اليوم أكبر ما يهدد استقرار الأوطان يتمثل بإقلاق الأمن الداخلي فيها، واستمرار نمو الإرهاب.
تواجه الدول تحديات داخلية وإقليمية ودولية، وكل ما يجري على واحدة أو مجموعة مترابطة فيما بينهما بروابط وقواسم مشتركة، أمر ينسحب على الآخرين، إذ في عالم اليوم الشعار السائد يتمثل بأنه «لا أحد في مأمن».
ما حصل قبل ستة أعوام تحت مسمى «الربيع العربي»، كشف وجود ضلوع لقوى أجنبية، تسعى لإثارة الغبار وتحريك الرمال في بعض الدول، والذكاء في تلك العمليات كان يستند على استغلال الثغرات الداخلية، بالأخص تراجع مفاهيم الانتماء والوطنية أمام استفحال بعض المشاكل المعيشية، بحيث وجدت أرضية خصبة للثورة والتحرك ضد الأنظمة، غذتها برامج أعدت خصيصاً تستهدف الشباب، وتمضي بهم لترك ما يستقيم مع أعمارهم وسنهم من ممارسات وهوايات وإبدالها بأدوات تستخدم لبدء حالات حراك مجتمعي كثير منها تحول لأوساط تغذي الطائفية والعنف وتبيح الإرهاب.
ليست جموعاً شعبية فقط، أو جمعيات سياسية انحرف مسارها الظاهر، ليبرز مسارها الخفي الحقيقي، بل مجاميع برزت وتشكلت بالاستفادة من الأرضية الخصبة للفوضى، فكان استنساخاً جديداً لمنظومات شبيهة بالقاعدة وطالبان وحزب الله، استخدمت الإرهاب سلاحاً، بل طورت منظوماتها لتتحول لجبهات تهدد أمن الدول.
اليوم بات من الصعوبة على الدول منفردة أن تعمل على درء المخاطر عنها، فالداخل بحد ذاته يستنزف الجهود والقوى، فما بالكم بالتهديدات الخارجية، والتي أثبتت التجربة أنها تحتاج لتكاتف وتحالفات وإنشاء منظومات تعاون على الصعيد الأمني والعسكري.
البحرين قد تكون ضمن مقدمة الدول التي تدرك هذا الأمر، وتقدر أهمية توحيد الجهود في محاربة التحريض والتطرف والعنف، إضافة إلى أن منطقة الشرق الأوسط مازالت تحت وقع تهديد الجماعات الإرهابية التي تمولها جهات بالمال والعتاد، فبرغم ما قيل عن انتهاء «داعش» والقضاء عليها، إلا أن الأمر محل شك، ولا يستبعد أن يعاود التنظيم ذاته الظهور بقوة، أو تنبعث عن مخلفاته روافد هذا، هذا إن سلمنا أصلاً بأنه كان تنظيماً مستقلاً، وليس صناعة إيرانية بحتة.
عموما في هذا الإطار، تنظم البحرين الشهر القادم مؤتمراً هاماً يتحدث عن «التحالفات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط» يشارك فيه مجموعة بارزة من القادة العسكريين والدبلوماسيين الدوليين.
هذا المؤتمر سيتطرق لأحد أهم مسوغات إنشاء هذه التحالفات، ولماذا ضروري تقويتها وتدعيمها، خاصة في ظل وجود أرضية مشتركة اليوم تفضي لتحالفات واضحة شعارها «الحرب على الإرهاب».
إن كان في زمن ما، يظن الأمريكيون أنهم وحدهم مستهدفون من قبل الإرهاب الذي اتخذ للإسلام المتطرف شعاراً له، فإن الواقع اليوم يختلف، خاصة حينما ندرك بأن تلك التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام ستارا تحتمي خلفه، النسبة الأكبر من ضحاياها هم المسلمون أنفسهم، وليس مواطنو الغرب، ورغم أن وقع العمليات الإرهابية والتفجيرات صداه الإعلامي أكبر في الغرب، إلا أن ما يحصل في منطقتنا يوميا، خاصة في سوريا والعراق أكثر وأكبر، في ظل مثلث رعب دموي يعتاش على الإرهاب، تغذيه إيران وترفده قوات النظام السوري وعناصر حزب الله وأذرع التنظيمات الصغيرة التابعة لهذا الثالوث الذي ارتكب أفظع المجازر الإنسانية.
مهم أن تعزز البحرين ضلوعها في هذه التحالفات، في نفس الوقت تعزيزها للمنظومة الدفاعية العسكرية، فما مررنا به من اختبارات مصيرية تحتم علينا أن نحرص على توحيد الجهود ليست الإقليمية فقط بل الدولية، فاليوم لا أحد بمعزل عن تهديد هذه الفوضى غير الخلاقة.
تواجه الدول تحديات داخلية وإقليمية ودولية، وكل ما يجري على واحدة أو مجموعة مترابطة فيما بينهما بروابط وقواسم مشتركة، أمر ينسحب على الآخرين، إذ في عالم اليوم الشعار السائد يتمثل بأنه «لا أحد في مأمن».
ما حصل قبل ستة أعوام تحت مسمى «الربيع العربي»، كشف وجود ضلوع لقوى أجنبية، تسعى لإثارة الغبار وتحريك الرمال في بعض الدول، والذكاء في تلك العمليات كان يستند على استغلال الثغرات الداخلية، بالأخص تراجع مفاهيم الانتماء والوطنية أمام استفحال بعض المشاكل المعيشية، بحيث وجدت أرضية خصبة للثورة والتحرك ضد الأنظمة، غذتها برامج أعدت خصيصاً تستهدف الشباب، وتمضي بهم لترك ما يستقيم مع أعمارهم وسنهم من ممارسات وهوايات وإبدالها بأدوات تستخدم لبدء حالات حراك مجتمعي كثير منها تحول لأوساط تغذي الطائفية والعنف وتبيح الإرهاب.
ليست جموعاً شعبية فقط، أو جمعيات سياسية انحرف مسارها الظاهر، ليبرز مسارها الخفي الحقيقي، بل مجاميع برزت وتشكلت بالاستفادة من الأرضية الخصبة للفوضى، فكان استنساخاً جديداً لمنظومات شبيهة بالقاعدة وطالبان وحزب الله، استخدمت الإرهاب سلاحاً، بل طورت منظوماتها لتتحول لجبهات تهدد أمن الدول.
اليوم بات من الصعوبة على الدول منفردة أن تعمل على درء المخاطر عنها، فالداخل بحد ذاته يستنزف الجهود والقوى، فما بالكم بالتهديدات الخارجية، والتي أثبتت التجربة أنها تحتاج لتكاتف وتحالفات وإنشاء منظومات تعاون على الصعيد الأمني والعسكري.
البحرين قد تكون ضمن مقدمة الدول التي تدرك هذا الأمر، وتقدر أهمية توحيد الجهود في محاربة التحريض والتطرف والعنف، إضافة إلى أن منطقة الشرق الأوسط مازالت تحت وقع تهديد الجماعات الإرهابية التي تمولها جهات بالمال والعتاد، فبرغم ما قيل عن انتهاء «داعش» والقضاء عليها، إلا أن الأمر محل شك، ولا يستبعد أن يعاود التنظيم ذاته الظهور بقوة، أو تنبعث عن مخلفاته روافد هذا، هذا إن سلمنا أصلاً بأنه كان تنظيماً مستقلاً، وليس صناعة إيرانية بحتة.
عموما في هذا الإطار، تنظم البحرين الشهر القادم مؤتمراً هاماً يتحدث عن «التحالفات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط» يشارك فيه مجموعة بارزة من القادة العسكريين والدبلوماسيين الدوليين.
هذا المؤتمر سيتطرق لأحد أهم مسوغات إنشاء هذه التحالفات، ولماذا ضروري تقويتها وتدعيمها، خاصة في ظل وجود أرضية مشتركة اليوم تفضي لتحالفات واضحة شعارها «الحرب على الإرهاب».
إن كان في زمن ما، يظن الأمريكيون أنهم وحدهم مستهدفون من قبل الإرهاب الذي اتخذ للإسلام المتطرف شعاراً له، فإن الواقع اليوم يختلف، خاصة حينما ندرك بأن تلك التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام ستارا تحتمي خلفه، النسبة الأكبر من ضحاياها هم المسلمون أنفسهم، وليس مواطنو الغرب، ورغم أن وقع العمليات الإرهابية والتفجيرات صداه الإعلامي أكبر في الغرب، إلا أن ما يحصل في منطقتنا يوميا، خاصة في سوريا والعراق أكثر وأكبر، في ظل مثلث رعب دموي يعتاش على الإرهاب، تغذيه إيران وترفده قوات النظام السوري وعناصر حزب الله وأذرع التنظيمات الصغيرة التابعة لهذا الثالوث الذي ارتكب أفظع المجازر الإنسانية.
مهم أن تعزز البحرين ضلوعها في هذه التحالفات، في نفس الوقت تعزيزها للمنظومة الدفاعية العسكرية، فما مررنا به من اختبارات مصيرية تحتم علينا أن نحرص على توحيد الجهود ليست الإقليمية فقط بل الدولية، فاليوم لا أحد بمعزل عن تهديد هذه الفوضى غير الخلاقة.