يبدو أفق المشهد الإقليمي وكأننا مقبلون على حالة من السعار الاستراتيجي، وأكثر من يحك جنبه حالياً هو الحرس الثوري الإيراني، الذي أتى قرار واشنطن شيطنته متأخراً ما يقارب الأربعة عقود. ولا نأمل من تحرك الرئيس ترامب في هذا المنحى أن يكون لإنهاء ذلك الهيكل العسكري فحسب، بل لينهي غطرسة لم يتصف بها حكام بلد في العالم كما اتصف بها حكام طهران. فقد استولى نادر شاه على عرش مغول الهند 1738 المسمى عرش الطاووس ليصبح رمزاً لعروش الأباطرة الفرس حتى بهلوي الذي أمر الجواهرجي الفرنسي تافرنييه بصنعه لتصل قيمته إلى مليار دولار. ثم ورث الغطرسة نظام السيد علي الحسيني الخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية طوال 24 عاماً، والتي إذا أضفنا إليها فترة رئاسية لـ8 سنوات أصبح من أطول الأباطرة حكماً لإيران لكن بعباءة دينية وذراع قوي هو الحرس الثوري.
فخلال الـ32 عاماً الماضية مارس رجال السيد علي الخامنئي أشكالاً من التعالي والغطرسة وصلت لحد أنه إذا أراد أحدهم التواضع أمام سامعيه أو قارئيه، ربط آراءه بمكونات صواريخ زلزال وشهاب وفتوحات سايروس «قورش» الكبير. وفي هذا السياق نتذكر أنه في 2011 اتهم دبلوماسيون إيرانيون بتجنيد أعضاء شبكة تجسس لصالح الحرس الثوري في الكويت لنقل معلومات عن منشآت كويتية وأمريكية ومراقبة الجيشين الكويتي والأمريكي، وقد صدرت بحقهم أحكام تراوحت بين الإعدام والمؤبد، فظهرت الغطرسة الإيرانية في أقوى أشكالها بتصريحات خارجة عن المألوف من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بقوله «وما لدى الكويت لنتجسس عليها». ليفضحهم الله بخلية العبدلي بعد سبع سنين. ثم ليعيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي نفس الغطرسة عام 2017 قائلاً «إن الاتفاق النووي أكبر من أن تبدي البحرين والإمارات رأيهما فيه وحكمهما بشأنه» رداً على تصريحات وزير الخارجية البحريني حين قال إن إيران تتدخل في شؤون دول المنطقة في تعارض مع القرار الأممي 2231. وأيضاً رداً على مواقف وزير خارجية الإمارات في الجمعية العامة وبين فيها أن إيران انتهكت نص الاتفاق النووي، حيث أتت غطرسة بهرام قاسمي حرفياً «إن البعض ليسوا بحجم التدخل في جميع القضايا، وهناك أشخاص يبدون رأيهم خارج مسؤوليتهم بشأن الاتفاق النووي، ويتصورون أنهم في محل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
* بالعجمي الفصيح
نجح الروس في استخدام مبدأ تسليم الأرض وهي أغلى ما تملك موسكو لكسب الوقت أمام نابليون 1812 ثم أمام فيالق هتلر 1940. فهل ستعطي طهران ما يلهي الغريم أمام القرارات الأمريكية المرتقبة، وهل سيضحون بغطرستهم وهي أغلى ما يملك نظام الملالي، وينصاعون للشرعية الدولية؟! أم أن الله قد جعل غطرسة أباطرة فارس سبب إذلالهم، فسخر عليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
فخلال الـ32 عاماً الماضية مارس رجال السيد علي الخامنئي أشكالاً من التعالي والغطرسة وصلت لحد أنه إذا أراد أحدهم التواضع أمام سامعيه أو قارئيه، ربط آراءه بمكونات صواريخ زلزال وشهاب وفتوحات سايروس «قورش» الكبير. وفي هذا السياق نتذكر أنه في 2011 اتهم دبلوماسيون إيرانيون بتجنيد أعضاء شبكة تجسس لصالح الحرس الثوري في الكويت لنقل معلومات عن منشآت كويتية وأمريكية ومراقبة الجيشين الكويتي والأمريكي، وقد صدرت بحقهم أحكام تراوحت بين الإعدام والمؤبد، فظهرت الغطرسة الإيرانية في أقوى أشكالها بتصريحات خارجة عن المألوف من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بقوله «وما لدى الكويت لنتجسس عليها». ليفضحهم الله بخلية العبدلي بعد سبع سنين. ثم ليعيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي نفس الغطرسة عام 2017 قائلاً «إن الاتفاق النووي أكبر من أن تبدي البحرين والإمارات رأيهما فيه وحكمهما بشأنه» رداً على تصريحات وزير الخارجية البحريني حين قال إن إيران تتدخل في شؤون دول المنطقة في تعارض مع القرار الأممي 2231. وأيضاً رداً على مواقف وزير خارجية الإمارات في الجمعية العامة وبين فيها أن إيران انتهكت نص الاتفاق النووي، حيث أتت غطرسة بهرام قاسمي حرفياً «إن البعض ليسوا بحجم التدخل في جميع القضايا، وهناك أشخاص يبدون رأيهم خارج مسؤوليتهم بشأن الاتفاق النووي، ويتصورون أنهم في محل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
* بالعجمي الفصيح
نجح الروس في استخدام مبدأ تسليم الأرض وهي أغلى ما تملك موسكو لكسب الوقت أمام نابليون 1812 ثم أمام فيالق هتلر 1940. فهل ستعطي طهران ما يلهي الغريم أمام القرارات الأمريكية المرتقبة، وهل سيضحون بغطرستهم وهي أغلى ما يملك نظام الملالي، وينصاعون للشرعية الدولية؟! أم أن الله قد جعل غطرسة أباطرة فارس سبب إذلالهم، فسخر عليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج