كلّ «ليلة خميس» أو كل يوم خميس تتدفق رسائل الناس على الناس في البحرين وعلينا من كل حدب وصوب تقول وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن يوم الخميس قد وصل فاستمتعوا بالإجازة وبعضهم يقول مختصراً هذه الفرحة بجاء «الخميس الونيس»، أي أنكم باستطاعتكم أن تكونوا في أتم السعادة بسبب قدوم الإجازة.

يوم الخميس تحول من «أنيس» إلى «فطيس»، فمع اقتراب ظهيرة الخميس حتى انتهاء اليوم ستجد كل شوارع البحرين لا تطاق، فهناك مئات الآلاف من السيارات تتحرك بشكل غزير في كل الاتجاهات حتى تكاد السيارة لا تسير بسبب كثرة الازدحامات والاختناقات المرورية المهولة، والمشوار «أبو عشر دقائق» يتحول يوم الخميس إلى مشوار «أبو ساعتين» أو أكثر، وبهذا فلا تشعر بأي أُنْس في ذلك اليوم سوى بالضغط والهم وانفلات الأعصاب، أمَّا عصر الخميس فليس لك من خيار سوى تأجيل كل مواعيدك ليوم آخر بسبب الاختناقات المرورية، وفي الليل تخاف استخدام الشوارع لذات السبب!

هذه ليست حكاية أو «نكتة» نسردها هنا بقدر ما هو أمر نود توضيحه للمسؤولين عن معاناتنا التي لا تطاق في شوارعنا المزدحمة وعلى وجه التحديد يوم الخميس، وفي كل يوم خميس تزداد المعاناة سوءاً ولا نجد في الأفق أي حلٍّ لشوارع تُراكم السيارات فيها بشكل عشوائي وضاغط. نحن لا نسعى لحل مؤقت ليوم خاص كيوم الخميس فقط، وإنما طرحنا هذا «اليوم» باعتباره أكثر أيام الأسبوع ازدحاماً عن بقية الأيام الأخرى، لكن حين نطالب بحلٍّ لمشكلة الاختناقات المرورية فإننا نطالب بها كل يوم وفي كل منطقة وعلى كل شارع وزقاق، لكن لمن لا يستطيع التمييز بين زحام وزحام يمكن لنا أن نرشدهُ بوضوح تام لما يجري يوم الخميس «الفطيس» من فوضى مرورية يدركها حتى الأعمى. كما أن طرحنا هذه الفكرة بهذا الشكل لأننا نريد حلاً خاصاً جداً للاختناقات المرورية في يوم الخميس تحديداً، لأن تجربتنا في الخروج في هذا اليوم سيئة للغاية وتختصر لنا كل المشهد المؤلم لشوارعنا ناهيك عن الغياب شبه التام لرجال المرور في ذلك اليوم، أمَّا حين يصادف يوم الخميس مناسبة مهمة كمناسبة «العيد» فإن البقاء في المنزل خير لنا من البقاء داخل سياراتنا.

هذه رسالة واضحة وصريحة لمن يخصّهم الأمر بأن يقوموا مسرعين من مكاتبهم للنزول إلى الشارع ومعالجة هذا الوضع الخاص بالازدحامات المرورية الذي استفحل لدرجة كبيرة للغاية، وما يوم الخميس إلا شاهد على ما نقول.