في مرحلة تعالت فيها أصوات تلمح حيناً وتصرح حيناً آخر بانهيار مجلس التعاون الخليجي بعد 37 سنة من العطاء والتعاون، جاء ملتقى أبوظبي الاستراتيجي مؤكداً على صلابة المجلس في طرح نخبوي ثري لافت يؤكد على أن الخليج العربي ما زال كياناً واحد، وما زالت هنالك أصوات تنادي باتحاده بل وتقدم المقترحات والتوصيات تباعاً من قبل مواطنيه بهذا الشأن، جاء هذا كصوت الأمل وبصيص النور وسط ظلام طغى صراخ أشباحه، لينبئ بأن المركب الخليجي لم «يطبع» بعد، وأن فرص أن تكمل السفينة المسير لترسو على ضفاف آمنة ما زالت سانحة وبقوة.
في هذا السياق لفتني المزاج الوحدوي الخليجي لدى أغلب المتحدثين الخليجيين بالملتقى، ومن بينهم د. عبدالخالق عبدالله، الذي ركز على الاتحاد في مجال الأمن بقوله إن «الأمن الخليجي كان كالسراب كلما اقتربنا منه شبراً ابتعد عنا متراً، ويبدو أننا سنضطر لمزيد من البحث عن أمن لم نستطع تحقيقه حتى الآن»، وهو الطرح الذي شاطره فيه د. عايد المناع الذي أشار بدوره لأهمية أن نبني قوتنا الذاتية أمنياً منوهاً إلى أننا نملك الإمكانيات، وأننا أصدقاء للعالم الأمر الذي يمكن استثماره في التقنية بدلاً من الحماية الأمنية.
ورغم اتفاقي مع أهمية أن تبني الدول الخليجية قوتها الدفاعية ذاتياً، كخصمها الإيراني، وإن تمت الاستعانة بالخارج في بعض الجوانب التقنية، وهو أمر أشرت إليه في وقت سابق في مقال حول الصناعات العسكرية الخليجية، إلا أن الحديث عن الوحدة العسكرية لفتني الحديث عنها من قبل د. ظافر العجمي الذي علق على ما طرح في الملتقى في تغريدة له على تويتر –وهو المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج وعقيد ركن طيران متقاعد من القوات الجوية الكويتية- أن الحديث عن قصور التعاون العسكري الخليجي يعود لكون العمل العسكري محاط بالسرية، والصحيح أن التعاون العسكري هو جوهرة التاج في التعاون الخليجي بتوحيد الاستراتيجية والعقيدة القتالية والربط في نظام CI3 «الاتصال والقيادة والسيطرة والاستخبار» بل وقواعد الاشتباك.
ما أود التركيز عليه في هذا الإطار أمرين، الأول أن الإعلام الخليجي مقصر في تسليط الضوء على كثير من المشتركات وجوانب الوحدة في الخليج العربي كالاتحاد الجمركي والمساعي الحثيثة نحو الاتحاد الاقتصادي، والحد الأدنى من الحديث عن الاتحاد العسكري والأمني ما أمكن وفي ضوء المسموح، ولربما حديثي عن الإعلام الخليجي لن ينتهي هنا وسأتناوله في مقالات قادمة أخرى أيضاً. الأمر الآخر أن عدم العلم بالشيء لا يعني أنه غير موجود، وهي مسألة يجب التركيز عليها عندما نعمل على محاولة تقييم التجربة الخليجية مع تجارب أخرى انقضت أو مازالت معاصرة.
* اختلاج النبض:
الخليج كان ومازال متحداً اجتماعياً وثقافياً، تدفع نحو اتحاده وبقائه الشعوب بقوة متزايدة كلما كبرت التحديات وقست، ويظل الخليج متعاوناً ومتوحداً على عدد من الأصعدة، أولها العسكري والأمني، وصولاً إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة ولم الشمل من جديد نحو الاتحاد بصورة أو أخرى.
{{ article.visit_count }}
في هذا السياق لفتني المزاج الوحدوي الخليجي لدى أغلب المتحدثين الخليجيين بالملتقى، ومن بينهم د. عبدالخالق عبدالله، الذي ركز على الاتحاد في مجال الأمن بقوله إن «الأمن الخليجي كان كالسراب كلما اقتربنا منه شبراً ابتعد عنا متراً، ويبدو أننا سنضطر لمزيد من البحث عن أمن لم نستطع تحقيقه حتى الآن»، وهو الطرح الذي شاطره فيه د. عايد المناع الذي أشار بدوره لأهمية أن نبني قوتنا الذاتية أمنياً منوهاً إلى أننا نملك الإمكانيات، وأننا أصدقاء للعالم الأمر الذي يمكن استثماره في التقنية بدلاً من الحماية الأمنية.
ورغم اتفاقي مع أهمية أن تبني الدول الخليجية قوتها الدفاعية ذاتياً، كخصمها الإيراني، وإن تمت الاستعانة بالخارج في بعض الجوانب التقنية، وهو أمر أشرت إليه في وقت سابق في مقال حول الصناعات العسكرية الخليجية، إلا أن الحديث عن الوحدة العسكرية لفتني الحديث عنها من قبل د. ظافر العجمي الذي علق على ما طرح في الملتقى في تغريدة له على تويتر –وهو المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج وعقيد ركن طيران متقاعد من القوات الجوية الكويتية- أن الحديث عن قصور التعاون العسكري الخليجي يعود لكون العمل العسكري محاط بالسرية، والصحيح أن التعاون العسكري هو جوهرة التاج في التعاون الخليجي بتوحيد الاستراتيجية والعقيدة القتالية والربط في نظام CI3 «الاتصال والقيادة والسيطرة والاستخبار» بل وقواعد الاشتباك.
ما أود التركيز عليه في هذا الإطار أمرين، الأول أن الإعلام الخليجي مقصر في تسليط الضوء على كثير من المشتركات وجوانب الوحدة في الخليج العربي كالاتحاد الجمركي والمساعي الحثيثة نحو الاتحاد الاقتصادي، والحد الأدنى من الحديث عن الاتحاد العسكري والأمني ما أمكن وفي ضوء المسموح، ولربما حديثي عن الإعلام الخليجي لن ينتهي هنا وسأتناوله في مقالات قادمة أخرى أيضاً. الأمر الآخر أن عدم العلم بالشيء لا يعني أنه غير موجود، وهي مسألة يجب التركيز عليها عندما نعمل على محاولة تقييم التجربة الخليجية مع تجارب أخرى انقضت أو مازالت معاصرة.
* اختلاج النبض:
الخليج كان ومازال متحداً اجتماعياً وثقافياً، تدفع نحو اتحاده وبقائه الشعوب بقوة متزايدة كلما كبرت التحديات وقست، ويظل الخليج متعاوناً ومتوحداً على عدد من الأصعدة، أولها العسكري والأمني، وصولاً إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة ولم الشمل من جديد نحو الاتحاد بصورة أو أخرى.