ما فعلته المقاطعة بقطر أنها جردتها من أسلحة تدمير الشعوب وأبطلت مفعولها حتى مع بقاء الزناد في يد القيادة القطرية إلا أن المقاطعة أفرغت سلاحها من الرصاصة الأخيرة.
استمرار المقاطعة إذاً هو من أجل الضمانات لعدم عودة قطر لمشروعها التدميري مرة أخرى، أما بالنسبة للمشروع بحد ذاته فقد قطع.
حين أخذت دول المقاطعة زمام المبادرة في الحرب على الإرهاب بدأت الجدية بالفعل، وقطعت الطريق على دجاجة الابتزاز التي كان الغرب يستنزفنا بدعوى الحرب عليه، اليوم نحن نقود القافلة لا هم.
بدأنا بتحييد جميع أدوات الإرهاب وأولها الإعلام القطري والمال القطري، فوجهت الماكنة الإعلامية لدول المقاطعة مدفعيتها باتجاه قطر لأول مرة، وسلطت الضوء على الداخل القطري لأول مرة وأثبتت روابطها بالإرهاب لأول مرة بجدارة بالأدلة والوثائق والبراهين، فوضعت بتلك المبادرة قيداً كبيراً على الحراك القطري ونشاطها فأبطلت مفعوله.
قطر نجحت في إبقاء مشروعها في الظل محجوباً وسرياً، فهي تملك أكبر كشاف يحجب الرؤية عن محيطه ويسلطه على من يشاء خارج هذا المحيط ممثلاً في قناة الجزيرة، أما اليوم فدول المقاطعة نجحت لا بتحييد الجزيرة وتوابعها بماكنة إعلامية وتواصلية لا قبل لقطر بها رغم استعانتها بإعلاميين وغير إعلاميين!! إنما ولأول مرة من «يعطس» في قطر يجد نفسه أمام هجمة شرسة من وسائل إعلامية ومن وسائل التوصل الاجتماعي يقودها ويتولاها مواطنو دول مجلس التعاون يردون عليه في الحال ويفسدون عليه الطبخة، وذلك أهم ما في الموضوع فالإماراتي والبحريني والسعودي والمصري هم الذين يدافعون عن أوطانهم أما موظفو الجزيرة أو توابعها فيعملون حسب «الراتب» ذلك هو الفرق.
ذلك وضع لم تعتده القوى الناعمة التي استخدمتها قطر كالجزيرة وتوابعها حين كانت تنفرد في الخطاب الشعبوي، وهكذا فقدت الجزيرة وجميع القنوات التي أهدرت قطر عليها المليارات حظوتها وجذوتها وقوة تأثيرها حتى قبل أن تغلقها قطر، وتحولت إلى الدفاع لأول مرة من بعد أن كانت أداة هجوم.
نجحت دول المقاطعة بتسليط الضوء الدولي لا الخليجي فحسب على تنظيمات إرهابية وعلى شخوص تلك التنظيمات الذين تدعمهم قطر سواء كانوا موجودين على أرضها أو على الأراضي التركية أو البريطانية، ونجحت في إطار محاربة الإرهاب في لفت نظر العالم إلى العلاقة القطرية مع تلك التنظيمات، خاصة وأن الدول المقاطعة تنقل اليوم بفضل شبكة علاقتها الدولية تحركات تلك الشخصيات على الهواء مباشرة للعالم أجمع إن هي خطت خطوة أو صرحت، وتحسب عليها الخطوة مما حد من حراكها، فدول المقاطعة اخترقت حتى حساباتها المصرفية وبينت الروابط التي بينها وبين قطر، مما سيجعل من نشاطها أمراً صعباً وعليها أن تبذل جهداً لم تكن تبذله سابقاً للتمويه.
نجحت دول المقاطعة أن تفتح ملفاً غيب عن الشعب القطري لسنوات وهو تسليط الضوء على من خطف القرار منه ويستفيد من عزله عن محيطه وتعريض أمنه واستقراره للخطر وتنعمه هو بالأمن ومن مال الشعب القطري.
فما الذي يستفيده القطري من تمويل ميليشيات متقاتلة في ليبيا أو تونس؟ ما الذي يستفيده القطري من إذكاء الصراع في مصر؟ ما الذي يستفيده القطري من علاقة قياداته بالإرهابيين في البحرين وفي السعودية؟ بات الكل يعرف الآن أن هؤلاء هم من يحول بين وقف قرار المقاطعة، هؤلاء هم من يقف بين عودة الشعب القطري لأشقائه في الخليج، هؤلاء من يجلس على كراسي صنع القرار في قطر ويمنعون فتح الحدود بينهم وبين أهلهم، هؤلاء من عرتهم المقاطعة وسلطت الضوء عليهم للمرة الأولى داخل قطر كأعداء للشعب القطري ومصاصي دمائه خيراته وليس منهم قطري واحد.
الأهم نجحت الدول المقاطعة في إعادة قطر لحجمها الطبيعي جغرافياً وتاريخياً وسياسياً، وذلك حجم لم يكن ليعيب قطر لو أنها عرفت قدره بل بالعكس كان تواضعها سيزيد من قيمتها، لكن تضخمها غير الطبيعي الذي أتى من إيقاع الأضرار على غيرها انعكس عليها الآن فعادت لحجمها السياسي الطبيعي، ولأول مرة تتعرض القيادة القطرية لما فعلته بالقيادات العربية على مدى عشرين عاماً، لأول مرة تتم السخرية والاستهزاء بها والتفتيش وراء كل زلة وكل سقطة لرموزها فذاقت من الكأس الذي أذاقته للغير وللمرة الأولى وفي مدة لم تتجاوز الشهر، فقط لتعلم أن السكوت السابق لم يكن لعجز إنما لترفع، وأن الحجم السياسي لا يكبر بإهانة الآخرين إنما يكبر بما تقوم به القيادات من أدوار حقيقية للخير والمحبة والسلام العالمي.
قطر عرفت حجمها الجغرافي الطبيعي الذي لم يكن هو الآخر ليعيبها أبداً فهناك دول أصغر منها حجماً لكنها بعلاقاتها الطبيعية مع محيطها أمنت لنفسها امتداداً جغرافياً جعلها عضواً فاعلاً انعكس على مكانتها بشكل يخدم مصالحها.
وهكذا أبطلت دول المقاطعة مفعول أدوات مشروع حمد بن خليفة حتى قبل أن تقطع قطر علاقتها بها وتعلن عن تخليها عنها.
دول المقاطعة سحبت الفتيل من تلك الأدوات بشكل كبير أفقدها تأثيرها، واستمرار المقاطعة واشتدادها في حال أصرت قطر على الاحتفاظ بها ما هو إلا شرط لعودتها للبيت الخليجي لضمان التخلي عن تلك الأدوات نهائياً خاصة بعد كشف طرق الالتفاف والتضليل التي مارستها قطر في كل مرة تطلب التفاوض وتتنكر بعدها من التزاماتها.
ولتتذكر قطر أن الدول المقاطعة لا تخسر من طول المدة فالوقت في صالحها، فإن استمعت قطر لصوت العقل وعادت فهي ستعود لبيتها وأهلها معززة مكرمة، وإن أبت فلن يتغير علينا شيء.
{{ article.visit_count }}
استمرار المقاطعة إذاً هو من أجل الضمانات لعدم عودة قطر لمشروعها التدميري مرة أخرى، أما بالنسبة للمشروع بحد ذاته فقد قطع.
حين أخذت دول المقاطعة زمام المبادرة في الحرب على الإرهاب بدأت الجدية بالفعل، وقطعت الطريق على دجاجة الابتزاز التي كان الغرب يستنزفنا بدعوى الحرب عليه، اليوم نحن نقود القافلة لا هم.
بدأنا بتحييد جميع أدوات الإرهاب وأولها الإعلام القطري والمال القطري، فوجهت الماكنة الإعلامية لدول المقاطعة مدفعيتها باتجاه قطر لأول مرة، وسلطت الضوء على الداخل القطري لأول مرة وأثبتت روابطها بالإرهاب لأول مرة بجدارة بالأدلة والوثائق والبراهين، فوضعت بتلك المبادرة قيداً كبيراً على الحراك القطري ونشاطها فأبطلت مفعوله.
قطر نجحت في إبقاء مشروعها في الظل محجوباً وسرياً، فهي تملك أكبر كشاف يحجب الرؤية عن محيطه ويسلطه على من يشاء خارج هذا المحيط ممثلاً في قناة الجزيرة، أما اليوم فدول المقاطعة نجحت لا بتحييد الجزيرة وتوابعها بماكنة إعلامية وتواصلية لا قبل لقطر بها رغم استعانتها بإعلاميين وغير إعلاميين!! إنما ولأول مرة من «يعطس» في قطر يجد نفسه أمام هجمة شرسة من وسائل إعلامية ومن وسائل التوصل الاجتماعي يقودها ويتولاها مواطنو دول مجلس التعاون يردون عليه في الحال ويفسدون عليه الطبخة، وذلك أهم ما في الموضوع فالإماراتي والبحريني والسعودي والمصري هم الذين يدافعون عن أوطانهم أما موظفو الجزيرة أو توابعها فيعملون حسب «الراتب» ذلك هو الفرق.
ذلك وضع لم تعتده القوى الناعمة التي استخدمتها قطر كالجزيرة وتوابعها حين كانت تنفرد في الخطاب الشعبوي، وهكذا فقدت الجزيرة وجميع القنوات التي أهدرت قطر عليها المليارات حظوتها وجذوتها وقوة تأثيرها حتى قبل أن تغلقها قطر، وتحولت إلى الدفاع لأول مرة من بعد أن كانت أداة هجوم.
نجحت دول المقاطعة بتسليط الضوء الدولي لا الخليجي فحسب على تنظيمات إرهابية وعلى شخوص تلك التنظيمات الذين تدعمهم قطر سواء كانوا موجودين على أرضها أو على الأراضي التركية أو البريطانية، ونجحت في إطار محاربة الإرهاب في لفت نظر العالم إلى العلاقة القطرية مع تلك التنظيمات، خاصة وأن الدول المقاطعة تنقل اليوم بفضل شبكة علاقتها الدولية تحركات تلك الشخصيات على الهواء مباشرة للعالم أجمع إن هي خطت خطوة أو صرحت، وتحسب عليها الخطوة مما حد من حراكها، فدول المقاطعة اخترقت حتى حساباتها المصرفية وبينت الروابط التي بينها وبين قطر، مما سيجعل من نشاطها أمراً صعباً وعليها أن تبذل جهداً لم تكن تبذله سابقاً للتمويه.
نجحت دول المقاطعة أن تفتح ملفاً غيب عن الشعب القطري لسنوات وهو تسليط الضوء على من خطف القرار منه ويستفيد من عزله عن محيطه وتعريض أمنه واستقراره للخطر وتنعمه هو بالأمن ومن مال الشعب القطري.
فما الذي يستفيده القطري من تمويل ميليشيات متقاتلة في ليبيا أو تونس؟ ما الذي يستفيده القطري من إذكاء الصراع في مصر؟ ما الذي يستفيده القطري من علاقة قياداته بالإرهابيين في البحرين وفي السعودية؟ بات الكل يعرف الآن أن هؤلاء هم من يحول بين وقف قرار المقاطعة، هؤلاء هم من يقف بين عودة الشعب القطري لأشقائه في الخليج، هؤلاء من يجلس على كراسي صنع القرار في قطر ويمنعون فتح الحدود بينهم وبين أهلهم، هؤلاء من عرتهم المقاطعة وسلطت الضوء عليهم للمرة الأولى داخل قطر كأعداء للشعب القطري ومصاصي دمائه خيراته وليس منهم قطري واحد.
الأهم نجحت الدول المقاطعة في إعادة قطر لحجمها الطبيعي جغرافياً وتاريخياً وسياسياً، وذلك حجم لم يكن ليعيب قطر لو أنها عرفت قدره بل بالعكس كان تواضعها سيزيد من قيمتها، لكن تضخمها غير الطبيعي الذي أتى من إيقاع الأضرار على غيرها انعكس عليها الآن فعادت لحجمها السياسي الطبيعي، ولأول مرة تتعرض القيادة القطرية لما فعلته بالقيادات العربية على مدى عشرين عاماً، لأول مرة تتم السخرية والاستهزاء بها والتفتيش وراء كل زلة وكل سقطة لرموزها فذاقت من الكأس الذي أذاقته للغير وللمرة الأولى وفي مدة لم تتجاوز الشهر، فقط لتعلم أن السكوت السابق لم يكن لعجز إنما لترفع، وأن الحجم السياسي لا يكبر بإهانة الآخرين إنما يكبر بما تقوم به القيادات من أدوار حقيقية للخير والمحبة والسلام العالمي.
قطر عرفت حجمها الجغرافي الطبيعي الذي لم يكن هو الآخر ليعيبها أبداً فهناك دول أصغر منها حجماً لكنها بعلاقاتها الطبيعية مع محيطها أمنت لنفسها امتداداً جغرافياً جعلها عضواً فاعلاً انعكس على مكانتها بشكل يخدم مصالحها.
وهكذا أبطلت دول المقاطعة مفعول أدوات مشروع حمد بن خليفة حتى قبل أن تقطع قطر علاقتها بها وتعلن عن تخليها عنها.
دول المقاطعة سحبت الفتيل من تلك الأدوات بشكل كبير أفقدها تأثيرها، واستمرار المقاطعة واشتدادها في حال أصرت قطر على الاحتفاظ بها ما هو إلا شرط لعودتها للبيت الخليجي لضمان التخلي عن تلك الأدوات نهائياً خاصة بعد كشف طرق الالتفاف والتضليل التي مارستها قطر في كل مرة تطلب التفاوض وتتنكر بعدها من التزاماتها.
ولتتذكر قطر أن الدول المقاطعة لا تخسر من طول المدة فالوقت في صالحها، فإن استمعت قطر لصوت العقل وعادت فهي ستعود لبيتها وأهلها معززة مكرمة، وإن أبت فلن يتغير علينا شيء.