في ديسمبر عام 2014، افتتح سمو الشيخ ناصر بن حمد نيابة عن جلالة الملك حمد حفظه الله «مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني».

يومها قال الشيخ ناصر إنه تم العمل «من خلال هذا المركز على تنفيذ توجيهات جلالة الملك وفق الرؤية الحكيمة، وذلك لمواصلة وتنفيذ وتحقيق أهداف هذا الصرح التعليمي الكبير ليكون الأداة الفعالة التي تسهم في تحقيق ما نتطلع إليه من أجل خدمة مملكتنا الغالية وبذل المزيد من العطاء لخدمة أبنائنا، وانطلاقاً من هذه المسؤولية فإننا نأمل من خلال هذا المركز إلى تخريج كفاءات وطنية بشراكة مجتمعية على مستوى عالٍ من التميز والمهنية، وتنمية روح المواطنة الصالحة في نفوس الطلاب وتأهيلهم للتواجد في المجتمع مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى».

وبالأمس تم حصد أولى ثمرات هذا المركز عبر تخريج الفوج الأول، وقوامه 131 طالباً، هؤلاء الطلبة الذين شاركهم سمو الشيخ ناصر مهمة التحدي منذ اليوم الأول، وكان بالفعل «ناصراً» لهم كما عودنا على أنه «ناصر الشباب»، والنموذج الجميل للطاقة البحرينية المتطورة الموجودة في شبابها.

كان التحدي الذي أعلن عنه سمو الشيخ ناصر حين الافتتاح هو أن المركز سيعمل على «تخريج كفاءات وطنية على مستوى عالٍ من التميز والمهنية، من خلال توفير مسار تعليم مهني بديل للشباب البحريني والعمل على تطوير شخصية الطلاب وتأهيلهم للحصول على وظائف أو مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى وتنمية طموحهم وتحفيزهم على العمل الجاد».

واليوم بالإمكان القول إن التحدي تحقق، وأن التطوير في الجانب المهني والتعليمي الذي يعد أحد مقومات المشروع الإصلاحي، كان ولا يزال من أولويات جلالة الملك حفظه الله، خاصة وأنه يركز على الثروة الأصيلة لهذه البلد المتمثلة بشبابها وطاقاتها، والأجمل أن من تولى مسؤولية التحدي شاب تعودنا عليه بأنه لا يعرف المستحيل، وأن مساعدة الجيل الشاب على رأس أولوياته.

فرحة سمو الشيخ ناصر واضحة خلال التكريم، فتخريج هذا العدد الكبير من الشباب البحريني وتأهيلهم وتجهيزهم لسوق العمل ليخدموا بلادهم ويساهموا في عمليات التطوير والبناء، نتيجة تفرح دائماً المثابر والأصيل والمسؤول الذي يستثمر في أبناء وطنه.

ممن تخرجوا سيدخلون سوق العمل في شركات وطنية إضافة لقوة دفاع البحرين، لكن بفارق امتلاكهم لخبرات واسعة غير اعتيادية، كما وصفها سموه، والآخرون سيكملون تعليمهم العالي، معظمهم حصلوا على بعثات في جامعات وطنية داخلية إضافة لجامعات بريطانية، وفي هذا مكسب أيضاً للبحرين، حينما يتطور أبناؤها ويرتقون في العلم، ليأخذوا موقعهم بعدها في خدمة بلادهم.

في السنوات الأخيرة كنا نرى أن الإقبال على التعليم المهني لم يعد كما كان عليه سابقاً، لكن فكرة المعهد وتفعيل عمله على الأرض، حافظ على هذه التخصصات التي تهم المجتمع، وكان ملاذاً راقياً للكفاءات الوطنية التي كانت قد تظلم في مسيرة تحصيلها العلمي، بما يؤثر على مستقبلها، وها هي النتائج اليوم.

قد لا يقدر كثيرون قيمة ما نشير إليه اليوم، لكن واجبنا أن نوضح مسائل هامة جداً معنية بهذا «الإنجاز»، إذ نحن نتحدث عن تطوير وارتقاء بالعملية التعليمية في جوانبها المهنية والعملية، إضافة إلى ذلك نحن نحتفي اليوم بصناعة مستقبل جميل لـ 131 شاباً بحرينياً أصبح القادم أمامهم واعداً ومرهوناً بجدهم واجتهادهم، وكان يمكن ألا يتحقق لهم شيء، لو لم يوجد هذا المركز، برؤية جلالة الملك، ولو لم يكن معهم شاب يحس بهم ويلهمهم ويشجعهم مثل الشيخ ناصر.

أفواج قادمة ستتخرج من هذا المركز، والمستفيد الأول والأخير هذا الوطن العزيز وشعبه الطيب، القادر على مواكبة التحدي وصناعة المستحيل.

مكسب رائع يضاف لمكاسب مشروعنا الإصلاحي، يؤكد قوة النظرة الملهمة لملكنا العزيز حفظه الله وسدد خطاه.