يقال إن تنظيم الدولة «غير» الإسلامية «داعش» قد انتهى، أو قارب تاريخ هذا التنظيم الإرهابي على الانقراض، بعد هزائم عديدة متلاحقة تكبدها التنظيم في الآونة الأخيرة.
يتردد ذلك، ويهلل له كثيرون، وبالأخص أتباع بشار الأسد والأذرع الإيرانية التي تقول إنها تحارب «داعش» في سوريا والعراق، ونحن نعلم أنهم قبل كل هذا حاربوا الشعب السوري وأبادوه وقتلوه وشردوا مئات الآلاف منه، بل الملايين.
إيجابي أن يندحر الإرهاب ويقضى على تنظيماته وأن تجفف منابع تمويله ومصادرها، لكن يفترض في نفس الوقت أن تكون هناك أدلة تكشف لنا حقيقة انهزام تنظيم «داعش» وكسر شوكته.
كلنا نتذكر تلك الفيديوهات المهولة التي كان ينشرها التنظيم الإرهابي، وكيف كان تصويرها احترافياً ينافس إخراج الإستوديوهات العالمية العريقة، وكيف تم قتل البشر ونحرهم بجز رؤوسهم، وبعدها إغراقهم في أقفاص، وأيضاً تصوير حرق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، كلها جرائم قام بها «داعش» ونشرها إعلامياً ووثقها، وفيها عرضت جثث من قتلوا وكشفت هوياتهم.
لكن في المقابل، وحين يقال إن التنظيم الإرهابي تكبد خسائر ضخمة، وقتل منه المئات، وهزم شر هزيمة في معاقله، أيعقل أننا وسط كل هذه الانتصارات، لا نرى جثة واحدة لمقاتل داعشي؟! أيعقل أننا وسط كل هذا لا نرى أسرى من «داعش»، تؤخذ أقوالهم وتسجل وتنشر على الملأ، مثلما نشر «داعش» جرائمه وتصريحات ضحاياه؟!
في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، وحينما تقاتلها وتتصدى لها جهات «نزيهة» و»شرعية»، من المنطقي أن يتم تسجيل أقوال المقبوض عليهم من مقاتلين، وأن يدفعوا للحديث بما يكشف خبايا وتفاصيل التنظيم، وطريقة عمله، وتكتيكاته القتالية، بل ونصل لمرحلة يدلي بها الأسرى الداعشيون بمعلومات تبين مصادر التمويل والجهات الداعمة، والعلاقة مع بعض الأطراف الدولية المشتبه بإسنادها لهم؟!
أين هذه التسجيلات؟! أين تلكم الجثث؟! وأين الأسرى؟! بل أين مظاهر تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم، وأين هي اللقطات التلفزيونية، التي بديهياً سيسارع القوم لنشرها ليكشفوا للعالم أن «داعش» دحرت في هذا الموقع، وهزمت في ذاك؟!
إن كان الحديث عن انتصار النظام السوري ومعه أذرع الدعم الإيراني على «داعش»، وهي جهات غير نزيهة، فإن هذه أكبر أكذوبة، لأن طبيعة عمل النظامين لا تتواءم مع «السرية» في كشف المعلومات، وتصوير جثث الدواعش، أو القبض على أسرى، وكشف وجوههم على الملأ، إذ القيام بذلك هو انتصار بحد ذاته لبشار وخامنئي، فلماذا لا يتباهون بالنصر، لماذا لا يتفاخرون إعلامياً بجثث مقاتلي التنظيم الإرهابي، مثلما فعل التنظيم نفسه بمن قتلهم ونكل بهم، وأغلبهم من أبناء المذهب السني؟! وهنا المفارقة بين ما يروج له تنظيم «داعش» بأنه سني الانتماء يحارب الشيعة، بينما استهدافه للشيعة يكاد يكون معدوماً، بغض النظر عن «المسرحية الفاشلة» التي افتعلها النظام الإيراني بنفسه عند مرقد الخميني واتهم فيها «داعش».
لا يحصل ذلك، لسبب بسيط جداً، لأن «داعش» نفسها صناعة إيرانية، وظهورها في وقت اندلاع الثورة السورية ضد بشار، جاء بمثل «طوق النجاة» الذي أنقذ رقبة الجزار، وحول الأنظار والجهود من السعي لإنقاذ السوريين من الديكتاتور الأسد، إلى مساع للتصدي لهذا التنظيم الجديد في سوريا والعراق، ووضع نظام بشار والأبرياء السوريين والعراقيين بل العالم كلهم في كفة واحدة مستهدفة من «داعش».
ما يحصل من عمليات ومناوشات مخطط لها، وأتحدث عن المحيط السوري تحديداً، فطالما ظلت «داعش» حية ترزق في سوريا فإن رقبة بشار الأسد بخير ولن تطير، والحديث عن اندحار «داعش» في العراق لا يعني الكثير، خاصة وأننا بتنا نرى كيف تحول العراق لولاية إيرانية يفرض عليها خامنئي سطوته، لكن بيت القصيد كله يكمن في سوريا، في كرسي بشار، وهناك لن تسمعوا أن «داعش» انتهت عن بكرة أبيها، لأن نهايتها تعني بداية نهاية بشار.
لا توجد جثة واحدة لداعشي، ولا أسير واحد، ولا صور تبين مخلفات التنظيم في الأماكن المحررة، ويقولون بعدها هزمت «داعش»! السؤال الحقيقي هو «أين «داعش» بالضبط»؟!
للعلم، نشرت إحصائيات تفيد بأن عدد الدواعش من جنسيات متعددة قدمت للعراق وسوريا يبلغ 150 ألف مقاتل. تخيلوا أن كل هؤلاء أصبحوا في لحظة «فص ملح وذاب» ولا أثر لهم!
يتردد ذلك، ويهلل له كثيرون، وبالأخص أتباع بشار الأسد والأذرع الإيرانية التي تقول إنها تحارب «داعش» في سوريا والعراق، ونحن نعلم أنهم قبل كل هذا حاربوا الشعب السوري وأبادوه وقتلوه وشردوا مئات الآلاف منه، بل الملايين.
إيجابي أن يندحر الإرهاب ويقضى على تنظيماته وأن تجفف منابع تمويله ومصادرها، لكن يفترض في نفس الوقت أن تكون هناك أدلة تكشف لنا حقيقة انهزام تنظيم «داعش» وكسر شوكته.
كلنا نتذكر تلك الفيديوهات المهولة التي كان ينشرها التنظيم الإرهابي، وكيف كان تصويرها احترافياً ينافس إخراج الإستوديوهات العالمية العريقة، وكيف تم قتل البشر ونحرهم بجز رؤوسهم، وبعدها إغراقهم في أقفاص، وأيضاً تصوير حرق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، كلها جرائم قام بها «داعش» ونشرها إعلامياً ووثقها، وفيها عرضت جثث من قتلوا وكشفت هوياتهم.
لكن في المقابل، وحين يقال إن التنظيم الإرهابي تكبد خسائر ضخمة، وقتل منه المئات، وهزم شر هزيمة في معاقله، أيعقل أننا وسط كل هذه الانتصارات، لا نرى جثة واحدة لمقاتل داعشي؟! أيعقل أننا وسط كل هذا لا نرى أسرى من «داعش»، تؤخذ أقوالهم وتسجل وتنشر على الملأ، مثلما نشر «داعش» جرائمه وتصريحات ضحاياه؟!
في التعامل مع التنظيمات الإرهابية، وحينما تقاتلها وتتصدى لها جهات «نزيهة» و»شرعية»، من المنطقي أن يتم تسجيل أقوال المقبوض عليهم من مقاتلين، وأن يدفعوا للحديث بما يكشف خبايا وتفاصيل التنظيم، وطريقة عمله، وتكتيكاته القتالية، بل ونصل لمرحلة يدلي بها الأسرى الداعشيون بمعلومات تبين مصادر التمويل والجهات الداعمة، والعلاقة مع بعض الأطراف الدولية المشتبه بإسنادها لهم؟!
أين هذه التسجيلات؟! أين تلكم الجثث؟! وأين الأسرى؟! بل أين مظاهر تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم، وأين هي اللقطات التلفزيونية، التي بديهياً سيسارع القوم لنشرها ليكشفوا للعالم أن «داعش» دحرت في هذا الموقع، وهزمت في ذاك؟!
إن كان الحديث عن انتصار النظام السوري ومعه أذرع الدعم الإيراني على «داعش»، وهي جهات غير نزيهة، فإن هذه أكبر أكذوبة، لأن طبيعة عمل النظامين لا تتواءم مع «السرية» في كشف المعلومات، وتصوير جثث الدواعش، أو القبض على أسرى، وكشف وجوههم على الملأ، إذ القيام بذلك هو انتصار بحد ذاته لبشار وخامنئي، فلماذا لا يتباهون بالنصر، لماذا لا يتفاخرون إعلامياً بجثث مقاتلي التنظيم الإرهابي، مثلما فعل التنظيم نفسه بمن قتلهم ونكل بهم، وأغلبهم من أبناء المذهب السني؟! وهنا المفارقة بين ما يروج له تنظيم «داعش» بأنه سني الانتماء يحارب الشيعة، بينما استهدافه للشيعة يكاد يكون معدوماً، بغض النظر عن «المسرحية الفاشلة» التي افتعلها النظام الإيراني بنفسه عند مرقد الخميني واتهم فيها «داعش».
لا يحصل ذلك، لسبب بسيط جداً، لأن «داعش» نفسها صناعة إيرانية، وظهورها في وقت اندلاع الثورة السورية ضد بشار، جاء بمثل «طوق النجاة» الذي أنقذ رقبة الجزار، وحول الأنظار والجهود من السعي لإنقاذ السوريين من الديكتاتور الأسد، إلى مساع للتصدي لهذا التنظيم الجديد في سوريا والعراق، ووضع نظام بشار والأبرياء السوريين والعراقيين بل العالم كلهم في كفة واحدة مستهدفة من «داعش».
ما يحصل من عمليات ومناوشات مخطط لها، وأتحدث عن المحيط السوري تحديداً، فطالما ظلت «داعش» حية ترزق في سوريا فإن رقبة بشار الأسد بخير ولن تطير، والحديث عن اندحار «داعش» في العراق لا يعني الكثير، خاصة وأننا بتنا نرى كيف تحول العراق لولاية إيرانية يفرض عليها خامنئي سطوته، لكن بيت القصيد كله يكمن في سوريا، في كرسي بشار، وهناك لن تسمعوا أن «داعش» انتهت عن بكرة أبيها، لأن نهايتها تعني بداية نهاية بشار.
لا توجد جثة واحدة لداعشي، ولا أسير واحد، ولا صور تبين مخلفات التنظيم في الأماكن المحررة، ويقولون بعدها هزمت «داعش»! السؤال الحقيقي هو «أين «داعش» بالضبط»؟!
للعلم، نشرت إحصائيات تفيد بأن عدد الدواعش من جنسيات متعددة قدمت للعراق وسوريا يبلغ 150 ألف مقاتل. تخيلوا أن كل هؤلاء أصبحوا في لحظة «فص ملح وذاب» ولا أثر لهم!