إن من أهم ما سيواجه المنطقة بأسرها في المرحلة القادمة هي مسألة التقسيم وتداعياته وإعادة خريطة الإقليم بشكل كامل، فما يجب أن يعرفه العالم والعرب على وجه الخصوص أن العمر الافتراضي لصالحية اتفاقية «سايكس بيكو» قد انتهى فعلياً، فعمر الاتفاقية لن يتجاوز المائة عام، والآن يأتي دور الذي رسم تفاصيل التقسيم القديم من أجل أن يأتي بتقسيمه الجديد والمختلف. كل هذه الإرهاصات التي شاهدناها ونشاهدها في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة هي حالة طبيعية جداً لمخاضات التقسيم القادم.
من قسَّم المنطقة قبل نحو أكثر من 100 عام هو الوحيد القادر على تقسيمها اليوم لأنه مازال يملك أدوات القوة والتقسيم معاً، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لدينا سيظل الأقوى هو من سيرسم لنا الحدود وهو نفسه من سيقرر في أي بقعة جغرافية يجب أن نعيش. هذه لغة الأقوياء، أمَّا الضعفاء فإنهم لا يستطيعون أن يهتدوا لخيار آخر سوى الإذعان لقرار التقسيم. من يستطيع أن يرفضه أو يعدِّله هي الجهة القوية فقط، وما دون ذلك من «تهويشات» فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
القرار بشأن تقسيم المنطقة تم اتخاذه في المطابخ الكبرى، وفي المقابل فإن الجهات المعارضة لطبيعة التقسيم الحالي أو حتى بصورته العامة سيكون لهم موقف آخر ربما يؤدي إلى تفاهمات سياسية أو تصادمات عسكرية، فكل الخيارات باتت مطروحة فيما يخص مسألة التقسيم، لكن الأسئلة الجوهرية التي نريد أن نصل إليها هي كالتالي، أين العرب من أمر التقسيم؟ وما هو موقفهم الصريح منه؟ وهل أصبحوا بالقوة الكافية ليقبلوا أو يرفضوا أو حتى يحتجُّوا على طبيعة التقسيم ونوعيته وشروطه وبنوده؟ وهل سيعترف المُقسِّم الذي سيقسم أوطانهم ومنطقتهم بهم كشركاء في هذا المشروع أم أنه سيتجاهلهم؟
في المنطقة ولكي نكون أكثر وضوحاً سيسعى الغرب لتقسيم الإقليم وفق مصالحهم، كذلك الرُّوس، أمَّا الآخرون فإنهم لن يقبلوا بأي تقسيم لا يضع في حسبان قاصديه مصالح الإمبراطورية التركية ومعها الفارسية مثلاً، ولهذا هل سيكون للعرب تمثيل حقيقي في قضايا التقسيم الذي لا بد منه؟ أم أنهم سيظلون متفرجين على حالهم كما جرت العادة؟
نحن نؤكد لكل العرب وننصحهم فنقول لهم بأنهم يجب أن يتوحَّدوا حيال فكرة ومشروع التقسيم لأنه يخصهم بالدرجة الأولى باعتبارهم مكوناً أساسياً في المنطقة، كما أن قبولنا بالتقسيم القادم أو رفضه هو ما ستعيشه الأجيال القادمة من أبنائنا للمائة عام المقبلة، ولهذا يجب أن يكون لنا موقف للتاريخ بأن نترك هذه المرَّة بصمة مشرّفة لنا كعرب حين يصل الأمر لديارنا ومستقبلنا، ولا خيار أمامنا غير ذلك.
من قسَّم المنطقة قبل نحو أكثر من 100 عام هو الوحيد القادر على تقسيمها اليوم لأنه مازال يملك أدوات القوة والتقسيم معاً، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لدينا سيظل الأقوى هو من سيرسم لنا الحدود وهو نفسه من سيقرر في أي بقعة جغرافية يجب أن نعيش. هذه لغة الأقوياء، أمَّا الضعفاء فإنهم لا يستطيعون أن يهتدوا لخيار آخر سوى الإذعان لقرار التقسيم. من يستطيع أن يرفضه أو يعدِّله هي الجهة القوية فقط، وما دون ذلك من «تهويشات» فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
القرار بشأن تقسيم المنطقة تم اتخاذه في المطابخ الكبرى، وفي المقابل فإن الجهات المعارضة لطبيعة التقسيم الحالي أو حتى بصورته العامة سيكون لهم موقف آخر ربما يؤدي إلى تفاهمات سياسية أو تصادمات عسكرية، فكل الخيارات باتت مطروحة فيما يخص مسألة التقسيم، لكن الأسئلة الجوهرية التي نريد أن نصل إليها هي كالتالي، أين العرب من أمر التقسيم؟ وما هو موقفهم الصريح منه؟ وهل أصبحوا بالقوة الكافية ليقبلوا أو يرفضوا أو حتى يحتجُّوا على طبيعة التقسيم ونوعيته وشروطه وبنوده؟ وهل سيعترف المُقسِّم الذي سيقسم أوطانهم ومنطقتهم بهم كشركاء في هذا المشروع أم أنه سيتجاهلهم؟
في المنطقة ولكي نكون أكثر وضوحاً سيسعى الغرب لتقسيم الإقليم وفق مصالحهم، كذلك الرُّوس، أمَّا الآخرون فإنهم لن يقبلوا بأي تقسيم لا يضع في حسبان قاصديه مصالح الإمبراطورية التركية ومعها الفارسية مثلاً، ولهذا هل سيكون للعرب تمثيل حقيقي في قضايا التقسيم الذي لا بد منه؟ أم أنهم سيظلون متفرجين على حالهم كما جرت العادة؟
نحن نؤكد لكل العرب وننصحهم فنقول لهم بأنهم يجب أن يتوحَّدوا حيال فكرة ومشروع التقسيم لأنه يخصهم بالدرجة الأولى باعتبارهم مكوناً أساسياً في المنطقة، كما أن قبولنا بالتقسيم القادم أو رفضه هو ما ستعيشه الأجيال القادمة من أبنائنا للمائة عام المقبلة، ولهذا يجب أن يكون لنا موقف للتاريخ بأن نترك هذه المرَّة بصمة مشرّفة لنا كعرب حين يصل الأمر لديارنا ومستقبلنا، ولا خيار أمامنا غير ذلك.