أكثر ما يثيرني كصحافي رياضي هو ذلك المشهد المتجسد في تحول عدد من صفحاتنا الرياضية المحلية إلى ما يشبه «ألبومات»الصور ويا ليتها تكون صوراً مميزة للقطات رياضية نادرة، إنما هي صور تسليم واستلام وابتسامات شخصية موزعة هنا وهناك لا يخرج مضمونها عن إطار «الشو»!!

حدث رياضي محلي لا تتجاوز حدوده أسوار المسابقات الترويحية تجده ينال حيزاً كبيراً من التغطية الصحافية «الألبومية» في حين لا تجد ذكراً لمسابقات رسمية وبطولات دولية تقام في نفس الزمان والمكان، وحتى إن وجد ذلك الذكر فإنه لا يضاهي ما تناله المسابقات الترويحية أو الصيفية أو الموسمية من بهرجة إعلامية هدفها «الشو» لا أكثر ولا أقل!

لست هنا بمن يطالب بحجب تغطية مسابقات المناسبات ولكنني أطالب بأن تسود المهنية الصحافية وأن يعطى كل ذي حق حقه وأن لا تسود المبالغات والمجاملات لتحول صفحاتنا الرياضية إلى معارض للصور على حساب الموضوعية..

هذه الظاهرة بدأت تتزايد في صفحاتنا الرياضية منذ أن اتجهت اللجان المنظمة للمسابقات الموسمية إلى تشكيل لجان إعلامية أغلب أعضائها من بين طواقم الملاحق الرياضية الخاضعة لأوامر ورغبات اللجنة التنفيذية لتلك المسابقات مما يجعلها لجاناً إعلامية مسيرة وليست مخيرة!

هنا يفترض أن يبرز دور الرقيب الحريص على وضع كل حدث في حجمه الطبيعي بما تمليه عليه المعايير المهنية، كأن يحدد عدد الصور أو اللقطات بحجم المادة التحريرية المكتوبة، لا كما يحدث في بعض من الصفحات الرياضية من المبالغة بنشر مجموعات من الصور لمادة تحريرية لا يتجاوز عدد كلماتها المائتين أو الثلاثمائة كلمة!!

أتمنى أن ترتقي صفحاتنا الرياضية إلى المستوى الذي يليق بالمنظومة الصحافية الرياضية المحلية التي تتمتع بقاعدة عريضة من أصحاب الخبرة والكفاءات الشابة، وأن تستغل المساحات المخصصة للرياضة استغلالاً مفيداً يلبي طموحات القارئ ويساهم في تطوير ونجاح الأحداث الرياضية الرسمية التي تشهدها ملاعبنا على مدار العام..