البدو يقولون: «من صوفها اكتفها»، أي اغزل من صوف الغنم حبلاً واربط الشاة به، وهو مثل يقال كناية عن تسيير الأمور وتحقيق أفضل النتائج باستخدام الموارد المتاحة من الأمر نفسه دون الإنفاق عليه، لكن واقع حال العرب أصحاب المثل غير ذلك، وعلى عكسهم الفرس الذين عملوا بهذا المثل، فنفوذهم يتعاظم في أفغانستان ونجحوا في جعل العراق تابعاً لهم، ويقاتلون في سوريا واليمن بغير رجالهم وأموالهم.
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قبل أيام قليلة تقريراً يبين أن نفوذ إيران في أفغانستان يتصاعد من خلال حركة طالبان، وفي الوقت نفسه يتراجع نفوذ الولايات المتحدة لا سيما بعد تصريح الرئيس ترامب برغبة بلاده في الانسحاب من أفغانستان بعد 16 سنة، مع غياب الأدوار الإقليمية هناك، وذكر التقرير جزئية مهمة وهي أن إيران شجعت تجارة المخدرات.
وإذا أردنا أن ننظر للمشهد من زاوية أبعد سنجد الآتي: إيران وضعت يدها في العراق وأفغانستان دون أن تخسر شيئاً منذ البداية، لأنها وببساطة استغلت التغييرات التي أحدثتها أمريكا في العراق وأفغانستان عندما أسقطت أمريكا نظام الحكم في البلدين فقد كانت على عداء مع العراق لأنه كان عقبة في طريقها، ومع نظام طالبان لأن إيران الشيعية لا تقبل بدولة طالبان السنية، ولذلك سهلت لأمريكا غزو البلدين، وبعد ذلك دعمت طالبان عسكرياً ومادياً من خلال السلاح والعناصر الأفغانية في إيران، لتبدأ طالبان باستنزاف القوات الأمريكية، ولا شك أن ذلك يأتي لصالح إيران، وفي الوقت نفسه شجعت تجارة المخدرات التي تزرع في أفغانستان وتمررها إيران عبر أراضيها إلى العراق الذي نشرت فيه تعاطي المخدرات بعد أن كان خالياً من التعاطي، وأيضاً جعلته ممراً لمخدراتها إلى دول أخرى، ومن ريع هذه التجارة تمول بعض أنشطتها، أما في العراق فهي تحكم وتقاتل بعراقيين تابعين لها وبأموال البلد نفسه، وفي سوريا لديها ميليشيات وعلى سبيل المثال ميليشيا فاطميون المؤلفة من أفغان أدخلتهم إيران إلى العراق بدون جوازات سفر بعدما اجتاحوا البوابات الحدودية، لنكتشف بعد فترة أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أشرف على تدريبهم ووصلوا إلى الحدود العراقية السورية عند معبر التنف، واليوم تتفاخر ميليشيا «حزب الله» العراقي بأنها أجهضت الهدف الأمريكي في السيطرة على الحدود العراقية السورية وجعلته ينكفئ إلى الحدود الأردنية، أما في اليمن فتقاتل بيمنيين تابعين لها وليس بجيش إيران.
المحصلة أن إيران تعبث بأفغانستان واليمن والعراق وسوريا ولبنان، بغير أبنائها وأموالها، فهي تمارس الإرهاب وتدعمه في بلداننا بأموالنا وأبنائنا، وهو ما يفسر لنا قدرة إيران على الاستمرارية في هذا الجانب، لذلك هي تطبق عملياً المثل القائل: «من صوفها اكتفها».
{{ article.visit_count }}
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قبل أيام قليلة تقريراً يبين أن نفوذ إيران في أفغانستان يتصاعد من خلال حركة طالبان، وفي الوقت نفسه يتراجع نفوذ الولايات المتحدة لا سيما بعد تصريح الرئيس ترامب برغبة بلاده في الانسحاب من أفغانستان بعد 16 سنة، مع غياب الأدوار الإقليمية هناك، وذكر التقرير جزئية مهمة وهي أن إيران شجعت تجارة المخدرات.
وإذا أردنا أن ننظر للمشهد من زاوية أبعد سنجد الآتي: إيران وضعت يدها في العراق وأفغانستان دون أن تخسر شيئاً منذ البداية، لأنها وببساطة استغلت التغييرات التي أحدثتها أمريكا في العراق وأفغانستان عندما أسقطت أمريكا نظام الحكم في البلدين فقد كانت على عداء مع العراق لأنه كان عقبة في طريقها، ومع نظام طالبان لأن إيران الشيعية لا تقبل بدولة طالبان السنية، ولذلك سهلت لأمريكا غزو البلدين، وبعد ذلك دعمت طالبان عسكرياً ومادياً من خلال السلاح والعناصر الأفغانية في إيران، لتبدأ طالبان باستنزاف القوات الأمريكية، ولا شك أن ذلك يأتي لصالح إيران، وفي الوقت نفسه شجعت تجارة المخدرات التي تزرع في أفغانستان وتمررها إيران عبر أراضيها إلى العراق الذي نشرت فيه تعاطي المخدرات بعد أن كان خالياً من التعاطي، وأيضاً جعلته ممراً لمخدراتها إلى دول أخرى، ومن ريع هذه التجارة تمول بعض أنشطتها، أما في العراق فهي تحكم وتقاتل بعراقيين تابعين لها وبأموال البلد نفسه، وفي سوريا لديها ميليشيات وعلى سبيل المثال ميليشيا فاطميون المؤلفة من أفغان أدخلتهم إيران إلى العراق بدون جوازات سفر بعدما اجتاحوا البوابات الحدودية، لنكتشف بعد فترة أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أشرف على تدريبهم ووصلوا إلى الحدود العراقية السورية عند معبر التنف، واليوم تتفاخر ميليشيا «حزب الله» العراقي بأنها أجهضت الهدف الأمريكي في السيطرة على الحدود العراقية السورية وجعلته ينكفئ إلى الحدود الأردنية، أما في اليمن فتقاتل بيمنيين تابعين لها وليس بجيش إيران.
المحصلة أن إيران تعبث بأفغانستان واليمن والعراق وسوريا ولبنان، بغير أبنائها وأموالها، فهي تمارس الإرهاب وتدعمه في بلداننا بأموالنا وأبنائنا، وهو ما يفسر لنا قدرة إيران على الاستمرارية في هذا الجانب، لذلك هي تطبق عملياً المثل القائل: «من صوفها اكتفها».