أحمد ونور موظفان مجتهدان، يعملان بكل ما لديهما من طاقة، وبجد واجتهاد. ذات يوم كانا في اجتماع مع فريق من إدارتهما ومجموعة من إدارة أخرى، فجأة اختفت نور لخمس دقائق ثم عادت، بعد انتهاء الاجتماع، أحد أعضاء الفريق فتح «الواتساب» ليجد رسالة من المدير، يرجوهم فيها أن يحضر له أحد منهم «فأرة أو ماوس» لجهازه «اللابتوب»، لأنه نسي «الماوس» في المنزل. اندفع أحمد فوراً قائلاً لدي «ماوس» إضافي سأحضره له، لم يكد ينتهي من حديثه، حتى ردت نور قائلة «لقد أحضرت له واحداً».
نظر إليهما، سامي العضو الثالث في الفريق بازدراء، ومضى، في نفس ذلك اليوم كان المدير يتجول بين مكاتب الموظفين وهو يتحدث عبر جهازه النقال باستياء شديد مع أحدهم عن تأخر تصليح سيارته، وأنها لن تكون جاهزة قبل آخر الأسبوع، فوراً تبع أحمد المدير، وأخذ يتحدث له بصوت خافت والمدير يحرك يديه بإشارات الرفض، ولكن تحت وطأة الابتسامات ورجاء أحمد، أذعن المدير لرجاء أحمد.
في منتصف نهار اليوم التالي، كانت نور في اجتماع متابعة مع المدير، وبعد مضي نصف الوقت، وخلال الاجتماع، وكان الدوام قد انتصف، أستأذنت من المدير لتعود بعدها بدقائق معها «ساندوتشين» وفنجانين من الشاي بالحليب، لتدعو مديرها إلى وجبة خفيفة قائلة: «بوسعد بمقام أخي الكبير فكرت في أنك تضور جوعاً مثلي في مثل هذا الوقت من النهار»، وتابع بوسعد الاجتماع وبعد ساعة طلب سامي الذي حضر ووجه له السؤال: هل لديك مانع من أن تدرب أختنا نور على بعض التقنيات الخاصة بنظام «ساب».
سامي لا يمانع في مساعدة أي موظف، فهذا جزء من شمائله، ولكنه كان يعرف أن الأمر سينتهي بأي يعد الأمر كله تحت مسمى التدريب، كان قبل شهرين قد تحدث مع بوسعد عن تقييمه له في العمل حيث أثنى عليه كثيراً وأردف قائلاً «لا عليك من هؤلاء الذين يقفزون هنا وهناك أمامي ابتغاء مرضاتي، فأنا أعرف تماماً من هم المفاتيح هنا والكفاءات وأميز جيداً بينهم وبين المتزلفين، لا تقلق، سيكون تقييمك الأفضل، وهم دونك، لست مجبراً أن أقول لك ذلك ولكن فقط لتطمئن وتبقى على فعاليتك».
كان سامي يتذكر كل ذلك وهو يسمع نتائج تقييم كل زملائه في الدائرة، الذين لم يختلفوا عنه في أي شيء، أو هو مع كل جهوده قيم مثلهم تماماً، اتجه إلى مديره ليعاتبه بلباقة وأدب، ولكن مديره باغته قائلاً «لدينا أنا وأنت مهمة صعبة للسنة القادمة وهي أن ننهض بمعنويات الفريق كله، فلقد لاحظت أن أغلبهم ضعيف في أدائه، لأنه لا يشجع ولم يذق طعم الحافز، لذلك رفعت من تقييمهم لأجعله هذه السنة بمستوى أفضل وأبرع موظف في الدائرة» وأشار بإصبعه إليه «وهو أنت وقد قلت لهم ذلك فرادى»، وتابع «لا أريد أن أفعل نفس الشيء السنة القادمة وأريدك أن تساعدني في ذلك».
نهض سامي متجهاً إلى الباب، ولم يلتفت إلى المدير مطلقاً، ومضى بعيداً بعيداً بعيداً، ترك وظيفته برسالة عبر الإيميل، وغادر ليستجم حيث كانت دراسته الجامعية، ولم يعد منذ ذلك الوقت من هناك.. عبر نور وأحمد فوق بوسعد إلى مديره الأعلى الذي كان جاهزاً أيضاً للبيع!!
سامي ومعه كثيرون يتقلدون أرفع المناصب بجدارة ويعرفون تماماً كيف يكونون قادة «مدراء» حقيقيين لا يتلاعب بهم أو عليهم.
{{ article.visit_count }}
نظر إليهما، سامي العضو الثالث في الفريق بازدراء، ومضى، في نفس ذلك اليوم كان المدير يتجول بين مكاتب الموظفين وهو يتحدث عبر جهازه النقال باستياء شديد مع أحدهم عن تأخر تصليح سيارته، وأنها لن تكون جاهزة قبل آخر الأسبوع، فوراً تبع أحمد المدير، وأخذ يتحدث له بصوت خافت والمدير يحرك يديه بإشارات الرفض، ولكن تحت وطأة الابتسامات ورجاء أحمد، أذعن المدير لرجاء أحمد.
في منتصف نهار اليوم التالي، كانت نور في اجتماع متابعة مع المدير، وبعد مضي نصف الوقت، وخلال الاجتماع، وكان الدوام قد انتصف، أستأذنت من المدير لتعود بعدها بدقائق معها «ساندوتشين» وفنجانين من الشاي بالحليب، لتدعو مديرها إلى وجبة خفيفة قائلة: «بوسعد بمقام أخي الكبير فكرت في أنك تضور جوعاً مثلي في مثل هذا الوقت من النهار»، وتابع بوسعد الاجتماع وبعد ساعة طلب سامي الذي حضر ووجه له السؤال: هل لديك مانع من أن تدرب أختنا نور على بعض التقنيات الخاصة بنظام «ساب».
سامي لا يمانع في مساعدة أي موظف، فهذا جزء من شمائله، ولكنه كان يعرف أن الأمر سينتهي بأي يعد الأمر كله تحت مسمى التدريب، كان قبل شهرين قد تحدث مع بوسعد عن تقييمه له في العمل حيث أثنى عليه كثيراً وأردف قائلاً «لا عليك من هؤلاء الذين يقفزون هنا وهناك أمامي ابتغاء مرضاتي، فأنا أعرف تماماً من هم المفاتيح هنا والكفاءات وأميز جيداً بينهم وبين المتزلفين، لا تقلق، سيكون تقييمك الأفضل، وهم دونك، لست مجبراً أن أقول لك ذلك ولكن فقط لتطمئن وتبقى على فعاليتك».
كان سامي يتذكر كل ذلك وهو يسمع نتائج تقييم كل زملائه في الدائرة، الذين لم يختلفوا عنه في أي شيء، أو هو مع كل جهوده قيم مثلهم تماماً، اتجه إلى مديره ليعاتبه بلباقة وأدب، ولكن مديره باغته قائلاً «لدينا أنا وأنت مهمة صعبة للسنة القادمة وهي أن ننهض بمعنويات الفريق كله، فلقد لاحظت أن أغلبهم ضعيف في أدائه، لأنه لا يشجع ولم يذق طعم الحافز، لذلك رفعت من تقييمهم لأجعله هذه السنة بمستوى أفضل وأبرع موظف في الدائرة» وأشار بإصبعه إليه «وهو أنت وقد قلت لهم ذلك فرادى»، وتابع «لا أريد أن أفعل نفس الشيء السنة القادمة وأريدك أن تساعدني في ذلك».
نهض سامي متجهاً إلى الباب، ولم يلتفت إلى المدير مطلقاً، ومضى بعيداً بعيداً بعيداً، ترك وظيفته برسالة عبر الإيميل، وغادر ليستجم حيث كانت دراسته الجامعية، ولم يعد منذ ذلك الوقت من هناك.. عبر نور وأحمد فوق بوسعد إلى مديره الأعلى الذي كان جاهزاً أيضاً للبيع!!
سامي ومعه كثيرون يتقلدون أرفع المناصب بجدارة ويعرفون تماماً كيف يكونون قادة «مدراء» حقيقيين لا يتلاعب بهم أو عليهم.