«ما اخترت أن تحيا به، مت من أجله»، هذا القول البليغ لسقراط، ينطبق تماماً على سيدنا الحسين بن علي، الذي جسد في حياته واستشهاده ما كـان يحيا به ومات من أجله، ومع أن يوم استشهاده في عاشوراء قد مر يومها سريعاً وكـان الاعتقاد السائد بأن الحسين قد انتهى إنساناً وفكـراً وقضية، ولم يكن أحد يتصور أن عاشوراء ستصبح قبساً ومناراً ليس للشيعة وللمسلمين فقط وإنما للبشرية برمتها وستكـتب بأحرف من نور على جدران العصور.
يوم عاشوراء الذي جسد أسطورة «انتصار الدم على السيف»، وأكـدت بأنه ليس بوسع القوة والغطرسة والعنجهية أن تنتصر على الأفكـار والقيم مهما كـانت، لم يكـن يوماً عادياً خرج فيه الحسين «ع» من أجل الحصول على مكـاسب دنيوية وهو القائل: «لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله»، وإنّما جعل من حياته مشروع فداء وتضحية للأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء كـي تقف في وجه الظلم والطغيان ولا تنجرف معه مهما كـلف الأمر.
الحسين لم يخرج من أجل طائفة أو مجموعة محددة، وإنما وكـما قال آنفاً خرج من أجل أمة بحد ذاتها، ولذلك فإن تأطير ثورته وتحديدها هو برأينا إساءة لها وتجنٍ فاضح عليها، فجعل ثورة الحسين ذات صبغـة طائفية أو بعداً انتقامياً واقتصاصياً، إنما يؤكـد ويثبت حقيقة وواقع عدم فهمها وإستيعابها من مختلف الجوانب، بل وإن جعل عاشوراء، ذلك اليوم المقدس الذي قدم فيه الحسين نفسه وروحه قربانا من أجل الإصلاح في أمة جده رسول الله «ص» وإعادتها إلى مسارها الصحيح، مجرد مناسبة يتم خلالها إهانة النفس وسفك الدماء وذكـر وتصوير أمور كـان وسيبقى الحسين بن علي في غنى كـامل عنها، فهو لم يخرج على الظلم من أجل خلق وإيجاد بدع ومظاهر هو في حل كـامل عنها، بل إنه صدح بصوته الرافض للظلم والطغيان لكـي يعلم الأجيال كـلها عدم القبول بالظلم والخنوع له مهما كـلف الأمر، وإن الله عزوجل الذي خلق الإنسان حرا أبيا وأبى عليه السجود لغيره، لن يقبل منه إطلاقاً الركـون للظلم و الظالمين، وهذا الدرس والعبرة والمعنى الأهم والأكـبر الذي يجب على الأمة الإسلامية أن تستخلصه من عاشوراء.
فهمنا لسيدنا الحسين ولعاشوراء، ينطلق بالأساس من الأسباب والعوامل التي دفعته للثورة والمطالبة بالإصلاح، فمخطئ وعلى ضلال كـامل من يظن بأن عاشوراء مشروع من أجل الفوضى والعصيان والخروج على أولياء الامور وبث ونشر الفتنة، ذلك أن الحسين لم يعلن بأنه قد «خرج طلباً للإصلاح في أمة جده رسول الله «ص»، ولم يخرج لكـي يحدث فوضى وزرع الفتنة والدمار، بل هو خرج من أجل الحياة والنظام والالتزام، وهذا ما يجب على كـل أولئك الذين يقومون بتوظيف قضية عاشوراء من أجل تحقيق مكـاسب سياسية وحتى اقتصادية، فهمها وإستيعابها، وإن المتاجرات والمزايدات السياسية والانتفاعية المشبوهة والمرفوضة والمعادية في الأساس لعاشوراء وللحسين «ع» ذاته، لا يمكـنها أن تبقى مستمرة ذلك أنها تسير في سياق واتجاه مناقض تماما للحسين وعاشوراء الدامية.
«الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يدورونه حيثما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء، قل الدينانون»، هذا ما قاله الحسين قبل أكـثر من 1400 عام، وإن ما يجري مع عاشوراء اليوم، ينطبق تماماً مع هذه المقولة غير العادية التي تتماشى وتتفق مع ذكـرى عاشوراء وثورة الحسين، خصوصاً عندما نجد هناك الكـثير ممن لا يزالون يعملون من أجل استغلال عاشوراء وثورة الحسين في سبيل تحقيق أهداف ومكـاسب متناقضة ومعادية مع هذه الذكـرى، والتي نعتقد بأنه قد آن الاوان للحد منها والوقوف ضدها.
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
يوم عاشوراء الذي جسد أسطورة «انتصار الدم على السيف»، وأكـدت بأنه ليس بوسع القوة والغطرسة والعنجهية أن تنتصر على الأفكـار والقيم مهما كـانت، لم يكـن يوماً عادياً خرج فيه الحسين «ع» من أجل الحصول على مكـاسب دنيوية وهو القائل: «لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله»، وإنّما جعل من حياته مشروع فداء وتضحية للأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء كـي تقف في وجه الظلم والطغيان ولا تنجرف معه مهما كـلف الأمر.
الحسين لم يخرج من أجل طائفة أو مجموعة محددة، وإنما وكـما قال آنفاً خرج من أجل أمة بحد ذاتها، ولذلك فإن تأطير ثورته وتحديدها هو برأينا إساءة لها وتجنٍ فاضح عليها، فجعل ثورة الحسين ذات صبغـة طائفية أو بعداً انتقامياً واقتصاصياً، إنما يؤكـد ويثبت حقيقة وواقع عدم فهمها وإستيعابها من مختلف الجوانب، بل وإن جعل عاشوراء، ذلك اليوم المقدس الذي قدم فيه الحسين نفسه وروحه قربانا من أجل الإصلاح في أمة جده رسول الله «ص» وإعادتها إلى مسارها الصحيح، مجرد مناسبة يتم خلالها إهانة النفس وسفك الدماء وذكـر وتصوير أمور كـان وسيبقى الحسين بن علي في غنى كـامل عنها، فهو لم يخرج على الظلم من أجل خلق وإيجاد بدع ومظاهر هو في حل كـامل عنها، بل إنه صدح بصوته الرافض للظلم والطغيان لكـي يعلم الأجيال كـلها عدم القبول بالظلم والخنوع له مهما كـلف الأمر، وإن الله عزوجل الذي خلق الإنسان حرا أبيا وأبى عليه السجود لغيره، لن يقبل منه إطلاقاً الركـون للظلم و الظالمين، وهذا الدرس والعبرة والمعنى الأهم والأكـبر الذي يجب على الأمة الإسلامية أن تستخلصه من عاشوراء.
فهمنا لسيدنا الحسين ولعاشوراء، ينطلق بالأساس من الأسباب والعوامل التي دفعته للثورة والمطالبة بالإصلاح، فمخطئ وعلى ضلال كـامل من يظن بأن عاشوراء مشروع من أجل الفوضى والعصيان والخروج على أولياء الامور وبث ونشر الفتنة، ذلك أن الحسين لم يعلن بأنه قد «خرج طلباً للإصلاح في أمة جده رسول الله «ص»، ولم يخرج لكـي يحدث فوضى وزرع الفتنة والدمار، بل هو خرج من أجل الحياة والنظام والالتزام، وهذا ما يجب على كـل أولئك الذين يقومون بتوظيف قضية عاشوراء من أجل تحقيق مكـاسب سياسية وحتى اقتصادية، فهمها وإستيعابها، وإن المتاجرات والمزايدات السياسية والانتفاعية المشبوهة والمرفوضة والمعادية في الأساس لعاشوراء وللحسين «ع» ذاته، لا يمكـنها أن تبقى مستمرة ذلك أنها تسير في سياق واتجاه مناقض تماما للحسين وعاشوراء الدامية.
«الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يدورونه حيثما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء، قل الدينانون»، هذا ما قاله الحسين قبل أكـثر من 1400 عام، وإن ما يجري مع عاشوراء اليوم، ينطبق تماماً مع هذه المقولة غير العادية التي تتماشى وتتفق مع ذكـرى عاشوراء وثورة الحسين، خصوصاً عندما نجد هناك الكـثير ممن لا يزالون يعملون من أجل استغلال عاشوراء وثورة الحسين في سبيل تحقيق أهداف ومكـاسب متناقضة ومعادية مع هذه الذكـرى، والتي نعتقد بأنه قد آن الاوان للحد منها والوقوف ضدها.
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان