تناول مجموعة من النشطاء الاجتماعيين مؤخراً مقطع فيديو لإحدى المربيات الأجنبيات وهي تقذف برضيع صغير بطريقة قاسية وعنيفة نحو سريره وهو يجهش بالبكاء في لقطة تتقطع فيها القلوب. هذا ليس المقطع الأول وليس الأخير فيما يتعلق بتعنيف الكثير من المربيات الأجنبيات لأطفال صغار في دول الخليج العربي، وربما يكون هذا «صيد الكاميرا» المخفية لأن ما يتم فعله من عنف ممنهج في الخفاء تجاه أطفالنا لو تم رصده وتصويره لرأينا ما يشيب له الفؤاد.
بغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تجعل المربيات الأميات اللاتي يأتين في الغالب من بيئات غير متعلمة ومتخلفة ومختلفة يعاملن الأطفال بهذه الصورة الوحشية، ستكون الأسئلة المنطقية والحقيقية على هذا النحو: هل تحتاج الأم الخليجية أصلاً إلى مربية أجنبية بسيطة أو حتى متعلمة لتقوم عنها بأبسط وظائف الأمومة الفطرية؟ هل أصبح جلب مربية أجنبية من هذا الصنف لتربية فلذات أكبادنا مصدراً «للتباهي والفشخرة» في المجتمع؟ وهل هناك حاجة فعلية لزرع مربية أجنبية في منازلنا تقوم نيابة عنا بإطعام أطفالنا وتعليمهم وتغيير ملابسهم وتجهيزهم للمدرسة واستقبالهم عند عودتهم منها؟
لا يا سادة، فالمربية ليست حاجة ضرورية عند غالبية الأسر الخليجية التي تقوم باستيرادها من إفريقيا وبقية الدول الفقيرة، لكنه الكسل التربوي والفطري الذي لا يجب أن يولد بالتوازي مع كل أمٍّ في هذه الحياة من يوم ولادتها الأول حتى المرحلة التي يعتمد فيه الطفل على نفسه، فالرضاعة تحولت إلى علبة حليب جاهزة، وتبديل ما يخرج من الطفل بات أمراً مقززاً عند الأم المحترمة والأنيقة، والتفرغ لتربيته وإغداق مشاعر الحنان عليه لم يعد في حساب أمٍّ كل همها أن تلتقي بصديقاتها للدردشة معهن في «الكوفي شوب» والمطاعم الراقية والمجمعات التجارية كل صباح ومساء حول سخافاتهن اليومية وإطالة الضحك على حساب الاهتمام بأطفالهن الذين يقبعن في أحضان مربيات قاسيات دون حسيب عليهن ولا رقيب. هذا كل ما في الأمر، هو الكسل وحب الذات والتشبع بالأنانية والسقوط من عالم الأمومة على حساب صغارهن من طرف أمهات لا يستحقن لقب «أم».
العتاب الأول والأخير يقع على الأم التي تنازلت بكل سهولة عن أمومتها وعن طفلها لترميه في حظن مربية «حيَّ الله» تحت حجج واهية وسخيفة ولا يقع اللوم من وجهة نظرنا على مربية لا علاقة لها ولو عاطفياً بطفل صغيرٍ لا تعرف سوى اسمه، فحين تتمسك الأم بطفلها وبتربيته وترفض بشكل قاطع دخول أي مخلوق على خط التربية والاهتمام بطفلها، حينها لن نشاهد مثل تلكم المقاطع الوحشية التي سببها في الغالب «أمهات آخر زمن».
بغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تجعل المربيات الأميات اللاتي يأتين في الغالب من بيئات غير متعلمة ومتخلفة ومختلفة يعاملن الأطفال بهذه الصورة الوحشية، ستكون الأسئلة المنطقية والحقيقية على هذا النحو: هل تحتاج الأم الخليجية أصلاً إلى مربية أجنبية بسيطة أو حتى متعلمة لتقوم عنها بأبسط وظائف الأمومة الفطرية؟ هل أصبح جلب مربية أجنبية من هذا الصنف لتربية فلذات أكبادنا مصدراً «للتباهي والفشخرة» في المجتمع؟ وهل هناك حاجة فعلية لزرع مربية أجنبية في منازلنا تقوم نيابة عنا بإطعام أطفالنا وتعليمهم وتغيير ملابسهم وتجهيزهم للمدرسة واستقبالهم عند عودتهم منها؟
لا يا سادة، فالمربية ليست حاجة ضرورية عند غالبية الأسر الخليجية التي تقوم باستيرادها من إفريقيا وبقية الدول الفقيرة، لكنه الكسل التربوي والفطري الذي لا يجب أن يولد بالتوازي مع كل أمٍّ في هذه الحياة من يوم ولادتها الأول حتى المرحلة التي يعتمد فيه الطفل على نفسه، فالرضاعة تحولت إلى علبة حليب جاهزة، وتبديل ما يخرج من الطفل بات أمراً مقززاً عند الأم المحترمة والأنيقة، والتفرغ لتربيته وإغداق مشاعر الحنان عليه لم يعد في حساب أمٍّ كل همها أن تلتقي بصديقاتها للدردشة معهن في «الكوفي شوب» والمطاعم الراقية والمجمعات التجارية كل صباح ومساء حول سخافاتهن اليومية وإطالة الضحك على حساب الاهتمام بأطفالهن الذين يقبعن في أحضان مربيات قاسيات دون حسيب عليهن ولا رقيب. هذا كل ما في الأمر، هو الكسل وحب الذات والتشبع بالأنانية والسقوط من عالم الأمومة على حساب صغارهن من طرف أمهات لا يستحقن لقب «أم».
العتاب الأول والأخير يقع على الأم التي تنازلت بكل سهولة عن أمومتها وعن طفلها لترميه في حظن مربية «حيَّ الله» تحت حجج واهية وسخيفة ولا يقع اللوم من وجهة نظرنا على مربية لا علاقة لها ولو عاطفياً بطفل صغيرٍ لا تعرف سوى اسمه، فحين تتمسك الأم بطفلها وبتربيته وترفض بشكل قاطع دخول أي مخلوق على خط التربية والاهتمام بطفلها، حينها لن نشاهد مثل تلكم المقاطع الوحشية التي سببها في الغالب «أمهات آخر زمن».