في تبادل جدلي مثير استمتع الإعلاميون ومتابعيهم بمضغ معطياته كوجبات دسمة كل على حده، يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كل مناسبة مؤخراً على رفضه التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي، وتتوالى تصريحاته بشأن انتهاك إيران لروح الاتفاق النووي، معللاً قوله بأن إيران تعمل على تطوير أسلحة باليستية، يرافق ذلك كله هجمة «ترمبية» على إيران والدعوة لتجريمها تارة ومقاطعة دعمها اقتصادياً تارة، فضلاً عن التهديد بإعلان الحرب عليها في العراق ما لم تخرج قواتها من هناك.
وبينما كان من المتوقع أن يهز الحديث عن وقف الاتفاق النووي أركان إيران وسعيها الدؤوب للنأي بنفسها من العودة إلى دائرة المقاطعة والعقوبات الاقتصادية، وأن تعمل إيران على الدفاع عن نفسها بنفي التهمة الموجهة إليها، تأتي تصريحات القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بامتلاك طهران لصواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مشيراً إلى أن «هذا يكفي حالياً لأن أمريكا متواجدة ضمن هذه الأبعاد»، وأي تعرض لإيران سيتم الرد عليه بقوة. بل وفي تصريح آخر للحرس الثوري الإيراني نشرته وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، «إن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني سيتوسع وسيستمر بسرعة أكبر رداً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونهجه العدائي تجاه هذه المنظمة الثورية».
إن هذا الموقف العكسي الإيراني قد يكون مستغرباً في ظاهره لمن لا يعرف إيران، ولكن بالعودة للسياسات التي تنتهجها طهران سندرك تماماً أنها لجأت لنظرية حافة الهاوية، فأعلنت بمكابرة وعناد خرقها لروح الاتفاق وامتلاكها للصواريخ الباليستية، وكأنها تقول أنها غير مضطرة للالتفاف على الحقائق وتقولها صراحة، وكأنها دعوة للأمريكان لأن يأتوا بأقصى ما عندهم من عقوبات أو إجراءات إزاءها. وكأن إيران تعلم أو تحاول أن تخبر العالم أنها تعلم أن الولايات المتحدة لن تخوض حربها ضدها وهو ما يبرهنه تصريح جعفري أن «أمريكا تعلم عواقب الحرب مع إيران لذلك يعتمدون الحرب الناعمة والضغط الاقتصادي لتوجيه ضربة للنظام الإسلامي في إيران».
أسلوب كهذا يدفع بالطرفين لحافة الهاوية، ورغم أن طهران أحدهما إلا أنها لا تبالي بحكم خبرتها ونفسها الطويل، ولكنها تتوقع أن تدفع بالولايات المتحدة لحد الاختناق ثم يتوقف كل شيء في سبيل التقاط الولايات المتحدة أنفاسها. من هذا المنطق تتبنى إيران دائماً هذه النظرية لترهق خصومها وأعدائها فتزداد عناداً عند اشتداد الأزمة ومن ثم تتراجع في الوقت المناسب بما يخرجها من المأزق فتأمن العقوبة بعد الوصول إلى الهاوية. لكنها تؤكد في كل مرة أنها ليست البلد الذي يقبل الانصياع لحكم دولة أخرى أو هيمنتها، ولذلك هي دائمة التلويح والتهديد بإطلاق ميليشياتها كحزب الله والحوثيين.
* اختلاج النبض:
عادت حليمة لعادتها القديمة، تتذاكى إيران على العالم بسياسة حافة الهاوية وكأنه لم يختبر أسلوبها من قبل، وتحاول أن تمرر حيلتها البالية، فهل ستفلح في ممارسة لعبة مكشوفة؟
{{ article.visit_count }}
وبينما كان من المتوقع أن يهز الحديث عن وقف الاتفاق النووي أركان إيران وسعيها الدؤوب للنأي بنفسها من العودة إلى دائرة المقاطعة والعقوبات الاقتصادية، وأن تعمل إيران على الدفاع عن نفسها بنفي التهمة الموجهة إليها، تأتي تصريحات القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بامتلاك طهران لصواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مشيراً إلى أن «هذا يكفي حالياً لأن أمريكا متواجدة ضمن هذه الأبعاد»، وأي تعرض لإيران سيتم الرد عليه بقوة. بل وفي تصريح آخر للحرس الثوري الإيراني نشرته وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، «إن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني سيتوسع وسيستمر بسرعة أكبر رداً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونهجه العدائي تجاه هذه المنظمة الثورية».
إن هذا الموقف العكسي الإيراني قد يكون مستغرباً في ظاهره لمن لا يعرف إيران، ولكن بالعودة للسياسات التي تنتهجها طهران سندرك تماماً أنها لجأت لنظرية حافة الهاوية، فأعلنت بمكابرة وعناد خرقها لروح الاتفاق وامتلاكها للصواريخ الباليستية، وكأنها تقول أنها غير مضطرة للالتفاف على الحقائق وتقولها صراحة، وكأنها دعوة للأمريكان لأن يأتوا بأقصى ما عندهم من عقوبات أو إجراءات إزاءها. وكأن إيران تعلم أو تحاول أن تخبر العالم أنها تعلم أن الولايات المتحدة لن تخوض حربها ضدها وهو ما يبرهنه تصريح جعفري أن «أمريكا تعلم عواقب الحرب مع إيران لذلك يعتمدون الحرب الناعمة والضغط الاقتصادي لتوجيه ضربة للنظام الإسلامي في إيران».
أسلوب كهذا يدفع بالطرفين لحافة الهاوية، ورغم أن طهران أحدهما إلا أنها لا تبالي بحكم خبرتها ونفسها الطويل، ولكنها تتوقع أن تدفع بالولايات المتحدة لحد الاختناق ثم يتوقف كل شيء في سبيل التقاط الولايات المتحدة أنفاسها. من هذا المنطق تتبنى إيران دائماً هذه النظرية لترهق خصومها وأعدائها فتزداد عناداً عند اشتداد الأزمة ومن ثم تتراجع في الوقت المناسب بما يخرجها من المأزق فتأمن العقوبة بعد الوصول إلى الهاوية. لكنها تؤكد في كل مرة أنها ليست البلد الذي يقبل الانصياع لحكم دولة أخرى أو هيمنتها، ولذلك هي دائمة التلويح والتهديد بإطلاق ميليشياتها كحزب الله والحوثيين.
* اختلاج النبض:
عادت حليمة لعادتها القديمة، تتذاكى إيران على العالم بسياسة حافة الهاوية وكأنه لم يختبر أسلوبها من قبل، وتحاول أن تمرر حيلتها البالية، فهل ستفلح في ممارسة لعبة مكشوفة؟