قبل عدَّة أعوام كنا أكثر حرصاً على تبني فكرة ترويض الخطاب الديني المتزمت، فالخطاب الديني حينها وصل إلى خطاب منفلت وفي أحيان أخرى وصل لخطاب كراهيةٍ وتحريضٍ ضد الدولة المدنية وضد الإنسان المختلف. الكثير من نتائج هذا الخطاب المدمر نعيشها اليوم بالحرف الواحد، فلا الأوطان في أمن وأمان ولا الإنسان يعيش رفاهية هذا الخطاب الدموي، فكل ما كنا نحذر منه قبل نحو عشرة أعوام يتحقق الآن في لحظات.
الخطابات الدينية المنفلتة هي السبب الأساس في انحراف بوصلة حركات الإسلام السياسي المتطرف في كل البلدان العربية والإسلامية، فالخطاب القائم على الكراهية وإرخاص الدماء واحتقار المختلف وإهانة الحريات الفكرية في دول مدنية ومجتمعات متحضرة كان السبب الأول لمسيرة الانفلات الذي حدث ويحدث في كافة أرجاء الوطن العربي، فشحن النفوس بمعتقدات صلبة وتلقين الناس بأفكارٍ لأيديولوجيات راديكالية متزمِّتة طيلة عقد من الزمان كان كافياً لضرب الاعتدال وإهانة كرامة الإنسان وتحقير الأقليات العرقية والإثنية في عالمنا العربي، فالخطاب الديني في الأصل لم يكن خطاباً دينياً ولم يكن له أدنى علاقة بالدين الحنيف، وإنما كان خطاباً تحريضياً شرساً يقمع الآخر بصورة متوحشة تحت غطاء ديني، لكنه استطاع من خلال أتباعه أن يقنع الكثير من الشباب بمصداقيته الكاذبة فكانوا وقوداً له في معارك الكراهية حتى وصل الحال لمراحل خطيرة جداً كادت أن تسقط فيه دول مستقرة. ما يؤسف له اليوم أن الكثير من العواصم العربية لم تتعلم الدرس، إذ إنها مازالت تفتح المجال لمنابرها ومساجدها لخطاب الكراهية كي يمارس المتشددون دورهم الشرس في تحريض الأتباع والجمهور بشكل صريح وسافر، ومازالت الكثير من الخطابات غير المسؤولة وغير المروضة تنفلت بشكل خطير من فوق منابر دور العبادة دون أن يُسائلهم أحد، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ضعف هيبة غالبية الدول العربية وعدم قدرتها على منع هذا الخطاب الديني المتهور أمام خطاب التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام النظام وتقديس القانون والدعوة للعيش في ظل الدولة المدنية التي تحمي الجميع وفق معطيات واضحة ومحددة.
يجب علينا غلق منابرنا الدينية في وجوه كل المتطرفين ومحاسبتهم أشد المحاسبة، فخطاب الكراهية ليس خطاباً دينياً كما يتوهم البعض، وإنما هو خطاب أهوج يحاول استغلال العواطف الدينية من أجل تمرير مشاريع سياسية لها أجندتها وأهدافها، ولهذا يجب على الدول العربية أن تمنع هذا الخطاب المفضي إلى الموت والكراهية كما يجب توعية المجتمع بضرورة توخي الحذر من كل أفعى تلبس لباس التقوى حين تتحدث باسم الله تارة وباسم العدالة تارة أخرى. هذا كل ما لزم تبيانه للجميع.
{{ article.visit_count }}
الخطابات الدينية المنفلتة هي السبب الأساس في انحراف بوصلة حركات الإسلام السياسي المتطرف في كل البلدان العربية والإسلامية، فالخطاب القائم على الكراهية وإرخاص الدماء واحتقار المختلف وإهانة الحريات الفكرية في دول مدنية ومجتمعات متحضرة كان السبب الأول لمسيرة الانفلات الذي حدث ويحدث في كافة أرجاء الوطن العربي، فشحن النفوس بمعتقدات صلبة وتلقين الناس بأفكارٍ لأيديولوجيات راديكالية متزمِّتة طيلة عقد من الزمان كان كافياً لضرب الاعتدال وإهانة كرامة الإنسان وتحقير الأقليات العرقية والإثنية في عالمنا العربي، فالخطاب الديني في الأصل لم يكن خطاباً دينياً ولم يكن له أدنى علاقة بالدين الحنيف، وإنما كان خطاباً تحريضياً شرساً يقمع الآخر بصورة متوحشة تحت غطاء ديني، لكنه استطاع من خلال أتباعه أن يقنع الكثير من الشباب بمصداقيته الكاذبة فكانوا وقوداً له في معارك الكراهية حتى وصل الحال لمراحل خطيرة جداً كادت أن تسقط فيه دول مستقرة. ما يؤسف له اليوم أن الكثير من العواصم العربية لم تتعلم الدرس، إذ إنها مازالت تفتح المجال لمنابرها ومساجدها لخطاب الكراهية كي يمارس المتشددون دورهم الشرس في تحريض الأتباع والجمهور بشكل صريح وسافر، ومازالت الكثير من الخطابات غير المسؤولة وغير المروضة تنفلت بشكل خطير من فوق منابر دور العبادة دون أن يُسائلهم أحد، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ضعف هيبة غالبية الدول العربية وعدم قدرتها على منع هذا الخطاب الديني المتهور أمام خطاب التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام النظام وتقديس القانون والدعوة للعيش في ظل الدولة المدنية التي تحمي الجميع وفق معطيات واضحة ومحددة.
يجب علينا غلق منابرنا الدينية في وجوه كل المتطرفين ومحاسبتهم أشد المحاسبة، فخطاب الكراهية ليس خطاباً دينياً كما يتوهم البعض، وإنما هو خطاب أهوج يحاول استغلال العواطف الدينية من أجل تمرير مشاريع سياسية لها أجندتها وأهدافها، ولهذا يجب على الدول العربية أن تمنع هذا الخطاب المفضي إلى الموت والكراهية كما يجب توعية المجتمع بضرورة توخي الحذر من كل أفعى تلبس لباس التقوى حين تتحدث باسم الله تارة وباسم العدالة تارة أخرى. هذا كل ما لزم تبيانه للجميع.