جميل جداً أن يجمع الملتقى الحكومي القادة، وصناع القرار، والموظفين التنفيذيين في حكومة مملكة البحرين، لمناقشة القضايا، والتحديات الرئيسية، والتوجهات المستقبلية، لتعزيز وتطوير كفاءة الإنتاج، وجودة الأداء، في إطار العمل الحكومي الموحد الذي يتفق مع رؤى وتطلعات مملكة البحرين، والأكثر جمالاً أن يكون المواطن شريكاً في التنمية من خلال استقصاء آرائه ومواقفه حيال الخدمات التي تقدم له، أو عبر مشاركته أفكاره وآراءه المنطقية القابلة للتطبيق.
اليوم أصبح موضوع إشراك المواطنين والتعرف على آرائهم موضوعاً سهلاً جداً، فلا داعي لمراكز البحث والاستقصاء ولا داعي للأدوات التقليدية في رصد وقياس الرأي العام، كالاستبانات والمجموعات المصغرة، ما عليك الآن إلا إطلاق «هاشتاغ»، لتسمع صوت المواطن يشعرك بأنه شريك فعلي في رؤية 2030. ولهذا شارك المواطنين بتطلعاتهم وآمالهم تجاه الملتقى الحكومي عبر وسم #الملتقى_ الحكومي_ 2017، والذي لاقى إقبالاً كبيراً من المواطنين.
أؤمن بأن عملية الإشراك المجتمعي أمر في غاية الأهمية، فهو بمثابة مرصد للرأي العام، يجعل من السهل على القيادة والمسؤولين التعرف على ما يريده الرأي العام شأنه شأن مراكز التنبؤ بالكوارث الطبيعية، مما يهيّء المسؤولين لإدارة الرأي العام أو توجيهه أو التصدي له في بعض الأحيان أو توضيحه وإزالة أي لبس واقع.
إن المشاركة المجتمعية من أهم الأمور التي تؤدي إلى نجاح أي إستراتيجية أو فكرة جديدة، وإن التسويق والوصول إلى الجماهير بات أمراً متطوراً، فمع استحداث الإعلام الإلكتروني أصبح الوصول للمواطنين أمراً سهلاً ولكنه معقد جداً في نفس الوقت، فوصول رسالتك للجمهور لا تعني انتهاء الموضوع، وهذا ما يقوم به بعض القائمين في أقسام العلاقات العامة، حيث تنتهي مهمتهم بعد النشر، وهذا خطأ كبير فمسألة التأكد من فهم الرسالة هو المطلوب، والتعرف على ردة فعل الجماهير «feed back» حول ما قمت بنشره هو الأهم.
وهنا يجب أن نلجأ إلى أساليب في غاية الاحترافية لإشراك المواطنين في فهم أي رؤية جديدة أو إستراتيجية حديثة، عن طريق تبسيط المعلومة وتقديمها في قوالب تناسبه بعيداً عن الأخبار الرسمية والمصطلحات اللغوية الصعبة، فعلى سبيل المثال لو نزلنا إلى الشارع لنسأل المواطن العادي ما معنى «استدامة» ماذا نتوقع أن تكون إجابته؟ ولو افترضنا أنه فهم المعنى الحرفي للمصطلح فيجب أن يكون على وعي تام بماهية آليات تحقيق الاستدامة؟
عندما يشعر المواطن بأنه جزء من الإستراتيجية يبدأ في تبني موقف، وهذا هو هدف الإشراك وهذا ما نحتاجه حالياً، نحتاج إلى خطط تجعل المواطن يشعر بأنه شريك أساسي في التنمية، ليس عبر ممثلي الشعب فقط، فعلى الرغم من أنه يجب على المجلس النيابي أن يلعب دوره الصحيح في إشراك المواطنين إلا أن الإستراتيجيات الكبيرة وإشراك المواطن فيها أمر تتحمله كل الجهات دونما استثناء، فعندما نشرح موضوعاً مهماً، مثل تحول النظام الصحي في مملكة البحرين من مشغل إلى منظم، فإننا لسنا بحاجة إلى مقابلات إعلامية مع المسؤولين وحسب، بل نحن بحاجة إلى تبسيط المعلومة لتصل إلى جميع أفراد المجتمع لنفهم العائد إلينا من وراء هذا التغيير.
في الغالب تستغل بعض الجماعات ثغرة «الفراغ الفكري» عند البعض، لتقوم بإدارته وتوجيهه، بمعنى أن تقوم الجماعات باستغلال جهل أو عدم فهم بعض أفراد الشعب لموضوع ما وتوجهه حسب أجنداتها. وتشير جميع الدراسات إلى أن أهم فئة من فئات الرأي العام هي فئة «لا أعلم»، أو كما يطلق عليها «DK -don’t know»، لأن هذه الفئة فئة يمكن استغلالها لتبني موقف معين نظراً لعدم فهمها لموضوع ما.
مشاريع رائدة تحتاج منا الدعم، وتحتاج منا أن نساندها من أجل أن نتلمس نتائجها في القريب العاجل، ومساع حثيثة من أجل صنع مستقبل أفضل ومن أجل أن تكون البحرين في مصاف الدول المتقدمة، فلنضع يداً بيد قيادتنا الرشيدة لنصنع واقعاً أجمل وأفضل ومستقبل مزدهر.
{{ article.visit_count }}
اليوم أصبح موضوع إشراك المواطنين والتعرف على آرائهم موضوعاً سهلاً جداً، فلا داعي لمراكز البحث والاستقصاء ولا داعي للأدوات التقليدية في رصد وقياس الرأي العام، كالاستبانات والمجموعات المصغرة، ما عليك الآن إلا إطلاق «هاشتاغ»، لتسمع صوت المواطن يشعرك بأنه شريك فعلي في رؤية 2030. ولهذا شارك المواطنين بتطلعاتهم وآمالهم تجاه الملتقى الحكومي عبر وسم #الملتقى_ الحكومي_ 2017، والذي لاقى إقبالاً كبيراً من المواطنين.
أؤمن بأن عملية الإشراك المجتمعي أمر في غاية الأهمية، فهو بمثابة مرصد للرأي العام، يجعل من السهل على القيادة والمسؤولين التعرف على ما يريده الرأي العام شأنه شأن مراكز التنبؤ بالكوارث الطبيعية، مما يهيّء المسؤولين لإدارة الرأي العام أو توجيهه أو التصدي له في بعض الأحيان أو توضيحه وإزالة أي لبس واقع.
إن المشاركة المجتمعية من أهم الأمور التي تؤدي إلى نجاح أي إستراتيجية أو فكرة جديدة، وإن التسويق والوصول إلى الجماهير بات أمراً متطوراً، فمع استحداث الإعلام الإلكتروني أصبح الوصول للمواطنين أمراً سهلاً ولكنه معقد جداً في نفس الوقت، فوصول رسالتك للجمهور لا تعني انتهاء الموضوع، وهذا ما يقوم به بعض القائمين في أقسام العلاقات العامة، حيث تنتهي مهمتهم بعد النشر، وهذا خطأ كبير فمسألة التأكد من فهم الرسالة هو المطلوب، والتعرف على ردة فعل الجماهير «feed back» حول ما قمت بنشره هو الأهم.
وهنا يجب أن نلجأ إلى أساليب في غاية الاحترافية لإشراك المواطنين في فهم أي رؤية جديدة أو إستراتيجية حديثة، عن طريق تبسيط المعلومة وتقديمها في قوالب تناسبه بعيداً عن الأخبار الرسمية والمصطلحات اللغوية الصعبة، فعلى سبيل المثال لو نزلنا إلى الشارع لنسأل المواطن العادي ما معنى «استدامة» ماذا نتوقع أن تكون إجابته؟ ولو افترضنا أنه فهم المعنى الحرفي للمصطلح فيجب أن يكون على وعي تام بماهية آليات تحقيق الاستدامة؟
عندما يشعر المواطن بأنه جزء من الإستراتيجية يبدأ في تبني موقف، وهذا هو هدف الإشراك وهذا ما نحتاجه حالياً، نحتاج إلى خطط تجعل المواطن يشعر بأنه شريك أساسي في التنمية، ليس عبر ممثلي الشعب فقط، فعلى الرغم من أنه يجب على المجلس النيابي أن يلعب دوره الصحيح في إشراك المواطنين إلا أن الإستراتيجيات الكبيرة وإشراك المواطن فيها أمر تتحمله كل الجهات دونما استثناء، فعندما نشرح موضوعاً مهماً، مثل تحول النظام الصحي في مملكة البحرين من مشغل إلى منظم، فإننا لسنا بحاجة إلى مقابلات إعلامية مع المسؤولين وحسب، بل نحن بحاجة إلى تبسيط المعلومة لتصل إلى جميع أفراد المجتمع لنفهم العائد إلينا من وراء هذا التغيير.
في الغالب تستغل بعض الجماعات ثغرة «الفراغ الفكري» عند البعض، لتقوم بإدارته وتوجيهه، بمعنى أن تقوم الجماعات باستغلال جهل أو عدم فهم بعض أفراد الشعب لموضوع ما وتوجهه حسب أجنداتها. وتشير جميع الدراسات إلى أن أهم فئة من فئات الرأي العام هي فئة «لا أعلم»، أو كما يطلق عليها «DK -don’t know»، لأن هذه الفئة فئة يمكن استغلالها لتبني موقف معين نظراً لعدم فهمها لموضوع ما.
مشاريع رائدة تحتاج منا الدعم، وتحتاج منا أن نساندها من أجل أن نتلمس نتائجها في القريب العاجل، ومساع حثيثة من أجل صنع مستقبل أفضل ومن أجل أن تكون البحرين في مصاف الدول المتقدمة، فلنضع يداً بيد قيادتنا الرشيدة لنصنع واقعاً أجمل وأفضل ومستقبل مزدهر.