شدد الرئيس الإيراني روحاني على مكانة إيران في الشرق الأوسط، وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي يوم أمس الأول: «إن مكانة الأمة الإيرانية في المنطقة اليوم أكبر من أي وقت مضى» وتساءل: «أين من الممكن، في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا والخليج الفارسي، اتخاذ قرار حاسم من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟

روحاني كان يخاطب الإدارة الأمريكية بهذا التصريح ويخبرها أنه دخل الدول العربية وتمكن منها وأنها لا تستطيع أن تتجاوزه في اتخاذ إجراءاتها مستبقاً بذلك التصريح أي تحرك أمريكي في المنطقة، لكنه بذات الوقت كشف عن عمالة وخيانة خدم إيران المطيعين له في الدول الثلاث «العراق وسوريا ولبنان» الذين مكنوها من قرارهم، ذلك التصريح يعد التصريح الأكثر خزياً في العلاقات الإيرانية مع الدول الثلاث ويجبر الحكومات في الدول الثلاث على الانحناء برؤوسهم خجلاً، ويؤكد على حجم التدخل الإيراني عندهم ويؤكد أنها استخدمت أموالها وميليشياتها المسلحة لاختطاف القرار في تلك الدول العربية في المنطقة.

أما بالنسبة للشمال الأفريقي أو -وهذا هو الأهم- بالنسبة لدول الخليج العربي، فبعيد عن لحية وشنبات روحاني أن نحسب حساباً له أو لدولته إن قررت دول الخليج أمراً، فهنا في الخليج رجال ونساء حموا أرضهم وشرفهم وعرضهم من أن تتحكم فيهم دولة أجنبية قميئة كإيران، ويخسأ أي إيراني أن يقول إننا نحسب حساباً له إن نحن قررنا أمراً، وهنا في الخليج تصدينا لعملائكم ولخدمكم وقضينا على مخططكم فلا مكان لخائن بيننا والقانون كان لهم بالمرصاد.

هذا كان حلمكم وقضينا عليه، فلتجرأ أي عميل لكم اليوم أن يتبجح بانتمائه أو حتى إعجابه بكم، وهم موجودون لكنهم يحاولون الاختباء الآن في جحورهم فالبحرين كانت وستبقى عربية أبية عصية عليكم وعلى خدمكم.

وعلى كل شعب عربي أن يتصدى ويقف لعملاء إيران في المنطقة فليسوا بأقل رجولة وعروبة وأنفة منا، فأهل العراق أهل نخوة وعنفوان وسوريا ولبنان عرب أقحاح، وعرب عاربة جميعهم لن يقبلوا أن يتبجح رئيس فارسي بأنه يحكمهم ويدير شؤونهم وألا أحد منهم يستطيع أن يتخذ قراراً دون الرجوع إليه، وعليهم أن يستردوا كرامتهم التي أهدرها روحاني بهذا التصريح الوقح.

تصريح روحاني كذلك درس لكل خائن وعميل أن الذل والمهانة مصيره، وأن إيران لن تحسب له حساباً وهي تدافع عن مصالحها وعلى استعداد أن تقف على الملأ وتهينه دون اعتبار له أو لكرامته، تصريح روحاني يعبر صراحة عن مشروعها وعن مخططها وعن حجم تدخلاتها ويؤكد سلامة إجراءاتنا التي اتخذناها ضد عملاء إيران في البحرين وفي المملكة العربية السعودية مستبقين بتلك الخطوات أي تحرك لأي أفعى تحاول أن ترفع رأسها أو أن تجد لذيلها موضعاً في أوطاننا.

هكذا ستعامل إيران عملاءها وخدمها، تعاملاً لا يحسب حساباً حتى لكرامتهم بين شعوبهم أو تحسب حساب التمويه والتورية خوفاً عليهم وعلى مكانتهم بين الدول العربية، هكذا لا تبالي بإحراجهم وكشفهم، فإيران تنظر للخونة من العرب على أنهم أحقر الناس لا يستحقون حتى التستر عليهم!!