منذ زمن طويل ونحن نكتب كل ما يخص قرية البديع التي تحولت اليوم إلى مدينة بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الرغم من صغر مساحتها، وها هي من جديد تجد نفسها ملاصقة للمدينة الشمالية دون سابق إنذار وحتى هذه اللحظة لم تنتهِ مشاكلها ولم تتحقق كل طموحاتها وآمالها في أن تكون مدينة نموذجية.
البديع لا تستطيع أن تخرج من أزماتها الخدمية إلا كما تمشي السلحفاء، فأهلها يئنون من صعوبة الخروج منها في اتجاهين لا أكثر، فإما أن يخرجوا منها عن طريق «شارع البديع» الذي أصبح مقبرة للسيارات وطوابيرها التي لا تنتهي طيلة ساعات اليوم، أو أن يتجهوا صوب شارع «الجنبية» ليجدوا أن كل السيارات الأخرى مكدسة على جانبيه خصوصاً في أوقات الذروة، وبهذا فإن المواطن «البديعي» يفضل أن يختار الجلوس في بيته والخروج منه وقت العمل أو وقت الضرورة فقط.
ليس هذا وحسب، فالبديع القرية الآمنة الصامتة التي تدلي بشعرها على ضفاف ساحلها الجميل أصبحت مجمعاً تجارياً مبعثراً وممتداً من بدايتها حتى نهايتها، فلا أهلها يستطيعون الاستقرار أو حتى النوم أو حتى الوصول إلى منازلهم بفضل المتاجر العشوائية التي بات عددها يفوق عدد بيوتاتها، ففي كل زاوية هنالك بقالة أو مطعم أو محال تجارية يديرها مجموعة من الآسيويين، هذا ناهيك عن منازل العمالة الأجنبية التي تعج بها البديع، حتى يخيل إليك بسبب هذه المتاجر الكثر أن عدد نسمات البديع أكثر من عدد سكان المنامة، وذلك بسبب قدوم الآلاف من كل مناطق البحرين بصورة يومية للتسوق داخل المدينة الصغيرة مما يشكل ضغطاً كبيراً على مداخلها ومخارجها. من أراد أن يجرب حقيقة الضغط فليقف على دوار البديع المحاذي لمركز الشرطة ليعرف كيف يتم إغلاق كل المداخل والمخارج بالسيارات الواقفة على أطراف الشوارع المؤدية لمنازل أهالي البديع، مما يضطر الأهالي إلى البقاء محشورين في سياراتهم لفترات طويلة تحت رحمة وزحمة مرتادي هذه المتاجر.
غياب كلي للمرور في قرية البديع، وشبه غياب لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في منطقة يجب أن تخرج بسلام من عنق الزحام اليومي بإنشاء طرق ومخارج جديدة للقرية وتطوير شوارعها الحالية، وتقنين وتصنيف الشوارع التي أصبحت كلها تجارية كما يبدو للعيان.
بطبيعة الحال هذه ليست كل مشاكل أهالي البديع وهمومهم التي تطلق بين الفينة والأخرى عبر «بسطاتهم» المتواضعة على ساحلها الجميل والتي يتناولون فيها بكل حرقة ما آلت إليه أمور قريتهم وكيف خرجت من هدوء البحر إلى فوضى الإسمنت والغرباء، فإلى متى سيظل هذا الحال على ما هو عليه؟ هكذا يتساءل أهالي البديع الكرام.
البديع لا تستطيع أن تخرج من أزماتها الخدمية إلا كما تمشي السلحفاء، فأهلها يئنون من صعوبة الخروج منها في اتجاهين لا أكثر، فإما أن يخرجوا منها عن طريق «شارع البديع» الذي أصبح مقبرة للسيارات وطوابيرها التي لا تنتهي طيلة ساعات اليوم، أو أن يتجهوا صوب شارع «الجنبية» ليجدوا أن كل السيارات الأخرى مكدسة على جانبيه خصوصاً في أوقات الذروة، وبهذا فإن المواطن «البديعي» يفضل أن يختار الجلوس في بيته والخروج منه وقت العمل أو وقت الضرورة فقط.
ليس هذا وحسب، فالبديع القرية الآمنة الصامتة التي تدلي بشعرها على ضفاف ساحلها الجميل أصبحت مجمعاً تجارياً مبعثراً وممتداً من بدايتها حتى نهايتها، فلا أهلها يستطيعون الاستقرار أو حتى النوم أو حتى الوصول إلى منازلهم بفضل المتاجر العشوائية التي بات عددها يفوق عدد بيوتاتها، ففي كل زاوية هنالك بقالة أو مطعم أو محال تجارية يديرها مجموعة من الآسيويين، هذا ناهيك عن منازل العمالة الأجنبية التي تعج بها البديع، حتى يخيل إليك بسبب هذه المتاجر الكثر أن عدد نسمات البديع أكثر من عدد سكان المنامة، وذلك بسبب قدوم الآلاف من كل مناطق البحرين بصورة يومية للتسوق داخل المدينة الصغيرة مما يشكل ضغطاً كبيراً على مداخلها ومخارجها. من أراد أن يجرب حقيقة الضغط فليقف على دوار البديع المحاذي لمركز الشرطة ليعرف كيف يتم إغلاق كل المداخل والمخارج بالسيارات الواقفة على أطراف الشوارع المؤدية لمنازل أهالي البديع، مما يضطر الأهالي إلى البقاء محشورين في سياراتهم لفترات طويلة تحت رحمة وزحمة مرتادي هذه المتاجر.
غياب كلي للمرور في قرية البديع، وشبه غياب لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في منطقة يجب أن تخرج بسلام من عنق الزحام اليومي بإنشاء طرق ومخارج جديدة للقرية وتطوير شوارعها الحالية، وتقنين وتصنيف الشوارع التي أصبحت كلها تجارية كما يبدو للعيان.
بطبيعة الحال هذه ليست كل مشاكل أهالي البديع وهمومهم التي تطلق بين الفينة والأخرى عبر «بسطاتهم» المتواضعة على ساحلها الجميل والتي يتناولون فيها بكل حرقة ما آلت إليه أمور قريتهم وكيف خرجت من هدوء البحر إلى فوضى الإسمنت والغرباء، فإلى متى سيظل هذا الحال على ما هو عليه؟ هكذا يتساءل أهالي البديع الكرام.