لا يمكن أن تتحول الأحياء الشعبية والتراثية في البحرين إلى مستوطنات للعمالة الأجنبية، فتفريغ هذه الأحياء الجميلة التاريخية التراثية من سكانها الحقيقيين أمر غير موفق من أي طرف كان هذا التفريغ والإخلاء. إن الشعور الأولي الذي ينتابك وأنت تسير في مسقط رأسك وهو يغصّ بالعمالة الأجنبية لأمر في غاية الحزن، فكل الجدران باتت متوحشة وكل الدور التي هجرها أهلها بلا طعم ولا رائحة، أمَّا الشوارع فإنها فقدت ذاكرتها وشاخت بسبب الهجرة غير المحمودة من طرف مرتاديها.
على سبيل المثال «فريج الفاضل»، هذا المكان الرفيع الذي لا يمكن أن تنساه الذاكرة أو تخونه، «فريجي» الذي ولدتُ فيه ونشأتُ فيه فكانت بداياتي وذكرياتي وتشكيل وعيي وثقافتي وبقية تفاصيل حياتي والكثير من جمالياته المكانية والزمانية أصبح اليوم مقراً للأجانب والغرباء. ففي أيام العيد وبينما كنتُ أحاول المرور بكل تفاصيل «الفاضل» باتت تؤلمني نظرات العمالة التي تشعرني بالغربة وأنا في مسقط رأسي من ناحية بيت أبي. الشعور القاسي هو أن تفقد جزءاً مهماً من تاريخك وذاكرتك ومن المكان، فالعمالة الأجنبية لا ألومها حين تستأجر منزلاً تاريخياً في هذا الحي العظيم فتقوم بتحويله «لكانتونات» للعزاب بينما كان من المفترض أن يكون كل الفاضل حياً للتراث الشعبي الذي لا يمكن أن يذوب بهذه السهولة المخجلة في فم الغربة.
هذا الفريج الذي حوى أعرق الأسر البحرينية على الإطلاق مثل الفاضل والمؤيد وكانو والزين وعبداللطيف السعد ويتيم وأحمدي والقصيبي والحمر والقصير والخلو وكويتان والتناك والنجادة والشيخ والصبَّاغ والبسّام والقاضي والصَّاغة وزين الدين والصَّفار والمناعي ولوري والسَّادة والعالي والعريض والمشعل وبن رجب والمديفع وغيرها الكثير من الأسر البحرينية الكريمة الأخرى التي أفرزت لنا أهم الشخصيات البحرينية على الإطلاق في مجال السياسة والفن والأدب والتجارة وغيرها من المهن، هذه الأسر «الفاضلية» أنجبت للبحرين كبار التجار والاقتصاديين والقانونيين والمهندسين والمسؤولين والوزراء والأدباء والمثقفين نجد منازلهم اليوم يقطنها عمالة سائبة ينتهكونها عبر ثناياها بملابسهم الداخلية في مشهد حزين لتاريخ هذا الوطن.
اليوم هناك مسعى من طرف معالي رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لاسترجاع هذا الوعي المسروق عبر تبنيها ترميم بعض المنازل التراثية القديمة في فريج الفاضل وأخص بالذكر «بيت القصيبي» -حسب ما ذكرتهُ لي شخصياً في آخر لقاء جمعني بها- عبر بوابة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، وهذا يدلل على تمسكها الشديد على ضرورة إحياء البيوت التراثية ومن جهة أخرى تعتبر دفعة معنوية لأجل عودة البحرينيين لمساكنهم وعدم التفريط بتاريخهم وذكرياتهم مهما كلَّف ذلك من مال وجهد في سبيل المحافظة على المناطق التراثية. من جهة أخرى نود أن نشكر أهالي المنطقة على إنشاء «ملتقى أهالي فريج الفاضل» والذي يعبِّر عن رغبة صادقة من طرف الأهالي بالبقاء في منطقتهم وفتح ما تبقى من ديوانياتهم في «الفريج» للتّجمع الأسبوعي والسنوي وفي المناسبات المختلفة. هذا ما ينبغي فعله من أجل «الفاضل» وما يجب أن يفعله بقية الأهالي في مختلف مناطق البحرين التراثية الجميلة للحفاظ على بيوت الأجداد، فالإرث التاريخي لهذا الوطن يعتبر مسؤولية في عنق الجميع.
على سبيل المثال «فريج الفاضل»، هذا المكان الرفيع الذي لا يمكن أن تنساه الذاكرة أو تخونه، «فريجي» الذي ولدتُ فيه ونشأتُ فيه فكانت بداياتي وذكرياتي وتشكيل وعيي وثقافتي وبقية تفاصيل حياتي والكثير من جمالياته المكانية والزمانية أصبح اليوم مقراً للأجانب والغرباء. ففي أيام العيد وبينما كنتُ أحاول المرور بكل تفاصيل «الفاضل» باتت تؤلمني نظرات العمالة التي تشعرني بالغربة وأنا في مسقط رأسي من ناحية بيت أبي. الشعور القاسي هو أن تفقد جزءاً مهماً من تاريخك وذاكرتك ومن المكان، فالعمالة الأجنبية لا ألومها حين تستأجر منزلاً تاريخياً في هذا الحي العظيم فتقوم بتحويله «لكانتونات» للعزاب بينما كان من المفترض أن يكون كل الفاضل حياً للتراث الشعبي الذي لا يمكن أن يذوب بهذه السهولة المخجلة في فم الغربة.
هذا الفريج الذي حوى أعرق الأسر البحرينية على الإطلاق مثل الفاضل والمؤيد وكانو والزين وعبداللطيف السعد ويتيم وأحمدي والقصيبي والحمر والقصير والخلو وكويتان والتناك والنجادة والشيخ والصبَّاغ والبسّام والقاضي والصَّاغة وزين الدين والصَّفار والمناعي ولوري والسَّادة والعالي والعريض والمشعل وبن رجب والمديفع وغيرها الكثير من الأسر البحرينية الكريمة الأخرى التي أفرزت لنا أهم الشخصيات البحرينية على الإطلاق في مجال السياسة والفن والأدب والتجارة وغيرها من المهن، هذه الأسر «الفاضلية» أنجبت للبحرين كبار التجار والاقتصاديين والقانونيين والمهندسين والمسؤولين والوزراء والأدباء والمثقفين نجد منازلهم اليوم يقطنها عمالة سائبة ينتهكونها عبر ثناياها بملابسهم الداخلية في مشهد حزين لتاريخ هذا الوطن.
اليوم هناك مسعى من طرف معالي رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لاسترجاع هذا الوعي المسروق عبر تبنيها ترميم بعض المنازل التراثية القديمة في فريج الفاضل وأخص بالذكر «بيت القصيبي» -حسب ما ذكرتهُ لي شخصياً في آخر لقاء جمعني بها- عبر بوابة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، وهذا يدلل على تمسكها الشديد على ضرورة إحياء البيوت التراثية ومن جهة أخرى تعتبر دفعة معنوية لأجل عودة البحرينيين لمساكنهم وعدم التفريط بتاريخهم وذكرياتهم مهما كلَّف ذلك من مال وجهد في سبيل المحافظة على المناطق التراثية. من جهة أخرى نود أن نشكر أهالي المنطقة على إنشاء «ملتقى أهالي فريج الفاضل» والذي يعبِّر عن رغبة صادقة من طرف الأهالي بالبقاء في منطقتهم وفتح ما تبقى من ديوانياتهم في «الفريج» للتّجمع الأسبوعي والسنوي وفي المناسبات المختلفة. هذا ما ينبغي فعله من أجل «الفاضل» وما يجب أن يفعله بقية الأهالي في مختلف مناطق البحرين التراثية الجميلة للحفاظ على بيوت الأجداد، فالإرث التاريخي لهذا الوطن يعتبر مسؤولية في عنق الجميع.