لا شك في أن العالم التكنولوجي الذي نعيش فيه ولا سيما برامج التواصل الاجتماعي التي أدمنّا استهلاكها، لم تسمح لنا أن نكون شاهدين على ما يدور في أنحاء العالم من الناحية الخارجية الظاهرة للعيان فحسب، كالعمران، أو الدمار، أو الحروب، أو الازدهار، أو التطوير، أو التخريب، أو السياحة، أو التهجير، أو التعليم، وغيرها الكثير، وإنما أيضاً جعلتنا ندخل نفوس الناس من دون استئذان ونعرف كيف يفكرون من خلال تصرفاتهم، والتي نصنفها نحن من وجهة نظرنا بين الذكية أو الغبية، والمضحكة أو الدراماتيكية، والجدية أو الهزلية، وطبعاً هناك المزيد. ولكن مع كل ما نشاهده ويمر علينا تبقى المشاهد التي تجسد «المواقف الإنسانية» التي يقوم بها أصحابها بشكل عفوي أو مقصود هي المواقف التي فقط تلامس القلب والروح والتي معها من دون إدراك نزرف الدموع.
المواقف كثيرة ومتنوعة لا ترتبط بعمر ولا زمان، ولكن في ذاكرة القلب تأخذ حيزاً ومكاناً وتكون لنا حكمة وعظة وعبرة. كالشاب الذي سلّم يوم زفافه مفتاح بيته الجديد إلى والده ليسكن فيه وذلك استجابة لحلمه الطويل في أن يكون له بيت وحديقة صغيرة، ومفاجأة الوالد لهذا الموقف العظيم والذي جثا بركبتيه على الأرض حيث تشابكت عليه المشاعر والأحاسيس فرحاً بتصرف ولده ومصدوماً في الوقت نفسه.
والرجل الذي يكرس كل وقته لإعانة والده الذي أصيب بجلطة في الدماغ ومرض الزهايمر في الوقت عينه، حيث يقول: «أشكر الله على ما وهبني من هدية غالية وهو والدي وأتمنى أن أحافظ عليها».
والأم التي تركت وليدتها في المستشفى وهربت بعد علمها أن بها إعاقة ذهنية، وقامت وتبنتها سيدة أخرى وربتها وأحسنت تربيتها وتعلميها وتدريبها كي تكون إنسانة لها قيمة حقيقية في المجتمع.
والرجل المشرد الذي يأخذ من الأرض مفترشاً له، لم يتردد أن يُقاسِم وجبة الطعام التي قدمتها له فتاة شابة مع جروٍ صغير تقدّم إليه ينبحُ ضوراً وجوعاً وتعباً. وغيرها الكثير من المواقف التي نذرف لها بدل الدموع دماً لسبب ما يعتصر قلبك ألماً عندما تسمعها فما بالنا عندما نراها صوراً حيّة أمام أعيننا.
بقدر ما تفرحني هذه المواقف، بقدر ما تؤلمني في القلب، بعض ردود الأشخاص، مستهجنين كيف لهذا أن يحدث في دول غربية تأخذ الحرية شعاراً لحياة عصرية؟! ومن قال إن الإنسانية هي متفردة لمجموعة فقط من البشر أو أنه يحدها دين أو عرق أو نسب، زيّ أو شكل أو مكان؟ معذرة من صغار العقول وضيقي الأفق، فكلامكم هذا لا يمت للإنسانية بعنوان، وتفكيركم مليء بالحقد والكراهية وعليكم أن تغيروا منهج تفكيركم قبل فوات الأوان. فالعمل الإنساني ليس بحاجة إلى فلسفة ورياضيات وأدب وشعر ونثر ولا ينتظر ثريّاً أو فقيراً، ولا مفكراً أو طبيباً أو سياسياً، لأن العمل الإنساني يقوم به كل من يؤمن بغذاء الروح قبل الجسد من دون شرط أو جدل، ودمتم بسلام.
المواقف كثيرة ومتنوعة لا ترتبط بعمر ولا زمان، ولكن في ذاكرة القلب تأخذ حيزاً ومكاناً وتكون لنا حكمة وعظة وعبرة. كالشاب الذي سلّم يوم زفافه مفتاح بيته الجديد إلى والده ليسكن فيه وذلك استجابة لحلمه الطويل في أن يكون له بيت وحديقة صغيرة، ومفاجأة الوالد لهذا الموقف العظيم والذي جثا بركبتيه على الأرض حيث تشابكت عليه المشاعر والأحاسيس فرحاً بتصرف ولده ومصدوماً في الوقت نفسه.
والرجل الذي يكرس كل وقته لإعانة والده الذي أصيب بجلطة في الدماغ ومرض الزهايمر في الوقت عينه، حيث يقول: «أشكر الله على ما وهبني من هدية غالية وهو والدي وأتمنى أن أحافظ عليها».
والأم التي تركت وليدتها في المستشفى وهربت بعد علمها أن بها إعاقة ذهنية، وقامت وتبنتها سيدة أخرى وربتها وأحسنت تربيتها وتعلميها وتدريبها كي تكون إنسانة لها قيمة حقيقية في المجتمع.
والرجل المشرد الذي يأخذ من الأرض مفترشاً له، لم يتردد أن يُقاسِم وجبة الطعام التي قدمتها له فتاة شابة مع جروٍ صغير تقدّم إليه ينبحُ ضوراً وجوعاً وتعباً. وغيرها الكثير من المواقف التي نذرف لها بدل الدموع دماً لسبب ما يعتصر قلبك ألماً عندما تسمعها فما بالنا عندما نراها صوراً حيّة أمام أعيننا.
بقدر ما تفرحني هذه المواقف، بقدر ما تؤلمني في القلب، بعض ردود الأشخاص، مستهجنين كيف لهذا أن يحدث في دول غربية تأخذ الحرية شعاراً لحياة عصرية؟! ومن قال إن الإنسانية هي متفردة لمجموعة فقط من البشر أو أنه يحدها دين أو عرق أو نسب، زيّ أو شكل أو مكان؟ معذرة من صغار العقول وضيقي الأفق، فكلامكم هذا لا يمت للإنسانية بعنوان، وتفكيركم مليء بالحقد والكراهية وعليكم أن تغيروا منهج تفكيركم قبل فوات الأوان. فالعمل الإنساني ليس بحاجة إلى فلسفة ورياضيات وأدب وشعر ونثر ولا ينتظر ثريّاً أو فقيراً، ولا مفكراً أو طبيباً أو سياسياً، لأن العمل الإنساني يقوم به كل من يؤمن بغذاء الروح قبل الجسد من دون شرط أو جدل، ودمتم بسلام.