من يدعونا للحوار مع قطر الآن يظن أن الشكوى منها بدأت من دول المقاطعة منذ لحظة الإعلان بقرار المقاطعة، أي قبل أربعة أشهر فقط، لذلك يرون أن قطر لم تعط فرصتها الكافية لتنفيذ المطالب، ولم تمنح الوساطات وقتاً أطول لتحقيق هدفها، إنما من يعرف الحقائق التاريخية خاصة تلك التي نشرتها البحرين في تقريرها الإعلامي يوم أمس الأول والذي تناول تاريخية الخلافات وبداياتها القديمة منذ ما قبل الخمسينات يدرك حجم التضحيات التي دفعتها البحرين ويدرك أن قطر لا تصغي لصوت العقل، بل كانت تستخف بالشكوى ولا تعبأ بالتبعات وكانت البحرين تضحي وتتنازل في كل مرة، من أجل بقاء الروابط السياسية في المجلس دون أن تتأثر من الخلافات الثنائية.
جميع قادة دول المجلس عاصروا العديد من محاولات الوساطات والحوارات المباشرة وغير المباشرة التي منحت كل الفرص الممكنة على مدى عقود زمنية داخل أروقة المجلس وقاعاته المغلقة، دون فائدة، جميع من كانوا خلف تلك الكواليس يتذكرون كيف حاول الجميع ثني قطر عن غيها و فشلوا أكثر من مرة، وكثير ما تعثرت وساطة أكثر من طرف، إنما هي المرة الأولى التي تضع الدول المقاطعة حقيقة الخلافات والوقائع التاريخية أمام الشعب الخليجي عبر الإعلام، وذلك لتضع الجميع أمام مسؤوليته علناً وأمام الشعوب الخليجية والمجتمع الدولي، لا بين جدران اجتماعات القمة المغلقة فحسب، هي المرة الأولى التي تفتح الدول الثلاث الخليجية البحرين والسعودية والإمارات ملفاتها التي كانت متداولة سراً.
مكالمات حمد بن خليفة والقذافي المسجلة عام 2010 عرضت في اجتماع للقمة على تميم واستمع لها وتصبب عرقاً، ولهذا أحرج وتعهد عام 2013 بوقف هذا المشروع، وحين لم ينفع التعهد تم سحب السفراء، مما اضطره إلى أن يوقع عام 2014 وبضمانة أمير الكويت عاد السفراء، ثم نقض عهده متعذراً أن التوقيع كان مع الملك عبدالله وقد مات عبدالله فهم في حل من عهدهم... هذا هو تاريخ قطر وتلك هي مآلات الحوار والوساطات المتكررة.
الفرق هذه المرة أنها المرة الأولى التي يطلع فيها المجتمع الخليجي على أفعال لقيادة إحدى الدول الأعضاء في مجلس التعاون، أقل ما يقال عنها أنها أفعال مخزية و لا تتسم أبداً مع ما عرف عن قيادات المنطقة الأربعة من اتزان في السلوك القيادي والسياسية الخارجية، وما هو معروف روابط أسرية وتاريخية تجمع الأسر الحاكمة، روابط حافظت على استمرار هذا المجلس وبقائه صامداً في حين تساقطت مجالس اتحادية غيرها.
أربعة أشهر من المحاولات الكويتية قادها أمير الكويت بكل صدق وحسن نية وأمل في إيجاد حل، أربعة أشهر لم تجد ولن تجد آذاناً صاغية لأنها ليست المرة الأولى، آخر مرة تعهد تميم وعلى ضمانة أمير الكويت أن تتوقف قطر عن مشروعها الهادف لإسقاط الشرعية في البحرين والسعودية والإمارات، ومنح سنتان كي يفي بوعده، لكنه لم (يحشم) ولم يحترم الكلمة التي وعدبها ولا الضامن الذي هو الأمير الوالد الشيخ صباح الأحمد الذي تحمل من أجله الكثير، لهذا اتخذت الدول الثلاث الإجراءات الأخيرة بمقاطعة قطر بعد عقود زمنية طويلة جربت فيها العديد من الوساطات والحوارات.
إنما حين وصلنا إلى عام 2011 وسقط على أرضنا قتلى وجرحى، وتم ضبط الخلايا والتنظيمات الإرهابية، وحيث تغولت إيران في المنطقة وأعدت جماعات إرهابية تدربهم وتسلحهم حاولوا قلب نظام الحكم وإسقاط الشرعية واختطفوا البلد لمدة شهر في البحرين وحاولوا خلق الفوضى في الإمارات والسعودية، وحين تم الكشف عن الدعم الذي قدمته قطر مادياً وإعلامياً حتى بعد تعهدها الأخير، هنا لم يعد للحوار نفع، وكان هناك إدراك أن قطر لن تستجيب للوساطة لأنها تعتقد أن مشروعها نجح وكل ما تحتاجه هو مزيد من الوقت لإكماله.
ومما يؤسف له أن قطر استغلت الوساطة لتكسب مزيداً من الوقت وتوغل في مشروعها، قبل بالوساطة وهي تعلم أنها لن تستجيبن ثم شجعت على طرح فكرة تأجيل القمة، لأنها تظن أن ستة أشهر كافية لإنعاش المشروع من جديد وثني دول المقاطعة عن قرارها.
لهذا قررت الدول الأربع مقاطعتها لأن الكلام معها لم يعد ينفع.
جميع قادة دول المجلس عاصروا العديد من محاولات الوساطات والحوارات المباشرة وغير المباشرة التي منحت كل الفرص الممكنة على مدى عقود زمنية داخل أروقة المجلس وقاعاته المغلقة، دون فائدة، جميع من كانوا خلف تلك الكواليس يتذكرون كيف حاول الجميع ثني قطر عن غيها و فشلوا أكثر من مرة، وكثير ما تعثرت وساطة أكثر من طرف، إنما هي المرة الأولى التي تضع الدول المقاطعة حقيقة الخلافات والوقائع التاريخية أمام الشعب الخليجي عبر الإعلام، وذلك لتضع الجميع أمام مسؤوليته علناً وأمام الشعوب الخليجية والمجتمع الدولي، لا بين جدران اجتماعات القمة المغلقة فحسب، هي المرة الأولى التي تفتح الدول الثلاث الخليجية البحرين والسعودية والإمارات ملفاتها التي كانت متداولة سراً.
مكالمات حمد بن خليفة والقذافي المسجلة عام 2010 عرضت في اجتماع للقمة على تميم واستمع لها وتصبب عرقاً، ولهذا أحرج وتعهد عام 2013 بوقف هذا المشروع، وحين لم ينفع التعهد تم سحب السفراء، مما اضطره إلى أن يوقع عام 2014 وبضمانة أمير الكويت عاد السفراء، ثم نقض عهده متعذراً أن التوقيع كان مع الملك عبدالله وقد مات عبدالله فهم في حل من عهدهم... هذا هو تاريخ قطر وتلك هي مآلات الحوار والوساطات المتكررة.
الفرق هذه المرة أنها المرة الأولى التي يطلع فيها المجتمع الخليجي على أفعال لقيادة إحدى الدول الأعضاء في مجلس التعاون، أقل ما يقال عنها أنها أفعال مخزية و لا تتسم أبداً مع ما عرف عن قيادات المنطقة الأربعة من اتزان في السلوك القيادي والسياسية الخارجية، وما هو معروف روابط أسرية وتاريخية تجمع الأسر الحاكمة، روابط حافظت على استمرار هذا المجلس وبقائه صامداً في حين تساقطت مجالس اتحادية غيرها.
أربعة أشهر من المحاولات الكويتية قادها أمير الكويت بكل صدق وحسن نية وأمل في إيجاد حل، أربعة أشهر لم تجد ولن تجد آذاناً صاغية لأنها ليست المرة الأولى، آخر مرة تعهد تميم وعلى ضمانة أمير الكويت أن تتوقف قطر عن مشروعها الهادف لإسقاط الشرعية في البحرين والسعودية والإمارات، ومنح سنتان كي يفي بوعده، لكنه لم (يحشم) ولم يحترم الكلمة التي وعدبها ولا الضامن الذي هو الأمير الوالد الشيخ صباح الأحمد الذي تحمل من أجله الكثير، لهذا اتخذت الدول الثلاث الإجراءات الأخيرة بمقاطعة قطر بعد عقود زمنية طويلة جربت فيها العديد من الوساطات والحوارات.
إنما حين وصلنا إلى عام 2011 وسقط على أرضنا قتلى وجرحى، وتم ضبط الخلايا والتنظيمات الإرهابية، وحيث تغولت إيران في المنطقة وأعدت جماعات إرهابية تدربهم وتسلحهم حاولوا قلب نظام الحكم وإسقاط الشرعية واختطفوا البلد لمدة شهر في البحرين وحاولوا خلق الفوضى في الإمارات والسعودية، وحين تم الكشف عن الدعم الذي قدمته قطر مادياً وإعلامياً حتى بعد تعهدها الأخير، هنا لم يعد للحوار نفع، وكان هناك إدراك أن قطر لن تستجيب للوساطة لأنها تعتقد أن مشروعها نجح وكل ما تحتاجه هو مزيد من الوقت لإكماله.
ومما يؤسف له أن قطر استغلت الوساطة لتكسب مزيداً من الوقت وتوغل في مشروعها، قبل بالوساطة وهي تعلم أنها لن تستجيبن ثم شجعت على طرح فكرة تأجيل القمة، لأنها تظن أن ستة أشهر كافية لإنعاش المشروع من جديد وثني دول المقاطعة عن قرارها.
لهذا قررت الدول الأربع مقاطعتها لأن الكلام معها لم يعد ينفع.