وزير خارجية قطر طار للدول الإسكندنافية يشتكي لها بعد أن نفضت وزارة الخارجية الأمريكية يدها عنهم، ومن قبلها الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون والألمان تخلوا كذلك، والجميع أخبروا الدوحة أن الحل في الرياض، ولكن كعادة هذا النظام آثر الذهاب إلى آخر الدنيا على أن يقر بواقعه التاريخي والجغرافي والديموغرافي والسياسي، فذهب إلى الدول الإسكندنافية ومن هناك صرح محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن دول «الحصار» تتآمر علينا رداً على خبر ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حفيد مؤسس قطر في الرياض!! ولا نلومه فالخبر وقع كالصاعقة على نظامه، والتخبط والإرباك واضح للعيان، والأهم أن صحفاً غربية أشارت له فقد فتح الباب الآن على مصراعية للحديث عن البدائل، وذلك عنصر لم يكن مطروحاً في بداية المقاطعة، إذ أعطت دول التحالف الرباعي فرصة أخيرة للنظام عله يعي خطورة مكابرته وعناده، واستخفافه بالأزمة ومسبباتها.
لأول مرة يذوق نظام الحمدين معنى تهديد الحكم ويسري الخوف في أوساط الحكم، لأول مرة تعرف قطر معنى أن يستخف ويستهان بأمنك واستقرارك، لأول مرة تتحدث قطر عن «التآمر» عليها بعد عشرين عاماً من التآمر على دول مجلس التعاون قطر تشكو وللمرة الأولى من تآمر عليها، وحين تشتكي قطر هذه الشكوى للمرة الأولى فتلك طاولة وقد انقلبت رأساً على عقب.
عشرون عاماً كنتم تستضيفون كل من يريد إسقاط الدولة الخليجية وهدمها في الدوحة وتقدمون له الدعم المالي والإعلامي واللوجستي، فلم يبقَ إرهابي تحت مسمى معارض إلا واستضفتموه سعودياً كان أو إماراتياً أو بحرينياً أو كويتياً، منذ 1997 وأنتم تمولون وتستضيفون أي شخص يحاول إسقاط الحكم في دول مجلس التعاون الخليجي، عشرون عاماً ونحن صابرون على نزقكم وتهوركم، فسقوط دولة خليجية سيجر كرات المسبحة كلها، ولكن لا حياة لمن تنادي، عشرون عاماً ونحن نطالبكم ونناشدكم بل وأخيراً أخذنا تعهداتكم بعدم تكرار تلك الممارسات واعترفتم بخطئكم وتعهدتم بعدم تكراره، ثم استخففتم بكلمة الشرف التي منحتموها لنا، واليوم تبكون من استضافة قطري واحد فقط طردتموه وسرقتم حقه الشرعي في الحكم، على رأي مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني «تونا ما بدينا» ذوقوا من كأس دأبتم على سقيه للآخرين.
الأمر ليس انتقاماً وليس مناكفة وليس واحدة بواحدة، مجلس التعاون منظومة دولية ليست إقليمية فحسب والعالم يحتاج أن تستقر هذه المنظومة لأجل مصالحه وتأمين ممراته المالية، المنظومة تحتاج إلى تعزيز وتقوية في وضعنا الإقليمي المضطرب، ومن حق دول المجلس أن تعمل على تقويم هذا المجلس إن انحرف بعض أعضائه وحاد عن نظامه الأساسي، بل من حق الدول أن تدافع عن أمنها إن عبث به بعض أعضائه.
وجود نظام مستخف بأمننا داخل المنظومة يستدعي التحرك وإعادة الأمور لنصابها، فتهور هذه الدولة لهذه الدرجة يشكل خطراً على الإقليم كله لا على المجلس، علاقته الأمنية مع إيران ودعمه للإرهاب في كل مكان يشكل تهديداً للأمن الدولي كله لا أمن الخليج العربي فحسب، قياساً بالسيولة المالية التي يملكها ويصرفها على الفوضى في العالم، فإن خطره يمتد إلى أقصى بقاع الدنيا، لم تسلم الهند وباكستان وأوروبا من ممارساته، استخف بالعالم كله فانقلب العالم ضده.
قطر اليوم وهي تشتكي للمرة الأولى أصبحت عبرة ودرساً للذي يظن أن «المال» يستطيع أن يصنع الزعامة، و«المال» يستطيع أن يقيم دولاً، قطر ستصبح عبرة للذي يظن أن الاستخفاف بأمن الآخرين ليس له تعبات ولن يخلق تداعيات وأن الخطر لن يرتد عليه، قطر اليوم تدفع ثمن ذلك الاستخفاف بألم الآخرين وتذوق من مر الكأس الذي سقته لهم.
العلاقات الدولية لها أصولها ولها معاهداتها ولها اتفاقياتها، وإيران وقطر من الدول التي ظنت زعاماتها أنها تملك مشروعية التدخل في شؤون الآخرين، فلم تراعِ تلك الأصول والأعراف وظنت أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء لتحويل طموحات زعاماتهم إلى واقع وأن على العالم أن يستجيب لها، فصحا الاثنان على صفعات متتالية تذكرهم بالواقع.
{{ article.visit_count }}
لأول مرة يذوق نظام الحمدين معنى تهديد الحكم ويسري الخوف في أوساط الحكم، لأول مرة تعرف قطر معنى أن يستخف ويستهان بأمنك واستقرارك، لأول مرة تتحدث قطر عن «التآمر» عليها بعد عشرين عاماً من التآمر على دول مجلس التعاون قطر تشكو وللمرة الأولى من تآمر عليها، وحين تشتكي قطر هذه الشكوى للمرة الأولى فتلك طاولة وقد انقلبت رأساً على عقب.
عشرون عاماً كنتم تستضيفون كل من يريد إسقاط الدولة الخليجية وهدمها في الدوحة وتقدمون له الدعم المالي والإعلامي واللوجستي، فلم يبقَ إرهابي تحت مسمى معارض إلا واستضفتموه سعودياً كان أو إماراتياً أو بحرينياً أو كويتياً، منذ 1997 وأنتم تمولون وتستضيفون أي شخص يحاول إسقاط الحكم في دول مجلس التعاون الخليجي، عشرون عاماً ونحن صابرون على نزقكم وتهوركم، فسقوط دولة خليجية سيجر كرات المسبحة كلها، ولكن لا حياة لمن تنادي، عشرون عاماً ونحن نطالبكم ونناشدكم بل وأخيراً أخذنا تعهداتكم بعدم تكرار تلك الممارسات واعترفتم بخطئكم وتعهدتم بعدم تكراره، ثم استخففتم بكلمة الشرف التي منحتموها لنا، واليوم تبكون من استضافة قطري واحد فقط طردتموه وسرقتم حقه الشرعي في الحكم، على رأي مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني «تونا ما بدينا» ذوقوا من كأس دأبتم على سقيه للآخرين.
الأمر ليس انتقاماً وليس مناكفة وليس واحدة بواحدة، مجلس التعاون منظومة دولية ليست إقليمية فحسب والعالم يحتاج أن تستقر هذه المنظومة لأجل مصالحه وتأمين ممراته المالية، المنظومة تحتاج إلى تعزيز وتقوية في وضعنا الإقليمي المضطرب، ومن حق دول المجلس أن تعمل على تقويم هذا المجلس إن انحرف بعض أعضائه وحاد عن نظامه الأساسي، بل من حق الدول أن تدافع عن أمنها إن عبث به بعض أعضائه.
وجود نظام مستخف بأمننا داخل المنظومة يستدعي التحرك وإعادة الأمور لنصابها، فتهور هذه الدولة لهذه الدرجة يشكل خطراً على الإقليم كله لا على المجلس، علاقته الأمنية مع إيران ودعمه للإرهاب في كل مكان يشكل تهديداً للأمن الدولي كله لا أمن الخليج العربي فحسب، قياساً بالسيولة المالية التي يملكها ويصرفها على الفوضى في العالم، فإن خطره يمتد إلى أقصى بقاع الدنيا، لم تسلم الهند وباكستان وأوروبا من ممارساته، استخف بالعالم كله فانقلب العالم ضده.
قطر اليوم وهي تشتكي للمرة الأولى أصبحت عبرة ودرساً للذي يظن أن «المال» يستطيع أن يصنع الزعامة، و«المال» يستطيع أن يقيم دولاً، قطر ستصبح عبرة للذي يظن أن الاستخفاف بأمن الآخرين ليس له تعبات ولن يخلق تداعيات وأن الخطر لن يرتد عليه، قطر اليوم تدفع ثمن ذلك الاستخفاف بألم الآخرين وتذوق من مر الكأس الذي سقته لهم.
العلاقات الدولية لها أصولها ولها معاهداتها ولها اتفاقياتها، وإيران وقطر من الدول التي ظنت زعاماتها أنها تملك مشروعية التدخل في شؤون الآخرين، فلم تراعِ تلك الأصول والأعراف وظنت أنها تستطيع أن تفعل ما تشاء لتحويل طموحات زعاماتهم إلى واقع وأن على العالم أن يستجيب لها، فصحا الاثنان على صفعات متتالية تذكرهم بالواقع.