بعد أكثر من أربع عشرة سنة كانت بمثابة سنوات العسل عاشها إقليم كردستان العراق، منذ احتلال العراق وحتى اليومين الماضيين، فقد اتفقت القيادة الكردية مع الأحزاب الدينية على مطالبة أمريكا بغزو العراق واحتلاله مقابل امتيازات لكل طرف، وكانت نتيجة هذه الشراكة أن غرق العراق بدماء أبنائه في حين عملت الأحزاب الدينية على ترسيخ نظام ديني طائفي بامتياز، أما الأكراد فعملوا على التهيئة لإعلان دولتهم في المستقبل، وهكذا كانت كردستان آمنة لسنوات طوال، حتى جاءت اللحظة التي لم يعد الشركاء فيها يطيق أحدهم الآخر فأجرت القيادة الكردية في أربيل استفتاء الانفصال، ليتحول الشركاء إلى أعداء، فتتطور الأحداث لتنذر بنهاية سنوات العسل التي عاشها إقليم كردستان.
ليست كردستان وحدها بل حتى أمريكا بات موقفها ضعيفاً، فبعد أن أصر الأكراد على تنفيذ الاستفتاء وفعلوا وتقدموا على ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها خارج حدود الإقليم واحتلوها بقوة عسكرية، وهددتهم الحكومة العراقية بالهجوم عليهم، لم تتخذ أمريكا موقفاً واضحاً من أي طرف من الأطراف، فقط اكتفت بتهديد الطرفين بأن من سيبدأ بإطلاق النار سيحاسب من قبلها، وسياستها هذه أدت إلى تحشيد الدول ضدها، فتركيا التي تخشى من إعلان دولة كردية أنزلت قواتها في مناطق حزب العمال الكردستاني في سوريا تحسباً لأي طارئ وذهبت للاتفاق والتعاون مع إيران والحكومة العراقية بجيشها وحشدها، والدول نفسها التي كانت تريد تقسيم العراق بما فيهم إيران صارت تنادي بوحدة العراق وتعمل على تثبيتها، وبات موقف أمريكا ضعيفاً فهؤلاء كلهم على الأرض وفرضوا ما يريدون على أمريكا وغيرها، ودخل الجيش العراقي إلى كركوك بعد أن هربت قوات البشمركة الكردية التابعة لحزب الاتحاد الكردستاني باتفاق مع إيران، وبدأت دبابات الجيش بسحق صور مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، ليعيدوا إلى الأذهان ما فعلته دبابات أمريكا بتمثال صدام حسين.
ومع أن قوات الجيش العراقي لن تتقدم إلى داخل الإقليم وستكتفي بكركوك وهذا ما تريده، إلا أنها ليست نهاية الحكاية بل هي البداية فالأكراد خرجوا خاسرين، ومع أنهم الشركاء الأساسيون في العملية السياسية إلا أن موقفهم الآن أصبح ضعيفاً للغاية ولن يحصلوا على ما كانوا يحصلون عليه سابقاً، وفي المقابل ما كانوا يتمتعون به من موقف قوي سيتحول إلى شركائهم، كما أن إيران وتركيا تقوتا أكثر على الأكراد لديهم، وأما إقليم كردستان فيستمر حصاره من كل الجهات وسيدخل في أزمة حقيقية، وبدل أن تكون محاولة الانفصال فرصة للسيد مسعود بارزاني للبقاء فترة أطول في الرئاسة، سيكون مضطراً للقبول بما يملى عليه، خصوصاً وأنه، من حوله الآن فقدوا الثقة به وسيعتبره شعبه سبباً فيما سيتعرضون له، ومن غير المستبعد أن ينتهي الأمر بتغييره.
فهل كانت هذه مغامرة غير محسوبة؟ أم أن القيادة الكردية اعتمدت على من خذلها؟ فالتاريخ يشهد على أن القضية الكردية كانت فترة بيد الاتحاد السوفيتي وفترة بيد إيران وأخرى بيد أمريكا، وفي كل مرة يدير لهم الحليف ظهره.
نتمنى ألا تكون الأحداث القادمة بلون ورائحة الدم وألا تكون المعاناة والمأساة سمة المرحلة القادمة.
ليست كردستان وحدها بل حتى أمريكا بات موقفها ضعيفاً، فبعد أن أصر الأكراد على تنفيذ الاستفتاء وفعلوا وتقدموا على ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها خارج حدود الإقليم واحتلوها بقوة عسكرية، وهددتهم الحكومة العراقية بالهجوم عليهم، لم تتخذ أمريكا موقفاً واضحاً من أي طرف من الأطراف، فقط اكتفت بتهديد الطرفين بأن من سيبدأ بإطلاق النار سيحاسب من قبلها، وسياستها هذه أدت إلى تحشيد الدول ضدها، فتركيا التي تخشى من إعلان دولة كردية أنزلت قواتها في مناطق حزب العمال الكردستاني في سوريا تحسباً لأي طارئ وذهبت للاتفاق والتعاون مع إيران والحكومة العراقية بجيشها وحشدها، والدول نفسها التي كانت تريد تقسيم العراق بما فيهم إيران صارت تنادي بوحدة العراق وتعمل على تثبيتها، وبات موقف أمريكا ضعيفاً فهؤلاء كلهم على الأرض وفرضوا ما يريدون على أمريكا وغيرها، ودخل الجيش العراقي إلى كركوك بعد أن هربت قوات البشمركة الكردية التابعة لحزب الاتحاد الكردستاني باتفاق مع إيران، وبدأت دبابات الجيش بسحق صور مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، ليعيدوا إلى الأذهان ما فعلته دبابات أمريكا بتمثال صدام حسين.
ومع أن قوات الجيش العراقي لن تتقدم إلى داخل الإقليم وستكتفي بكركوك وهذا ما تريده، إلا أنها ليست نهاية الحكاية بل هي البداية فالأكراد خرجوا خاسرين، ومع أنهم الشركاء الأساسيون في العملية السياسية إلا أن موقفهم الآن أصبح ضعيفاً للغاية ولن يحصلوا على ما كانوا يحصلون عليه سابقاً، وفي المقابل ما كانوا يتمتعون به من موقف قوي سيتحول إلى شركائهم، كما أن إيران وتركيا تقوتا أكثر على الأكراد لديهم، وأما إقليم كردستان فيستمر حصاره من كل الجهات وسيدخل في أزمة حقيقية، وبدل أن تكون محاولة الانفصال فرصة للسيد مسعود بارزاني للبقاء فترة أطول في الرئاسة، سيكون مضطراً للقبول بما يملى عليه، خصوصاً وأنه، من حوله الآن فقدوا الثقة به وسيعتبره شعبه سبباً فيما سيتعرضون له، ومن غير المستبعد أن ينتهي الأمر بتغييره.
فهل كانت هذه مغامرة غير محسوبة؟ أم أن القيادة الكردية اعتمدت على من خذلها؟ فالتاريخ يشهد على أن القضية الكردية كانت فترة بيد الاتحاد السوفيتي وفترة بيد إيران وأخرى بيد أمريكا، وفي كل مرة يدير لهم الحليف ظهره.
نتمنى ألا تكون الأحداث القادمة بلون ورائحة الدم وألا تكون المعاناة والمأساة سمة المرحلة القادمة.