تكشف قناة «العالم» الإيرانية عملية «المغازلات» المفضوحة التي قامت بها منظمتان تدعيان الاستقلالية وتوهمان العالم بأنهما تعملان من أجل حقوق الإنسان، لكن في الواقع هما تعملان بتناغم صريح مع مساعي دعم الإرهابيين وعملاء إيران الذين يستهدفون البحرين.

المضحك أن الجمعيتين يدعيان شيئاً والواقع يقول إنهما شيء آخر، فإحداهما والتي تسمي نفسها «منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان» والتي في تركيبتها التأسيسية تضم بحرينيين انقلابيين هاربين، هم مؤسسوها وليس أمريكان من أسسوها، غازلت المفوض السامي لحقوق الإنسان لأنه انتقد البحرين. بالإضافة إلى منظمة تطلق على نفسها «سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان» وفي المؤسسة من قبل أفراد شاركوا في محاولة الانقلاب بالبحرين، وسخروا جهودهم للدفاع عن الإرهابيين والمحكومين في قضايا مثبتة بالأدلة والبراهين تبين عملهم لإقلاق الأمن القومي البحريني.

في جلسة مجلس حقوق الإنسان، قامت المفوضية بمنح متحدثة باسم المنظمتين مساحة للحديث، ورغم الادعاء بأنها منظمتان ذات تركيبة أجنبية، إلا أن المتحدثة لم تكن أمريكية، بل بحرينية لها وزملائها موقف مؤيد للانقلاب على البحرين، وكشفت في حديثها عن حجم «التحيز» الواضح للمحكومين بتهم التحريض والانقلاب، حينما وصفت إحدى المتهمات بأنها «صديقتها وزميلتها».

طبعا مثل هذه المنظمات «المضروبة» في مصداقيتها، المشبوهة في مصادر تمويلها، والتي واضح أنها تأتي من نظام خامنئي، تمنح مساحة للحديث من قبل المفوضية، بل ويتم التسليم بما تقوله من أحاديث «مرسلة» غير مستندة على حقائق ووثائق، ولا تتضمن حيادية في الطرح، بينما تغض المفوضية النظر عن أدلة وشواهد وتقارير رسمية تتقدم بها البحرين.

يبدو أن مغازلات هؤلاء للمفوضية ووصف أحاديث المفوض بـ«الجسارة والشجاعة» لها تأثير واضح على «انحراف» معيار المصداقية والشفافية لدى المفوضية التي باتت «تتهافت» على دعم حقوق «المجرمين» على حساب «حقوق البشر» الذين يتأذون من الإرهاب وممارسيه، وكثير منهم عناصر في تلك المجموعات المشبوهة التمويل.

في جانب آخر، وعلى ذكر المنظمات التي تدعي أنها تتحدث باسم الأمريكان، وهي ليست أمريكية التركيب والتأسيس أساسا، تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير سفيرها الحالي في البحرين.

قناة الحرة بثت خبراً يفيد بأن المرشح للمنصب جستن سيبيريل شارك في جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي أمس الأول، وقال بأنه سيكون «منفتحاً لسماع كل الأصوات في المجتمع البحريني بما فيهم أصوات الشيعة».

طبعاً سيبيريل أكد أهمية علاقات بلده مع مملكة البحرين على التزام الولايات المتحدة بمساعدة البحرين في التصدي للتهديدات الإيرانية، لكنه دعا البحرين إلى احترام حقوق الأقليات!

رسالتنا للسيد سيبيريل لن تخالف الرسائل العديدة التي أرسلناها سابقا لسفراء نظام أوباما إلى البحرين، بأنه من الجيد التأكيد على العلاقات الثنائية القوية مع البحرين، والعمل على التصدي للتهديدات الإيرانية، كما إنه من الإيجابي ذكره البحرينيين من الطائفة الشيعية الكريمة، وأنه سيحرص على الاستماع لهم، لكننا نتمنى في هذه النقطة أن يصل لإخواننا الشيعة بحرينيي الولاء والانتماء، الذين يؤمنون بأن بلادهم البحرين، والذين تضرروا في مناطق سكنهم وفي مذهبهم من سطوة الوفاق وخلاياها الإرهابية التي دمرت مناطق سكنهم وأرهبتهم باسم المذهب، واختطفت صوتهم، واختزلت المذهب الشيعي «ظلماً» في مذهبها، لتشوه صورة الشيعة البحرينيين الوطنيين المخلصين، وتربطهم بإيران وبمساعي خيانة البحرين والانقلاب على نظامها.

الخطأ الجسيم الذي كان يقع فيه سفراء واشنطن لدى البحرين، أنهم كانوا يجلسون مع محرضين وإرهابيين وحماة للمجرمين، كانوا يستمعون لأناس تمولهم إيران بالمال والسلاح وتسخر إعلامها ليخدمهم ضد البحرين، بالتالي تحولت السفارة الأمريكية في البحرين إلى «وكر» يجتمع فيه زمرة الوفاق وأذيالها مع المسؤولين هناك لتحاك المؤامرات والخطط ضد بلادنا، وضد أهلها المسالمين من السنة والشيعة وباقي الأديان والمذاهب.

السيد سيبيريل يمثل حكومة الرئيس دونالد ترامب الذي أكد خلال لقائه مع جلالة الملك حمد حفظه الله بأن مسار العلاقة بين واشنطن والمنامة سيتعدل عما كان عليه في وقت أوباما الذي أساء للبحرين ولحلفاء كثيرين، التفاهم على محاربة الإرهاب وأهله واضح ومشترك، بالتالي نأمل من السفير الأمريكي الجديد ألا يقع في خطأ سابقيه، ولو كان بحسن نية.

تريد أن تستمع للبحرينيين بجميع تلاوينهم؟! احرص أولاً أن يكونوا بحرينيين في ولائهم وانتماءهم لبلادهم، لا لعدوتهم الأولى إيران.