في مطلع كل أغسطس منذ سنة 1990، لا تترك لنا الذكريات الأليمة اللحوحة بداً من أن نستحضر ذلك الجرح العربي الغائر في قلب الخليج العربي وعروسه الكويت، لا أعاده الله «ولا جاب طاريه».. ولا أرانا في كويتنا الحبيبة وشعبها الأصيل أي مكروه، ولا في عموم دولنا الخليجية.
ولكن ما نتمناه وما ندعو به أمر، وما نستشرفه ونأخذ بالأسباب للحيلولة دون وقوعه أمر آخر تماماً. ولعل بعضاً من المقارنات المقتضبة التي أضعها بين يدي القارئ الكريم في نقاط، تدفعنا كلنا للتأمل والتساؤل بـ«ماذا أعددنا لمثل هذا اليوم؟»..!!
* غزو الكويت من قبل العراق كقوة إقليمية، يعني احتمال غزوها مجدداً أو أي بلد خليجي آخر من قبل قوة إقليمية أخرى بعد فناء العراق، لا سيما وأن الكويت كانت قد تعرضت للغزو في وجود مجلس التعاون الخليجي وفي عزّ تكاتفه وتلاحمه سياسياً وشعبياً، فكيف بنا اليوم بينما «المجلس» في حالة عدم استقرار انعكست من الساسة إلى الشعب، وجعلته أكثر عرضة للتفكك؟ ثم إننا عندما تعرضت الكويت للغزو كانت الوحدة الوطنية في دول مجلس التعاون في أوجها، بينما نعاني اليوم من فرقة مجتمعية طائفية وعنصرية وفئوية وولاءات للمنظمات الدينية الشمولية العابرة للحدود من الداخل الخليجي. هذا فضلاً عن أنه عندما غزيت الكويت لم تكن منطقة الخليج تعاني من أزمة اقتصادية بل كانت في عزّها، لكن كيف بنا الآن ونحن نعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟
* جاء غزو الكويت رغم أنها كانت محل مصالح مهمة للغرب في ذلك الوقت، وقد كانت تدر النفط بسخاء هي وشقيقاتها الخليجيات، فما بالكم الآن وقد استغنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نفط الخليج العربي، وشرعت الأبواب للتحالفات الاستراتيجية مع دول أخرى في آسيا، بما يهدد المصالح الخليجية في المقام الأول. وإن كنا في عهد مضى قد شهدنا استدارة أمريكية سياسية، من يدري فلعلنا نشهد استدارة اقتصادية -وهي الأهم هذه المرة؟!!
* عندما غُزيت الكويت كان العالم في زمن التوازنات الدولية، كان الاتحاد السوفيتي وقتها مازال قائماً، وكان العالم يوازنه قطبان، بينما في الوقت الراهن ما من توازنات دولية، ولم يعد ثمة من يردع الآخر إن ظلم أو بطش أو تجاوز، ولم يعد لميزاننا الوهمي في المجتمع الدولي أية قيمة بعد اختلال كفتيه.
* غزيت الكويت قبل أكثر من عقدين رغم استقرار البيئة الإقليمية آنذاك، إذ لم تكن القوى الفاعلة منشغلة بمجريات أخرى في المنطقة، وكذلك دول الجوار لم تكن مشدوهة الفكر بأزماتها الداخلية وحروبها الأهلية كما هو الحال اليوم، ما ولد في البيئة الإقليمية ليس الهشاشة وحسب وإنما التهتك لا سيما في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن.
* غزيت الكويت عندما كان يدير العالم قوى تقليدية، فيما يعبث بالعالم الآن هياكل وتكتلات ومنظمات إرهابية ليس لها صفات الدول «Non State Actor».
* اختلاج النبض:
هل تطورت المدارس السياسية الخليجية بناءً على تطورات البيئة الإقليمية، لتتعامل مع أخطار جديدة قد لا تكون متوقعة بما يكفي؟!
ولكن ما نتمناه وما ندعو به أمر، وما نستشرفه ونأخذ بالأسباب للحيلولة دون وقوعه أمر آخر تماماً. ولعل بعضاً من المقارنات المقتضبة التي أضعها بين يدي القارئ الكريم في نقاط، تدفعنا كلنا للتأمل والتساؤل بـ«ماذا أعددنا لمثل هذا اليوم؟»..!!
* غزو الكويت من قبل العراق كقوة إقليمية، يعني احتمال غزوها مجدداً أو أي بلد خليجي آخر من قبل قوة إقليمية أخرى بعد فناء العراق، لا سيما وأن الكويت كانت قد تعرضت للغزو في وجود مجلس التعاون الخليجي وفي عزّ تكاتفه وتلاحمه سياسياً وشعبياً، فكيف بنا اليوم بينما «المجلس» في حالة عدم استقرار انعكست من الساسة إلى الشعب، وجعلته أكثر عرضة للتفكك؟ ثم إننا عندما تعرضت الكويت للغزو كانت الوحدة الوطنية في دول مجلس التعاون في أوجها، بينما نعاني اليوم من فرقة مجتمعية طائفية وعنصرية وفئوية وولاءات للمنظمات الدينية الشمولية العابرة للحدود من الداخل الخليجي. هذا فضلاً عن أنه عندما غزيت الكويت لم تكن منطقة الخليج تعاني من أزمة اقتصادية بل كانت في عزّها، لكن كيف بنا الآن ونحن نعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟
* جاء غزو الكويت رغم أنها كانت محل مصالح مهمة للغرب في ذلك الوقت، وقد كانت تدر النفط بسخاء هي وشقيقاتها الخليجيات، فما بالكم الآن وقد استغنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نفط الخليج العربي، وشرعت الأبواب للتحالفات الاستراتيجية مع دول أخرى في آسيا، بما يهدد المصالح الخليجية في المقام الأول. وإن كنا في عهد مضى قد شهدنا استدارة أمريكية سياسية، من يدري فلعلنا نشهد استدارة اقتصادية -وهي الأهم هذه المرة؟!!
* عندما غُزيت الكويت كان العالم في زمن التوازنات الدولية، كان الاتحاد السوفيتي وقتها مازال قائماً، وكان العالم يوازنه قطبان، بينما في الوقت الراهن ما من توازنات دولية، ولم يعد ثمة من يردع الآخر إن ظلم أو بطش أو تجاوز، ولم يعد لميزاننا الوهمي في المجتمع الدولي أية قيمة بعد اختلال كفتيه.
* غزيت الكويت قبل أكثر من عقدين رغم استقرار البيئة الإقليمية آنذاك، إذ لم تكن القوى الفاعلة منشغلة بمجريات أخرى في المنطقة، وكذلك دول الجوار لم تكن مشدوهة الفكر بأزماتها الداخلية وحروبها الأهلية كما هو الحال اليوم، ما ولد في البيئة الإقليمية ليس الهشاشة وحسب وإنما التهتك لا سيما في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن.
* غزيت الكويت عندما كان يدير العالم قوى تقليدية، فيما يعبث بالعالم الآن هياكل وتكتلات ومنظمات إرهابية ليس لها صفات الدول «Non State Actor».
* اختلاج النبض:
هل تطورت المدارس السياسية الخليجية بناءً على تطورات البيئة الإقليمية، لتتعامل مع أخطار جديدة قد لا تكون متوقعة بما يكفي؟!