يعبر عن رأيه، وأن «يقارع» حتى تصريحات المسؤولين بشأن بعض السياسات إن كان نتاج العمل على الأرض مخالفاً لما يعلن كشعارات ووعود وإنجازات.
هناك مسؤولون يعملون بـ «جعجعة إعلامية واضحة»، في المقابل هناك من يعملون بـ«صمت»، وبقياس سريع لمزاج الناس وآرائهم، فإن هناك قناعة باتت تتأصل، تفيد بأن الناس «ملت» عملية «قرع الطبول» في الإعلام من قبل بعض المسؤولين الذين باتت «الانتقادات» على عملهم وقطاعاتهم تسقط مثل حبات المطر، وبات الناس يفضلون من يعمل بصمت بعيدا عن «الضجة» وبأسلوب خال من «المنة الإعلامية» على البشر ببيان أنه يعمل ويجتهد ويستميت في أداء واجباته، والتي هي أصلاً تمثل عمله الذي يتقاضى عليه أجراً، ومسؤوليته تجاهه أكبر لأنه أقسم بالإخلاص فيه لأجل خدمة الوطن والمواطن.
صفحات جرائدنا تعج بتصريحات وصور مسؤولين «يعدون» و«يبشرون» الناس، و«يفاخرون» و«يستعرضون» خططاً موضوعة لإنجازات «ستتحقق» في المستقبل، ويجزمون بذلك، بعضهم «يتوقع» منهم الإنجاز، لكنّ كثيراً منهم للأسف، إما عمله «يخطئ به ولا يصيب» بسبب سوء التخطيط وسوء الإدارة وسوء الناس الذين يعتمد عليهم، أو أنه مجرد «محترف» لعملية «الجعجعة» التي تسمعها دوماً، لكنك أبداً لا تجد «طحيناً» ناتجاً عنها!