أجزم بأن الغالبية يعرفون هذا «القول الشهير»، الذي لدرجة ضرب الناس به المثل ظن البعض بأنه حديث شريف عن الرسول وهذا ليس بصحيح، ففي إنكار المنكر هناك أحاديث شريفة تدعو للتدرج في عملية الإنكار، وهناك آيات قرآنية تحض على محاربة المنكر.
المنكرات اليوم كثرت عن السابق، بل وتطورت لتتشكل في صور عديدة، منها ما نحن بصدد الخوض فيه، ويأتي في سياق ما نتطرق إليه هذه الأيام، وهو موضع تطرقنا له مراراً وتكراراً وسنظل لأن «السكوت عنه» يعتبر «جريمة بحق الوطن»، وهنا أعني الفساد الإداري والمالي.
وعليه، السكوت عن «الإساءة للوطن» عبر هذه الممارسات غير المسؤولة هي «جريمة»، ولا تفسير آخر لها، يدخل في إطار تجميل الصورة وتقليل حجم الكارثة وتصويرها على أنها «أمور عادية»، بل الممارسات السابقة هي التي تحول كثيراً من الناس، يرون «المنكرات» الإدارية والمالية أمام أعينهم، ويعرفون أنهم «خطأ»، ويدركون «حجم الكارثة» الواقعة، لكنهم -للأسف- يحاولون تبريرها وحماية مرتكبيها، وهذا ما يجعلهم في نفس خانة «المشارك في الجرم».
قالوا إن رأيت الظلم واقعاً، فتصدى له وحاول أن تمنعه، لكن إن عجزت عن ذلك، فأقلها لا تشارك فيه!
هذه هي معادلة الإنسان السوي، القبول بالظلم والفساد والأخطاء ليست من شيم الرجال ولا الأشخاص الأسوياء، من يقبل برؤية الخطأ أمام عينيه ويسكت، دون أن يتخذ إجراء إزائه، أو أقلها ينهج الأسلوب الصحيح للتبليغ عنه للجهات المعنية، أو إيصاله لولي الأمر من قادة على رأس الهرم، من يسكت على ذلك، فهو كمن يشجع الفاسد ويقول له مارس المزيد، كمن يشجع الظالم ويقول له اظلم أكثر، وكمن يسيئ للناس ويقول لهم «اخرسوا» لا تتكلموا.
يفعلها أشخاص إما أن يكونوا «مستفيدين» ممن يمارسون الأخطاء إن كانوا أصحاب قرار وقدرة على منح مكاسب ومزايا، أي باحثون عن مكاسب شخصية، أو يفعلها أشخاص «مشاركون» في الجريمة.
الفاسدون لا يزيد فسادهم إلا حينما تغيب المحاسبة الصارمة التي تجعلهم عبرة لمن لا يعتبر، وتفضحهم على الملأ، وحينما يحاطون بزمرة متمصلحة من حاشية متملقة، وشياطين إنس يوسوسون ويؤلبونهم على البشر.
لا تكن ظالماً، ولا تشارك في الظلم، وتذكر بأن «الدفاع عن الحق»، مسألة لا يقدر عليها إلا الشريف النزيه العفيف نظيف اليد، وقبله الإنسان الوطني الذي يحب أرضه وقيادته، والذي يسعى لخيرها وخير أهلها.
البعض يسأل لماذا نكتب عن هذه الحالات، ونرصد الفساد وأهله، ونواصل الخوض في حرب وكأن لا نهاية لها؟! باختصار، يطرح السؤال أحيانها بصيغته المباشرة: ألا تتعبون، ألا تيأسون؟!
أتحدث عن نفسي، ولغيري الحق في الحديث عن نفسه، وأقول في شأن محاربة الأخطاء، والحديث عن الفساد والمفسدين، بأنني أولاً وأخيراً من تراب هذه الأرض الطاهرة، منها نشأت وإليها انتهي.
أولاً وأخيراً أنا جندي مخلص لبلادي ولملكي حفظه الله، هذا الرجل الذي آمنا بمشروعه الإصلاحي، وبرغبته الصادقة للإصلاح والتعديل والتطوير، وبات واجبنا علينا أن نعينه ونسنده ونقويه، ومؤازرة الملك حمد حفظه الله لا تكون عبر «تزييفنا» للواقع، ولا طمس الصور القاتمة وإبدالها بأخرى زاهية وكأننا في جنة لا تشوبها أخطاء، بل العكس، واجبنا أن نوصل الأمور لجلالته، أن ننقل له «الحقيقة المجردة» كما هي، أن نكشف التجاوزات والاستهتار الذي يبين بأن هناك من لا يقوم بعمله بشكل صحيح يرضي الله ويرضي الملك. هذا واجبنا.
بالتالي شاء من شاء، وأبى من أبى، البحرين أكبر من الجميع، والولاء المطلق لـ»ملك الجميع»، الذي دعانا للإيمان بمشروعه الإصلاحي وآمنا به، وعليه طالما في العروق نبض، تظل الحرب على الفساد والمفسدين المستهترين بأموال البلد اللاعبين في مقدرات أهله من موظفين إدارياً، تظل قائمة حتى ينصلح المعوج، أو يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
{{ article.visit_count }}
المنكرات اليوم كثرت عن السابق، بل وتطورت لتتشكل في صور عديدة، منها ما نحن بصدد الخوض فيه، ويأتي في سياق ما نتطرق إليه هذه الأيام، وهو موضع تطرقنا له مراراً وتكراراً وسنظل لأن «السكوت عنه» يعتبر «جريمة بحق الوطن»، وهنا أعني الفساد الإداري والمالي.
وعليه، السكوت عن «الإساءة للوطن» عبر هذه الممارسات غير المسؤولة هي «جريمة»، ولا تفسير آخر لها، يدخل في إطار تجميل الصورة وتقليل حجم الكارثة وتصويرها على أنها «أمور عادية»، بل الممارسات السابقة هي التي تحول كثيراً من الناس، يرون «المنكرات» الإدارية والمالية أمام أعينهم، ويعرفون أنهم «خطأ»، ويدركون «حجم الكارثة» الواقعة، لكنهم -للأسف- يحاولون تبريرها وحماية مرتكبيها، وهذا ما يجعلهم في نفس خانة «المشارك في الجرم».
قالوا إن رأيت الظلم واقعاً، فتصدى له وحاول أن تمنعه، لكن إن عجزت عن ذلك، فأقلها لا تشارك فيه!
هذه هي معادلة الإنسان السوي، القبول بالظلم والفساد والأخطاء ليست من شيم الرجال ولا الأشخاص الأسوياء، من يقبل برؤية الخطأ أمام عينيه ويسكت، دون أن يتخذ إجراء إزائه، أو أقلها ينهج الأسلوب الصحيح للتبليغ عنه للجهات المعنية، أو إيصاله لولي الأمر من قادة على رأس الهرم، من يسكت على ذلك، فهو كمن يشجع الفاسد ويقول له مارس المزيد، كمن يشجع الظالم ويقول له اظلم أكثر، وكمن يسيئ للناس ويقول لهم «اخرسوا» لا تتكلموا.
يفعلها أشخاص إما أن يكونوا «مستفيدين» ممن يمارسون الأخطاء إن كانوا أصحاب قرار وقدرة على منح مكاسب ومزايا، أي باحثون عن مكاسب شخصية، أو يفعلها أشخاص «مشاركون» في الجريمة.
الفاسدون لا يزيد فسادهم إلا حينما تغيب المحاسبة الصارمة التي تجعلهم عبرة لمن لا يعتبر، وتفضحهم على الملأ، وحينما يحاطون بزمرة متمصلحة من حاشية متملقة، وشياطين إنس يوسوسون ويؤلبونهم على البشر.
لا تكن ظالماً، ولا تشارك في الظلم، وتذكر بأن «الدفاع عن الحق»، مسألة لا يقدر عليها إلا الشريف النزيه العفيف نظيف اليد، وقبله الإنسان الوطني الذي يحب أرضه وقيادته، والذي يسعى لخيرها وخير أهلها.
البعض يسأل لماذا نكتب عن هذه الحالات، ونرصد الفساد وأهله، ونواصل الخوض في حرب وكأن لا نهاية لها؟! باختصار، يطرح السؤال أحيانها بصيغته المباشرة: ألا تتعبون، ألا تيأسون؟!
أتحدث عن نفسي، ولغيري الحق في الحديث عن نفسه، وأقول في شأن محاربة الأخطاء، والحديث عن الفساد والمفسدين، بأنني أولاً وأخيراً من تراب هذه الأرض الطاهرة، منها نشأت وإليها انتهي.
أولاً وأخيراً أنا جندي مخلص لبلادي ولملكي حفظه الله، هذا الرجل الذي آمنا بمشروعه الإصلاحي، وبرغبته الصادقة للإصلاح والتعديل والتطوير، وبات واجبنا علينا أن نعينه ونسنده ونقويه، ومؤازرة الملك حمد حفظه الله لا تكون عبر «تزييفنا» للواقع، ولا طمس الصور القاتمة وإبدالها بأخرى زاهية وكأننا في جنة لا تشوبها أخطاء، بل العكس، واجبنا أن نوصل الأمور لجلالته، أن ننقل له «الحقيقة المجردة» كما هي، أن نكشف التجاوزات والاستهتار الذي يبين بأن هناك من لا يقوم بعمله بشكل صحيح يرضي الله ويرضي الملك. هذا واجبنا.
بالتالي شاء من شاء، وأبى من أبى، البحرين أكبر من الجميع، والولاء المطلق لـ»ملك الجميع»، الذي دعانا للإيمان بمشروعه الإصلاحي وآمنا به، وعليه طالما في العروق نبض، تظل الحرب على الفساد والمفسدين المستهترين بأموال البلد اللاعبين في مقدرات أهله من موظفين إدارياً، تظل قائمة حتى ينصلح المعوج، أو يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.