بين الدعوة للمزاج التصالحي والوحدوي الخليجي، وبين الأزمة الخليجية التي باتت تراوح مكانها بكل ما تحمله من تعقيدات ومكابرة، وفي مفارقة عظيمة بين قمة خليجية منصرمة علقت فيها الآمال على الإعلان عن الاتحاد الخليجي، وقمة مرتقبة تعلق فيها الآمال على رأب الصدع بين الدول الأعضاء، يدور جدل في الأوساط النخبوية حول اجتماع القمة الخليجية القادم في الكويت، وحول تلك الأنباء غير المؤكدة بشأن تأجيله من عدمه. ليس هذا وحسب، فإن حدث وعقد هذا الاجتماع المنتظر سيكون الجدل أكبر حول حجم التمثيل الخليجي فيه وشخوصه، وحول أجندته ونتائجه وتداعياته على مستقبل الخليج العربي ككل، لا سيما بشأن الأزمة الراهنة مع الدوحة. كثير من الأسئلة، حزمة من الآمال، جملة من التحديات، وزخم في الآراء يتأرجح بين أقصى التفاؤل إلى أقصى التشاؤم.
غير أن الزيارة الأخيرة التي أجراها الاثنين، أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المملكة العربية السعودية، ليلتقي فيها بخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في محاولة للخروج بحلول مفرحة من الأزمة الخليجية قبيل انعقاد اجتماع القمة، والتي لم تعلن نتائجها ولا تفاصيلها، جعلتني أقف على أربعة احتمالات بشأن اجتماع القمة الخليجية المرتقب، الاحتمال الأول برأيي أن يعقد اجتماع القمة في الكويت بكامل الدول الأعضاء على نحو اعتيادي جداً، بينما يقوم الاحتمال الثاني على أن يعقد الاجتماع في بلد غير الكويت، كالإمارات أو السعودية، وبحضور جمهورية مصر العربية كمراقب، ما يعني عدم حضور الشيخ تميم، وربما يمثله أو ينوب عنه شخص آخر. أرى أيضاً احتمالاً ثالثاً وربما يكون الأرجح وهو تأجيل الاجتماع لحين تنفيذ الدوحة مطالبات دول المقاطعة الأربع المكافحة للإرهاب أو النظر في عضويتها -مثلاً- بعد حين. أما الاحتمال الرابع والأخير ولعله يكون أكثر الاحتمالات استبعاداً يقوم على حضور اجتماع مجلس التعاون بمستوى مندوبين.
ثمة مشهد ضبابي يعتري الساحة الخليجية، لن تجدي معه التأويلات والتحليلات النخبوية ولا الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لن يحسمه إلاَّ تصريح رسمي من الكويت تبثه وكالة الأنباء الكويتية وبقية وكالات الأنباء في دول مجلس التعاون الخليجي. وحتى ذلك الحين، لا نملك إلاَّ أن نترقب، آملين تجاوباً قطرياً مع المطالب من هنا، وحسماً خليجياً لمستقبل اجتماع القمة بما يقدم مؤشرات حول مستقبل الأزمة الخليجية بشكل أو بآخر.
* اختلاج النبض:
رغم أني لم أتفق مع الرأي القائل بأن الأزمة الخليجية ولدت فجأة وستنتهي فجأة، ومع يقيني أن الأروقة الخليجية مليئة بأسرار لم يتمكن المحللون من فك شفرتها بعد، يحدوني الأمل في أن نعود كياناً واحداً أقوى من ذي قبل، فهناك شعوب علق مستقبلها ومصيرها على تلك القرارات المفصلية المنتظرة.
{{ article.visit_count }}
غير أن الزيارة الأخيرة التي أجراها الاثنين، أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المملكة العربية السعودية، ليلتقي فيها بخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في محاولة للخروج بحلول مفرحة من الأزمة الخليجية قبيل انعقاد اجتماع القمة، والتي لم تعلن نتائجها ولا تفاصيلها، جعلتني أقف على أربعة احتمالات بشأن اجتماع القمة الخليجية المرتقب، الاحتمال الأول برأيي أن يعقد اجتماع القمة في الكويت بكامل الدول الأعضاء على نحو اعتيادي جداً، بينما يقوم الاحتمال الثاني على أن يعقد الاجتماع في بلد غير الكويت، كالإمارات أو السعودية، وبحضور جمهورية مصر العربية كمراقب، ما يعني عدم حضور الشيخ تميم، وربما يمثله أو ينوب عنه شخص آخر. أرى أيضاً احتمالاً ثالثاً وربما يكون الأرجح وهو تأجيل الاجتماع لحين تنفيذ الدوحة مطالبات دول المقاطعة الأربع المكافحة للإرهاب أو النظر في عضويتها -مثلاً- بعد حين. أما الاحتمال الرابع والأخير ولعله يكون أكثر الاحتمالات استبعاداً يقوم على حضور اجتماع مجلس التعاون بمستوى مندوبين.
ثمة مشهد ضبابي يعتري الساحة الخليجية، لن تجدي معه التأويلات والتحليلات النخبوية ولا الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لن يحسمه إلاَّ تصريح رسمي من الكويت تبثه وكالة الأنباء الكويتية وبقية وكالات الأنباء في دول مجلس التعاون الخليجي. وحتى ذلك الحين، لا نملك إلاَّ أن نترقب، آملين تجاوباً قطرياً مع المطالب من هنا، وحسماً خليجياً لمستقبل اجتماع القمة بما يقدم مؤشرات حول مستقبل الأزمة الخليجية بشكل أو بآخر.
* اختلاج النبض:
رغم أني لم أتفق مع الرأي القائل بأن الأزمة الخليجية ولدت فجأة وستنتهي فجأة، ومع يقيني أن الأروقة الخليجية مليئة بأسرار لم يتمكن المحللون من فك شفرتها بعد، يحدوني الأمل في أن نعود كياناً واحداً أقوى من ذي قبل، فهناك شعوب علق مستقبلها ومصيرها على تلك القرارات المفصلية المنتظرة.