إن الأوضاع السياسية والاقتصادية اليوم باتت تحتم علينا اختيار أحد الطريقين، أما أن نلتفت إلى مصالحنا الاقتصادية ونبدأ بتشكيل وابتكار أساليب جديدة للتعامل مع استراتيجية التنمية الراهنة، أو أن نشغل انفسنا بالسياسة وباب «حقوق الإنسان» الذي أصبح منفذاً وعذراً للدول الكبرى لالتهام الدول الأخرى بحجة أنني سأساعدك في «حفظ حقوقك مهما كانت» فإذا كنت إرهابياً ومخرباً سأساعدك في إيجاد أعذار لإرهابك وتخريبك، وإذا كنت شاذاً جنسياً سأبرر لك حقك في اختيار جنسك!!
رغم أنني تتلمذت على يد نخبة من أساتذة القانون وسعدت بأن أكون ضمن خريجي الدبلوم العالي في التنمية السياسية التي كان يحتضنه معهد البحرين للتنمية السياسية، ودرست مقرر «حقوق الإنسان» على يد المستشار الدكتور محمد وليد المصري إلا أنني وبعد إدراكي لما حدث في مملكة البحرين عام 2011 بت أؤمن بأن الأمن أهم من الخبز. قد يرى البعض كلامي مبالغة، وقد يجدني البعض أغالي في تصنيف دور الأمن في حياة الإنسان، وأتناسى هرم موسلو الذي تربينا عليه وعلمنا بأن الغذاء أساس الحياة، ولكن الغذاء تحت دوي القنابل أشبه بالسم الذي يجعلك تعيش يوم آخر وأنت «خائف» من الموت بقنبلة أو رصاص أو مدفعية.
عشنا على هذه الأرض الطيبة في أمن وأمان، كان أعلى صوت من الممكن أن نسمعه فيها هو صوت مذياع أحد المراهقين وهو يستمع إلى أحد الأغاني الشبابية الصاخبة، فمن يعرف البحرين يعرف أنها بلد هادئ بطبيعته التي انعكست على هدوء المواطنين، فنحن شعب تربينا في هدوء وعلى الهدوء، وأكبر دليل على هذا الكلام أن نسب الجرائم كانت تعد من أقل نسب الجرائم في العالم، حتى إذا ما تعالت أصواتنا مطالبة ببعض الحقوق من باب «الانفتاح» وحرية التعبير عن الرأي كانت أصواتنا «هادئة» ومنطقية والأهم من ذلك أنها كانت مليئة «بالسلمية».
إلى أن حدث التغيير، فاستغل البعض أجواء الانفتاح والحرية أسوأ استغلال فأصبحت بلادنا الهادئة، بلد المليون نخلة، أصبحت بلد المليون مسيرة، واعتصام!! بالطبع أنا لست ضد المسيرات والاعتصامات مطلقاً بل إنني من المشجعين لأن نعبر عن رأينا بالطرق السلمية، ولكن المبالغة في الشيء أمر غير محمود!! فيا ترى هل نحتاج إلى استنساخ فكرة الهايد بارك لنجعل المعتصمين و«اللي في قلبه حجوة» يتكلمون في نطاق جغرافي معين!!
وإذا ما استطعنا تنظيم الاعتصامات التي بالطبع قلت بدرجة كبيرة في مملكة البحرين حالياً، كيف سنجد حلولا ناجعة للعمليات التخريبية التي باتت تأخذ منحنى خطير رغم جهود وزارة الداخلية. إن المخربين موجودين بيننا يعيشون معنا، يرتادون نفس الأماكن التي نرتادها، ويمتلكون حبلاً سرياً خارجياً يغذي عقولهم وقلوبهم بأفكار تخريبية تبيح لهم قتل النفس التي حرم الله قتلها وتحديداً «رجال الأمن»، وتبيح لهم حرق إطارات السيارات على الطرق العامة والداخلية، فما هي الطرق الابتكارية التي من الممكن أن ننتهجها لنقطع هذا الحبل السري الممدود من الخارج؟
نحن مستهدفون في وحدتنا الوطنية، هذه ليست فرضية علمية بل هي واقع يجب على جميع منظمات الدولة الأخذ به ولعب دور هام وحيوي لمواجهته ومكافحته. إن الأمن ليست مسؤولية جهة واحدة فقط، فالأمن مسؤوليتنا جميعاً، وإن السكوت أو التنديد أوالاستنكار ليس بكاف في هذا الوقت تحديداً، حيث يجب أن تكون هناك خطة استراتيجية واضحة لمكافحة التطرف والإرهاب، ويجب أن تلعب كل جهة دورها الكامل في هذه الاستراتيجية.
إن المتتبع لهؤلاء الخونة الإرهابيين يجد عملهم ممنهجاً واحترافياً يحتاج إلى خطط مكثفة لاجتثاثهم واجتثاث أي شخص تسول له نفسه العبث بأمن البحرين.
لن نقبل أن نرجع للمربع الأول، لن نسمح بأن نرجع للوراء، ولن نسمح بإيقاف عملية التقدم، وفي طور خطواتنا المتقدمة نحو مزيد من التطور سنسحق كل خائن سولت له نفسه العبث بأن البحرين الغالية، فإذا كان حبلكم السري الممتد من الخارج غذى عقولكم وقلوبكم حقداً وكرهاً لوطننا الغالي، فحبلنا السري الموصول من الداخل غذى عقولنا وقلوبنا بالوطنية.
{{ article.visit_count }}
رغم أنني تتلمذت على يد نخبة من أساتذة القانون وسعدت بأن أكون ضمن خريجي الدبلوم العالي في التنمية السياسية التي كان يحتضنه معهد البحرين للتنمية السياسية، ودرست مقرر «حقوق الإنسان» على يد المستشار الدكتور محمد وليد المصري إلا أنني وبعد إدراكي لما حدث في مملكة البحرين عام 2011 بت أؤمن بأن الأمن أهم من الخبز. قد يرى البعض كلامي مبالغة، وقد يجدني البعض أغالي في تصنيف دور الأمن في حياة الإنسان، وأتناسى هرم موسلو الذي تربينا عليه وعلمنا بأن الغذاء أساس الحياة، ولكن الغذاء تحت دوي القنابل أشبه بالسم الذي يجعلك تعيش يوم آخر وأنت «خائف» من الموت بقنبلة أو رصاص أو مدفعية.
عشنا على هذه الأرض الطيبة في أمن وأمان، كان أعلى صوت من الممكن أن نسمعه فيها هو صوت مذياع أحد المراهقين وهو يستمع إلى أحد الأغاني الشبابية الصاخبة، فمن يعرف البحرين يعرف أنها بلد هادئ بطبيعته التي انعكست على هدوء المواطنين، فنحن شعب تربينا في هدوء وعلى الهدوء، وأكبر دليل على هذا الكلام أن نسب الجرائم كانت تعد من أقل نسب الجرائم في العالم، حتى إذا ما تعالت أصواتنا مطالبة ببعض الحقوق من باب «الانفتاح» وحرية التعبير عن الرأي كانت أصواتنا «هادئة» ومنطقية والأهم من ذلك أنها كانت مليئة «بالسلمية».
إلى أن حدث التغيير، فاستغل البعض أجواء الانفتاح والحرية أسوأ استغلال فأصبحت بلادنا الهادئة، بلد المليون نخلة، أصبحت بلد المليون مسيرة، واعتصام!! بالطبع أنا لست ضد المسيرات والاعتصامات مطلقاً بل إنني من المشجعين لأن نعبر عن رأينا بالطرق السلمية، ولكن المبالغة في الشيء أمر غير محمود!! فيا ترى هل نحتاج إلى استنساخ فكرة الهايد بارك لنجعل المعتصمين و«اللي في قلبه حجوة» يتكلمون في نطاق جغرافي معين!!
وإذا ما استطعنا تنظيم الاعتصامات التي بالطبع قلت بدرجة كبيرة في مملكة البحرين حالياً، كيف سنجد حلولا ناجعة للعمليات التخريبية التي باتت تأخذ منحنى خطير رغم جهود وزارة الداخلية. إن المخربين موجودين بيننا يعيشون معنا، يرتادون نفس الأماكن التي نرتادها، ويمتلكون حبلاً سرياً خارجياً يغذي عقولهم وقلوبهم بأفكار تخريبية تبيح لهم قتل النفس التي حرم الله قتلها وتحديداً «رجال الأمن»، وتبيح لهم حرق إطارات السيارات على الطرق العامة والداخلية، فما هي الطرق الابتكارية التي من الممكن أن ننتهجها لنقطع هذا الحبل السري الممدود من الخارج؟
نحن مستهدفون في وحدتنا الوطنية، هذه ليست فرضية علمية بل هي واقع يجب على جميع منظمات الدولة الأخذ به ولعب دور هام وحيوي لمواجهته ومكافحته. إن الأمن ليست مسؤولية جهة واحدة فقط، فالأمن مسؤوليتنا جميعاً، وإن السكوت أو التنديد أوالاستنكار ليس بكاف في هذا الوقت تحديداً، حيث يجب أن تكون هناك خطة استراتيجية واضحة لمكافحة التطرف والإرهاب، ويجب أن تلعب كل جهة دورها الكامل في هذه الاستراتيجية.
إن المتتبع لهؤلاء الخونة الإرهابيين يجد عملهم ممنهجاً واحترافياً يحتاج إلى خطط مكثفة لاجتثاثهم واجتثاث أي شخص تسول له نفسه العبث بأمن البحرين.
لن نقبل أن نرجع للمربع الأول، لن نسمح بأن نرجع للوراء، ولن نسمح بإيقاف عملية التقدم، وفي طور خطواتنا المتقدمة نحو مزيد من التطور سنسحق كل خائن سولت له نفسه العبث بأن البحرين الغالية، فإذا كان حبلكم السري الممتد من الخارج غذى عقولكم وقلوبكم حقداً وكرهاً لوطننا الغالي، فحبلنا السري الموصول من الداخل غذى عقولنا وقلوبنا بالوطنية.