قبل أيام قليلة نشرت «الوطن» استطلاعاً في غاية الأهمية حول الازدحامات الخانقة التي يشهدها جسر الملك فهد للقادمين إلى مملكة البحرين، وجاء في الخبر الذي نشرته الصحيفة أنه: «شكت عائلات سعودية معاناتها الكبيرة جراء الازدحام الذي شهده جسر الملك فهد في الجانب البحريني صباح الجمعة الماضي ما أدى إلى تنفيرهم من زيارة البحرين، موضحين أن الازدحام تسبب في تعطيل مصالحهم، ومعربين عن استيائهم جراء تعطيل حركة المسافرين، ومعتبرين أن هذه المشكلة باتت تتكرر، الأمر الذي ينذر بتكبد البحرين خسائر سياحية واقتصادية كبيرة. كما عبروا عن امتعاضهم من الوقوف الطويل في جسر الملك فهد، مطالبين في الوقت نفسه بأهمية هذا التنسيق خاصة خلال الفترات التي تشهد زحاماً وخصوصاً في فترة الإجازات الرسمية. وسيطرت حالة من التذمر على آلاف المسافرين بسبب انتظارهم لأكثر من 3 ساعات في منفذ جسر الملك فهد الحدودي مع مملكة البحرين، حيث فوجئ المسافرون بالزحام الشديد. وأوضحوا أن الإسراع في إنشاء جسر الملك حمد الذي تم الإعلان عنه مؤخراً سيساهم في تخفيف حدة الازدحام».

من المؤكد أن الازدحام الشديد على جسر الملك فهد له عواقب وخيمة على حركة تنقل أبناء البلدين وكذلك على بقية مواطني مجلس التعاون وهو ما يثير حنق وغضب الكثير من مستخدمي الجسر، بل إن الكثير طالب بوضع حدٍّ لهذا الأمر ومحاسبة كل من يساهم في هذا التعطل المروري البشع للقادمين من المملكة العربية السعودية الشقيقة. وبهذا الخصوص نود أن نؤكد على أهمية أن تعالج القضية وفقاً لمعطيات واقعية وليس وفق انفعالات مجردة آنية، حتى لو كانت الانفعالات مشروعة ومنطقية.

بداية يجب أن نفتش عن مكامن الخلل فيما يخص هذا الأمر والذي يمكن حصره في الاحتمالات التالية، إما أن يكون الخلل من الموظفين أنفسهم بحيث بأنهم لا يعملون بجد وإخلاص وتفانٍ في عملهم، وإمَّا بسبب سوء إدارة الحركة الجمركية في أوقات العطل الرسمية خصوصاً حين لا تقوم الإدارة المعنية بفتح كل الشعب والنوافذ أمام مستخدمي الجسر مع علمها بالأعداد المهولة المتوقع زيارتها لمملكة البحرين، أو أن سبب هذا التأخير والازدحام المروري الكبير والمتكرر هو أن استيعاب الطاقة الفعلية لهذا العدد الضخم من المسافرين لا يتناسب وأعداد الموظفين والكبائن البسيطة المفتوحة أمامهم مما يشكل هذا الأمر معضلة كبيرة في وجه المسافرين، أو لعله -كما يقول البعض- أن الإجراءات الروتينية والأمنية منها على وجه التحديد هي من الأسباب التي ربما تؤخر حركة انسياب السيارات بشكل سلسل لأهمية وحساسية هذا الموضوع، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب بعض الإجراءات المشددة من الناحية الأمنية.

نحن وقبل الحكم على هذه الأزمة يجب معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذا المُشْكِل للوقوف على طبيعتها ووضع ما يناسبها من علاج. حين نؤكد على ضرورة البحث عن سبب المشكلة لا يعني أن نقف متفرجين في هذه المرحلة على ما يحدث هناك حتى نجد كامل الحل، بل يجب وضع حلول مؤقتة وفعَّالة خلال الفترة الحالية والقادمة حتى يتم وضع علاج نهائي لأزمة الاختناقات المرورية للقادمين من السعودية تحديداً، أما السكوت وتمرير ما يجري «كسحابة صيف» فهذا لا يليق، خصوصاً حين نتعامل مع منجم اقتصادي وسياحي كجسر الملك فهد كدكان صغير.