«ضيق ضيق ضيق تدخل انفراج.. ضيق تدخل انفراج.. ضيق تدخل تدخل تدخل..»، كان هذا حال المراقبين الخليجيين، بل عموم الخليجيين على مدى الأسبوعين الماضيين تقريباً، يرصدون أحداث الأزمة الخليجية - القطرية ضمن تلك الدوائر الثلاث بترتيب وتكرارات ومدد متباينة، ولكنها لا تخرج من إطارها إلى انفراجة حقيقية رغم التدخلات والتصريحات الإقليمية والدولية. أما الحرب الإعلامية، فمازالت مستمرة في تراشق وصل إلى حد البذاءة، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعد تبعث حتى ببصيص أمل، رغم التصريحات الداخلية والخارجية حول الأزمة، ورغم محاولة السعي لاحتواء ما ربما يمكن احتواؤه.
الخوف اليوم ليس من أهزوجة «ضاقت وانفرجت» الجديدة، بقدر ما هو خوف من تلك المراوحة للقضية في مكانها، ولأننا من أصحاب الأرصدة في ذلك النوع من القضايا التي تشهدها القوالب العربية، نخشى أن يكون مصير الخلاف الخليجي القطري كمصير القضية الفلسطينية، والجزر الإماراتية الثلاث، والعراق، والأزمة السورية في تجلياتها الأخيرة، واليمن التي تقف على مشارف السقوط في تلك الملفات البائسة، جميعها تراوح. وعلى سطح مكتب «Desktop» القوالب العربية أجد ملفاً جديداً يبحث له عن مكان لائق بين الزحام، إيذاناً لركن قضية أخرى في دهاليز النسيان، أو لربما ليس نسياناً فعلياً، فقد جرت العادة أن نذكر تلك القضايا في كل مناسبة، بل أن نرحلها من قمة إلى قمة أخرى.
ولأننا في الوطن العربي أصبحنا من ذوي الخبرة في تقويض القضايا وتهميشها وتسويفها، ومن أصحاب الخبرة كذلك في المجاهرة بصنائعنا وتكاسلنا تجاه القضايا -دون رادع- أخشى أن تروضنا وسائل الإعلام تجاه الخلاف الخليجي - القطري، حتى لا تعدو على كونها «مانشيت» نقرأه كل يوم بحكم الاعتياد، بل أخشى أن نصل إلى أن تتراجع أخبارنا الخليجية تلك عن تصدرها الصفحات الأولى و»المانشيتات» العريضة في الصحف، لتغدو مجرد أخبار تملأ بعض الفراغات اللازم ملؤها في صفحات الأخبار السياسية.
ما يحمله هذا المقال في طياته من إحباط وتوجس، ليس انتقاداً لأحد، ولا هجوماً على آخر، إنما هو همّ يحمله من يجد نفسه معنياً ومسؤولاً عن تلك الأزمة شأنه شأن المواطنين الصالحين والخليجيين المخلصين، وإنما هو استدرار لخطوات تقدم في محيط لم نعد نجد فيه ثمة حلول ولا ناصح أمين، ورغم أن الدبلوماسية الخليجية قادرة على أن تدير أزمتها، إلا أنها شرعت الأبواب في وقت متأخر للتدخلات الدولية، بينما كانت قد غلّقتها في وجه الوساطات المحتملة في وقت مضى.
اختلاج النبض:
لطالما نظرنا إلى مجلس التعاون الخليجي كهيكل مختلف عن كافة الهياكل العربية الأخرى، وقوالبها للقضايا المرجية المصابة بآفتي المراوحة والنسيان. وبينما تدور رحى الخلاف الخليجي - القطري، هل أسأنا قراءة هذا الهيكل لمدى 36 عاماً واهمين على أنه الأنموذج الأنجح بينما تنخر فيه أمراض الهياكل الأخرى من دون دراية منا؟!
الخوف اليوم ليس من أهزوجة «ضاقت وانفرجت» الجديدة، بقدر ما هو خوف من تلك المراوحة للقضية في مكانها، ولأننا من أصحاب الأرصدة في ذلك النوع من القضايا التي تشهدها القوالب العربية، نخشى أن يكون مصير الخلاف الخليجي القطري كمصير القضية الفلسطينية، والجزر الإماراتية الثلاث، والعراق، والأزمة السورية في تجلياتها الأخيرة، واليمن التي تقف على مشارف السقوط في تلك الملفات البائسة، جميعها تراوح. وعلى سطح مكتب «Desktop» القوالب العربية أجد ملفاً جديداً يبحث له عن مكان لائق بين الزحام، إيذاناً لركن قضية أخرى في دهاليز النسيان، أو لربما ليس نسياناً فعلياً، فقد جرت العادة أن نذكر تلك القضايا في كل مناسبة، بل أن نرحلها من قمة إلى قمة أخرى.
ولأننا في الوطن العربي أصبحنا من ذوي الخبرة في تقويض القضايا وتهميشها وتسويفها، ومن أصحاب الخبرة كذلك في المجاهرة بصنائعنا وتكاسلنا تجاه القضايا -دون رادع- أخشى أن تروضنا وسائل الإعلام تجاه الخلاف الخليجي - القطري، حتى لا تعدو على كونها «مانشيت» نقرأه كل يوم بحكم الاعتياد، بل أخشى أن نصل إلى أن تتراجع أخبارنا الخليجية تلك عن تصدرها الصفحات الأولى و»المانشيتات» العريضة في الصحف، لتغدو مجرد أخبار تملأ بعض الفراغات اللازم ملؤها في صفحات الأخبار السياسية.
ما يحمله هذا المقال في طياته من إحباط وتوجس، ليس انتقاداً لأحد، ولا هجوماً على آخر، إنما هو همّ يحمله من يجد نفسه معنياً ومسؤولاً عن تلك الأزمة شأنه شأن المواطنين الصالحين والخليجيين المخلصين، وإنما هو استدرار لخطوات تقدم في محيط لم نعد نجد فيه ثمة حلول ولا ناصح أمين، ورغم أن الدبلوماسية الخليجية قادرة على أن تدير أزمتها، إلا أنها شرعت الأبواب في وقت متأخر للتدخلات الدولية، بينما كانت قد غلّقتها في وجه الوساطات المحتملة في وقت مضى.
اختلاج النبض:
لطالما نظرنا إلى مجلس التعاون الخليجي كهيكل مختلف عن كافة الهياكل العربية الأخرى، وقوالبها للقضايا المرجية المصابة بآفتي المراوحة والنسيان. وبينما تدور رحى الخلاف الخليجي - القطري، هل أسأنا قراءة هذا الهيكل لمدى 36 عاماً واهمين على أنه الأنموذج الأنجح بينما تنخر فيه أمراض الهياكل الأخرى من دون دراية منا؟!