في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي عقد في الرياض في 25 أكتوبر الماضي، صرح ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن المملكة تعتزم القضاء على التطرف وإرجاع البلاد إلى الإسلام الوسطي الذي كان موجوداً في السبعينات ما قبل زمن الصحوة الذي تلا حرب جهيمان العتبي وحصار مكة في عام 1979. وقد أظهر الأمير إصراراً على القضاء على التطرف قائلاً «سندمرهم الآن وفوراً». ويجب الاعتراف بأن المملكة قامت بخطوات مهمة في هذا المجال منها السماح للسيدات بالقيادة. وهذا أمر لا يؤثر فقط إيجابياً على المجتمع ولكن أيضاً يضيف 90 مليار دولار إلى الناتج الوطني. ومحاربة التطرف مشروع متكامل لا يقتصر على الأمن والأمور العسكرية فأولاً وأخيراً التطرف هو فكر منحرف يترعرع في ظروف سياسية واقتصادية صعبة. ومحاربة التطرف تقتضي خلق فرص عمل للشباب، وتغيير المناهج الدراسية، وإجراء إصلاحات سياسية وإدارية واقتصادية.
واليوم التطرف الذي تشهده المنطقة يختلف عن تطرف بن لادن في التسعينات الذي كان عدوه هو الغرب. التطرف الذي نشهده اليوم هو تطرف تغذيه الطائفية. وإيران هي المستفيد الأول من التطرف لأنها تتذرع به حتى تصور نفسها هي حامي ومنقذ الشيعة في المنطقة. والتطرف يغذي التطرف، فالتطرف السني يغذي التطرف الشيعي، والعكس صحيح. فلولا تطرف المالكي وزمرته المسلحة لما استطاعت القاعدة أن تستنسخ نفسها بهيئة المسخ الذي اسمه «داعش». لذلك فالقضاء على التطرف يقتضي المصالحات السنية الشيعية. وعلى المراجع من كلا المذهبين أن تجتمع وتندد بالطائفية التي تنهش مجتمعاتنا وتبث الفرقة والشقاق الوطني. وهنا من المحبذ عقد مؤتمر وطني يجمع الأئمة من مختلف المذاهب. وبالرغم من أن المملكة قامت من قبل في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، برعاية حوار الأديان، وكان المؤتمر يضم مثقفين ومراجع عليا. المطلوب هو مؤتمر يجمع أئمة المساجد التي هي على اتصال مباشر مع الناس. وأهم شيء يجب الاتفاق عليه هو عدم استخدام الدين لأغراض سياسية. كما يجب ابتكار نشاطات تقرب بين الناس من مختلف الطوائف مثل تبادل الأئمة في المساجد. ويجب الإشادة بالحملات الإعلامية التي قامت بها المملكة والتي هدفها التوعية لمخاطر التطرف على المجتمع. وهنا يجب أن يعاد إطلاق حملات مماثلة ويجب التشديد على مخاطر الطائفية مثل مخاطر التطرف. ويجب التذكير بأن الأوطان لا تبنى على مذاهب وطوائف واختلافات تفرق الناس ولكن الأوطان تبنى على القيم التي تجمع الناس ويجب أن نتذكر المقولة الشهيرة «الدين لله والوطن للجميع».
{{ article.visit_count }}
واليوم التطرف الذي تشهده المنطقة يختلف عن تطرف بن لادن في التسعينات الذي كان عدوه هو الغرب. التطرف الذي نشهده اليوم هو تطرف تغذيه الطائفية. وإيران هي المستفيد الأول من التطرف لأنها تتذرع به حتى تصور نفسها هي حامي ومنقذ الشيعة في المنطقة. والتطرف يغذي التطرف، فالتطرف السني يغذي التطرف الشيعي، والعكس صحيح. فلولا تطرف المالكي وزمرته المسلحة لما استطاعت القاعدة أن تستنسخ نفسها بهيئة المسخ الذي اسمه «داعش». لذلك فالقضاء على التطرف يقتضي المصالحات السنية الشيعية. وعلى المراجع من كلا المذهبين أن تجتمع وتندد بالطائفية التي تنهش مجتمعاتنا وتبث الفرقة والشقاق الوطني. وهنا من المحبذ عقد مؤتمر وطني يجمع الأئمة من مختلف المذاهب. وبالرغم من أن المملكة قامت من قبل في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، برعاية حوار الأديان، وكان المؤتمر يضم مثقفين ومراجع عليا. المطلوب هو مؤتمر يجمع أئمة المساجد التي هي على اتصال مباشر مع الناس. وأهم شيء يجب الاتفاق عليه هو عدم استخدام الدين لأغراض سياسية. كما يجب ابتكار نشاطات تقرب بين الناس من مختلف الطوائف مثل تبادل الأئمة في المساجد. ويجب الإشادة بالحملات الإعلامية التي قامت بها المملكة والتي هدفها التوعية لمخاطر التطرف على المجتمع. وهنا يجب أن يعاد إطلاق حملات مماثلة ويجب التشديد على مخاطر الطائفية مثل مخاطر التطرف. ويجب التذكير بأن الأوطان لا تبنى على مذاهب وطوائف واختلافات تفرق الناس ولكن الأوطان تبنى على القيم التي تجمع الناس ويجب أن نتذكر المقولة الشهيرة «الدين لله والوطن للجميع».