كانت ولازالت وستبقى أمتنا الإسلامية بمختلف طوائفها ومذاهبها وأعراقها المختلفة في أمس الحاجة لوحدة الصف والكلمة والسعي الحثيث من أجل تذليل كل العوامل التي تدعو للفرقة والتشتت والاختلاف والتأكيد وبكل قوة وإصرار على العوامل والدوافع والمنطلقات التي من شأنها لم شمل الأمة وتوحيد صفها وكلمتها من أجل أداء رسالتها الإلهية في خدمة البشرية وإثبات أنها خير أمة أخرجت للناس.
ونحن نستقبل ذكرى يوم ملحمة عاشوراء الخالدة، فيجب أن نفكر قبل كل شيء بأن هذه الذكرى هي ذكرى إسلامية خالصة وهي ملك لجميع الأمة دونما تحديد ولايمكن إطلاقاً تحجيمها وتلخيصها ووقفها على طائفة معينة، ذلك أن سيدنا الحسين رضي الله عنه، قد خرج وكما نعلم جميعاً من أجل طلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وسلم، أي لكل الأمة الإسلامية جمعاء وليس لجماعة أو طائفة أو مجموعة بحد ذاتها، وهذه حقيقة ساطعة نرى أن إدراكها واستيعابها واجب يحتمه الشرع الإسلامي قبل غيره، ولذلك فمن غير المقبول شرعا وعرفا وعقلاً ولا منطقاً، استغلال هذه المناسبة الإسلامية الكبيرة والقيام بالعمل من أجل توظيفها لمآرب سياسية سلبية ومشبوهة هي في الحقيقة تتعارض مع المبادئ والأفكار التي ضحى الحسين بنفسه من أجلها.
مناسبة عاشوراء، هي قبل كل شيء مناسبة واقعية بمعنى أنها جاءت من أجل خدمة الإنسان وأهدافه وتحسين حياته وظروفه وأوضاعه والوقوف بوجه الظلم، ولذلك فإن سعي البعض لإخراجها عن سياقها الواقعي الصحيح وعن إطارها الحقيقي، إنما يتعارض مع روحها جملة وتفصيلاً، إذ ينبغي لهذه المناسبة أن تكون ضمن إطار الجمع لا التفرقة وتستند في إحيائها على طاعة الله وليس على البدع والخرافة، معصية الله فلا يطاع الله من حيث يعصى.
مناسبة عاشوراء التي نعلم جميعاً كيف أن السنة والشيعة يحتفون بها ويحيونها على أساس أنها تراث وكنز ثقافي ومعرفي وإنساني للجميع دونما استثناء، لكننا رأينا كما ترى الأمة الإسلامية كلها كيف يقوم نظام ولاية الفقيه وأتباعه باستغلالها وتوظيفها سياسياً عبر منابرها من أجل بث ونشر ثقافة الفرقة والاختلاف وبث السموم والدعوة للفتنة والتحريض على الشعوب والدول، وهو أي «نظام ولاية الفقيه»، يقوم من خلال ذلك بتحويل منبر عاشوراء إلى منبر ضرار كما كان حال ووضع مسجد ضرار وهدف القائمين عليه في وقتها ففضحهم الله تعالى وكشف حقيقة أمرهم عندما أنزل الآية الكريمة «والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون»، من هذا المنطلق، فإن الأمة الإسلامية جمعاء بشكل عام والإخوة الشيعة بشكل خاص، عليهم الانتباه جيداً إلى هذا الدور المشبوه الذي يبادر به نظام «ولاية الفقيه» وأتباعه ولا يسمحون به ليس فقط من خلال عدم الأخذ بأفكاره وطروحاته السامة وإنما أيضاً في فضحه وكشفه على حقيقته أمام الناس، فسيدنا الحسين، رضي الله عنه، لم يخرج عن طاعة الله ولم يأتِ بالبدع لكي يمزق ويبعثر الأمة ويشتت كلمتها ووحدة صفها وإنما ليجمعها على كلمة الحق والخير، وإن الحسين بريء براءة الذئب من دم يوسف من كل الأفكار والعادات الضارة والمفاهيم المشبوهة التي طرحتها وتطرحها المنابر التابعة لنظام «ولاية الفقيه».
أيها الأحبة: عندما نرى كمسلمين سعي البعض من أجل تحويل مناسبة عاشوراء إلى مصدر إلحاق ضرر بالأمة الإسلامية ومكوناتها وسبباً لتفريقها وحرفها عن طريقها القويم ولا يمكن إصلاح ذلك ولا إيقاف الأذية الصادرة منه، فعندئذ ينبغي التدخل والعمل بجدية من أجل إسكات أصوات الفتنة واستبدالها بأصوات الخير والسلام والإصلاح وهدم منبر ضرار العصر وإقامة المنبر الذي يتفق مع مناسبة عاشوراء ومع مفاهيم الإسلام، «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون».
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
{{ article.visit_count }}
ونحن نستقبل ذكرى يوم ملحمة عاشوراء الخالدة، فيجب أن نفكر قبل كل شيء بأن هذه الذكرى هي ذكرى إسلامية خالصة وهي ملك لجميع الأمة دونما تحديد ولايمكن إطلاقاً تحجيمها وتلخيصها ووقفها على طائفة معينة، ذلك أن سيدنا الحسين رضي الله عنه، قد خرج وكما نعلم جميعاً من أجل طلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وسلم، أي لكل الأمة الإسلامية جمعاء وليس لجماعة أو طائفة أو مجموعة بحد ذاتها، وهذه حقيقة ساطعة نرى أن إدراكها واستيعابها واجب يحتمه الشرع الإسلامي قبل غيره، ولذلك فمن غير المقبول شرعا وعرفا وعقلاً ولا منطقاً، استغلال هذه المناسبة الإسلامية الكبيرة والقيام بالعمل من أجل توظيفها لمآرب سياسية سلبية ومشبوهة هي في الحقيقة تتعارض مع المبادئ والأفكار التي ضحى الحسين بنفسه من أجلها.
مناسبة عاشوراء، هي قبل كل شيء مناسبة واقعية بمعنى أنها جاءت من أجل خدمة الإنسان وأهدافه وتحسين حياته وظروفه وأوضاعه والوقوف بوجه الظلم، ولذلك فإن سعي البعض لإخراجها عن سياقها الواقعي الصحيح وعن إطارها الحقيقي، إنما يتعارض مع روحها جملة وتفصيلاً، إذ ينبغي لهذه المناسبة أن تكون ضمن إطار الجمع لا التفرقة وتستند في إحيائها على طاعة الله وليس على البدع والخرافة، معصية الله فلا يطاع الله من حيث يعصى.
مناسبة عاشوراء التي نعلم جميعاً كيف أن السنة والشيعة يحتفون بها ويحيونها على أساس أنها تراث وكنز ثقافي ومعرفي وإنساني للجميع دونما استثناء، لكننا رأينا كما ترى الأمة الإسلامية كلها كيف يقوم نظام ولاية الفقيه وأتباعه باستغلالها وتوظيفها سياسياً عبر منابرها من أجل بث ونشر ثقافة الفرقة والاختلاف وبث السموم والدعوة للفتنة والتحريض على الشعوب والدول، وهو أي «نظام ولاية الفقيه»، يقوم من خلال ذلك بتحويل منبر عاشوراء إلى منبر ضرار كما كان حال ووضع مسجد ضرار وهدف القائمين عليه في وقتها ففضحهم الله تعالى وكشف حقيقة أمرهم عندما أنزل الآية الكريمة «والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون»، من هذا المنطلق، فإن الأمة الإسلامية جمعاء بشكل عام والإخوة الشيعة بشكل خاص، عليهم الانتباه جيداً إلى هذا الدور المشبوه الذي يبادر به نظام «ولاية الفقيه» وأتباعه ولا يسمحون به ليس فقط من خلال عدم الأخذ بأفكاره وطروحاته السامة وإنما أيضاً في فضحه وكشفه على حقيقته أمام الناس، فسيدنا الحسين، رضي الله عنه، لم يخرج عن طاعة الله ولم يأتِ بالبدع لكي يمزق ويبعثر الأمة ويشتت كلمتها ووحدة صفها وإنما ليجمعها على كلمة الحق والخير، وإن الحسين بريء براءة الذئب من دم يوسف من كل الأفكار والعادات الضارة والمفاهيم المشبوهة التي طرحتها وتطرحها المنابر التابعة لنظام «ولاية الفقيه».
أيها الأحبة: عندما نرى كمسلمين سعي البعض من أجل تحويل مناسبة عاشوراء إلى مصدر إلحاق ضرر بالأمة الإسلامية ومكوناتها وسبباً لتفريقها وحرفها عن طريقها القويم ولا يمكن إصلاح ذلك ولا إيقاف الأذية الصادرة منه، فعندئذ ينبغي التدخل والعمل بجدية من أجل إسكات أصوات الفتنة واستبدالها بأصوات الخير والسلام والإصلاح وهدم منبر ضرار العصر وإقامة المنبر الذي يتفق مع مناسبة عاشوراء ومع مفاهيم الإسلام، «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون».
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان