ما يعرف بالعراق المصغر بسبب تنوعه العرقي والديني، وبمدينة الذهب الأسود بسبب غناها بالنفط وحقوله، كركوك تلك المدينة العراقية الغنية التاريخية التي يبلغ عمرها 5000 سنة تقف على موعد مع المجهول، وربما تسير على خطى الموصل في التدمير، وأتمنى أن أكون مخطئاً في التقدير.
منذ أيام وهناك تركيز مقصود في مواقع التواصل الاجتماعي على أن تنظيم الدولة «داعش» خرج من الموصل إلا أن 200 مقاتل منهم يعتزمون الذهاب إلى كركوك، وقد تكون هذه الأخبار توطئة لما سيحدث فعلاً، فلم يعد خافياً أن تنظيم «داعش» كشركة مقاولات متخصصة في الهدم والتدمير والتخريب وأن مقاتليها يشبهون بلدوزرات وآليات الهدم، تستعين به جهات سياسية لتسوية الأرض التي تريد السيطرة عليها، ومن المتوقع أن تسمح الحواجز الأمنية في كركوك بدخول بعض أفراد هذا التنظيم إلى داخل المدينة لتنفيذ عمليات إجرامية، بعدها تدخل القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي التي بدأت بالفعل بالسيطرة على المناطق الجنوبية من المدينة من خلال المتطوعين فيها من التركمان الشيعة من أهل المدينة الموالين لإيران، بالإضافة إلى بعض العرب الموالين لإيران أيضاً، ثم تبدأ عمليات القصف وتدمير المدينة وتهجير أهلها منها.
لكن لماذا كركوك، ولماذا الآن وما الهدف ومن المستفيد من ذلك؟
كركوك تمتلك كل المقومات لتكون الهدف التالي، فالمدينة محاطة بالنفوذ الإيراني في محافظات صلاح الدين وديالى والسليمانية في إقليم كردستان كما أن السيطرة الكردية فيها لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجماعة جلال الطالباني، وهم على علاقة متميزة بإيران وعلى خلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، كما أن إيران لها نفوذ داخل المدينة، والأهم من ذلك كله الثروات التي تحظى بها المدينة، وهي مدينة متنازع عليها، الكرد يريدون ضمها إلى كردستان وبغداد تريد فرض سيطرتها عليها ومن يسيطر عليها يسيطر على الثروة. أما لماذا الآن وفي هذا التوقيت فهذا يتعلق بأمور عدة أهمها تلويح كردستان بالانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية وعزمها إجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص، وانفصال كردستان بدون ضم كركوك لها أمر غير ممكن فكركوك تعني لهم موارد الدولة الجديدة، يضاف لذلك قرب الانتخابات البرلمانية في العراق وكل الجهات تحشد لها وهو موسم وسوق المزايدات المرتبطة بالدم والخراب، كما أن الموصل انتهى العمل من تخريبها وتدميرها كلياً، وهناك ميليشيات الحشد الشعبي التي لا بد من إشغالها وإلا عاد أفرادها إلى مدنهم وبدؤوا بإشغال الحكومة والأحزاب بالمطالبة بحقوقهم وافتعال المشاكل هناك خصوصاً وأن أكثرهم فقراء مسلحون اعتادوا القتل، وهنا يظهر أن المستفيد من هذا العمل المتوقع إيران أولاً التي لا تريد السماح للأكراد بالانفصال عن العراق وتريد إحكام سيطرتها على المدن العراقية، يضاف لها الأحزاب والحكومة العراقية الذين يريدون إجراء عملية استباقية للسيطرة على كركوك، وإجراء عملية تغيير ديمغرافي كبير فيها، وفي العملية وسيلة لعدم الدخول في مواجهة مع الأكراد والظهور بمظهر المساعد الذي يقدم لهم يد العون للتخلص من «داعش».
هذا هو السيناريو الذي حصل في كل المحافظات التي دخلتها جماعة «داعش» ودمرتها بعد ذلك الحكومة والميليشيات.
{{ article.visit_count }}
منذ أيام وهناك تركيز مقصود في مواقع التواصل الاجتماعي على أن تنظيم الدولة «داعش» خرج من الموصل إلا أن 200 مقاتل منهم يعتزمون الذهاب إلى كركوك، وقد تكون هذه الأخبار توطئة لما سيحدث فعلاً، فلم يعد خافياً أن تنظيم «داعش» كشركة مقاولات متخصصة في الهدم والتدمير والتخريب وأن مقاتليها يشبهون بلدوزرات وآليات الهدم، تستعين به جهات سياسية لتسوية الأرض التي تريد السيطرة عليها، ومن المتوقع أن تسمح الحواجز الأمنية في كركوك بدخول بعض أفراد هذا التنظيم إلى داخل المدينة لتنفيذ عمليات إجرامية، بعدها تدخل القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي التي بدأت بالفعل بالسيطرة على المناطق الجنوبية من المدينة من خلال المتطوعين فيها من التركمان الشيعة من أهل المدينة الموالين لإيران، بالإضافة إلى بعض العرب الموالين لإيران أيضاً، ثم تبدأ عمليات القصف وتدمير المدينة وتهجير أهلها منها.
لكن لماذا كركوك، ولماذا الآن وما الهدف ومن المستفيد من ذلك؟
كركوك تمتلك كل المقومات لتكون الهدف التالي، فالمدينة محاطة بالنفوذ الإيراني في محافظات صلاح الدين وديالى والسليمانية في إقليم كردستان كما أن السيطرة الكردية فيها لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجماعة جلال الطالباني، وهم على علاقة متميزة بإيران وعلى خلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، كما أن إيران لها نفوذ داخل المدينة، والأهم من ذلك كله الثروات التي تحظى بها المدينة، وهي مدينة متنازع عليها، الكرد يريدون ضمها إلى كردستان وبغداد تريد فرض سيطرتها عليها ومن يسيطر عليها يسيطر على الثروة. أما لماذا الآن وفي هذا التوقيت فهذا يتعلق بأمور عدة أهمها تلويح كردستان بالانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية وعزمها إجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص، وانفصال كردستان بدون ضم كركوك لها أمر غير ممكن فكركوك تعني لهم موارد الدولة الجديدة، يضاف لذلك قرب الانتخابات البرلمانية في العراق وكل الجهات تحشد لها وهو موسم وسوق المزايدات المرتبطة بالدم والخراب، كما أن الموصل انتهى العمل من تخريبها وتدميرها كلياً، وهناك ميليشيات الحشد الشعبي التي لا بد من إشغالها وإلا عاد أفرادها إلى مدنهم وبدؤوا بإشغال الحكومة والأحزاب بالمطالبة بحقوقهم وافتعال المشاكل هناك خصوصاً وأن أكثرهم فقراء مسلحون اعتادوا القتل، وهنا يظهر أن المستفيد من هذا العمل المتوقع إيران أولاً التي لا تريد السماح للأكراد بالانفصال عن العراق وتريد إحكام سيطرتها على المدن العراقية، يضاف لها الأحزاب والحكومة العراقية الذين يريدون إجراء عملية استباقية للسيطرة على كركوك، وإجراء عملية تغيير ديمغرافي كبير فيها، وفي العملية وسيلة لعدم الدخول في مواجهة مع الأكراد والظهور بمظهر المساعد الذي يقدم لهم يد العون للتخلص من «داعش».
هذا هو السيناريو الذي حصل في كل المحافظات التي دخلتها جماعة «داعش» ودمرتها بعد ذلك الحكومة والميليشيات.