فوضى عارمة، دمار شامل، حمام دم، اضطرابات وتهديدات، صراعات وحروب، اتحاد وانقسام.. كلها حالات وظروف ليست بجديدة ولا طارئة على المنطقة العربية، فقد مر على تاريخها القديم وكذلك الحديث الكثير منها، وها نحن ذا في إعادة أخرى للتاريخ، نتورط جميعاً في حروب أهلية لم نعد نذكر كيف بدأت وكيف أشعل فتيلها ولا كيف تأزمت واقتيدت إلى ما آلت إليه في الوقت الراهن، وقد جاء الزمان الذي لم يعد يدري فيه القاتل فيما قتل وكذلك المقتول، والحق كلمة فضفاضة بات يراها كل طرف من زاويته أو منظوره الضيق، حتى التبست الأمور وضاعت الحقوق بما فيها الأرواح والدماء.
إن العودة إلى التاريخ، وكيف كان تقسيم المنطقة العربية باتفاقية «سايكس بيكو» في أعقاب الحرب العالمية الأولى، يجرنا إلى فهم أعمق إلى ما تلا ذلك التقسيم من صراعات تكمن فترة وتستيقظ فترة أخرى حتى يومنا هذا، وبذرائع مختلفة حدودية وعرقية ودينية وطائفية وغيرها، لعل آخرها الدعوة لانفصال جنوب اليمن وكردستان العراق، كما أن البحث في الصراعات العربية العربية أو الصراعات الأهلية العربية يستلزم علينا الوقوف ملياً على حقيقة الدور المؤزم والمؤجج للتدخلات الأجنبية، ولعل الأزمة في سوريا والعراق وقبلها السودان وليبيا وغيرهم كثير خير شاهد على ذلك.
في هذا السياق، هل يمكن البحث عن الأزمة الخليجية ومحاولة فهمها وفق ذلك الإطار التاريخي الذي وقعت المنطقة برمتها تحت سطوته واكتوت بنيرانه لعقود طويلة؟!! والبحث في جذور إشعال الفتيل لمرحلة تسبق «الربيع العربي» بعقدين من الزمن تقريباً، وكيف تم استخدام دولاً خليجية للتغريد خارج سرب المجلس، ومن ثم توجيه أصابع الاتهام لها عبر وثائق وأدلة وبراهين من مصادر أجنبية تظهر في وقت بات فيه التحالف العربي يحقق نجاحاته في اليمن ويوشك على استعادة رباطة جأش الاستقرار الأمني للخليج، فضلاً عن صعود القوة الناعمة الخليجية على ميادين شتى وبمستوى عالمي بات يرعب الدول الكبرى ويعطل مصالحها إذا ما تقاربت الدول الست نحو الاتحاد، بينما ما زال النظام المعمول به خليجياً في العلاقات الدولية علاقات ثنائية مباشرة، ما يعني أنه حان الوقت المناسب للاستفادة من الاستثمار في بلد اقتيد للتحليق بعيداً، بكشف خرائط مساراته وخروجه عن المسارات الخليجية المرسومة سلفاً على سبيل الفتنة والفرقة.
اختلاج النبض:
إذا كان الخليج العربي مستهدف كبقية الدول العربية في المنطقة، والقوى الأجنبية تدير لعبة محكمة بإتقان، فهل من مصلحتنا الاستمرار باللعبة والخوض في مزيد من الصراعات أم إعادة النظر في الوحدة العربية ولَم الشمل والعمل على توعية الأنظمة والشعوب العربية لحقيقة اللعبة نحو إرساء دعائم الاستقرار؟! باعتقادي.. من هنا تنطلق مسؤولية الخليج باستخدام التوعية قوة ناعمة جديدة.
إن العودة إلى التاريخ، وكيف كان تقسيم المنطقة العربية باتفاقية «سايكس بيكو» في أعقاب الحرب العالمية الأولى، يجرنا إلى فهم أعمق إلى ما تلا ذلك التقسيم من صراعات تكمن فترة وتستيقظ فترة أخرى حتى يومنا هذا، وبذرائع مختلفة حدودية وعرقية ودينية وطائفية وغيرها، لعل آخرها الدعوة لانفصال جنوب اليمن وكردستان العراق، كما أن البحث في الصراعات العربية العربية أو الصراعات الأهلية العربية يستلزم علينا الوقوف ملياً على حقيقة الدور المؤزم والمؤجج للتدخلات الأجنبية، ولعل الأزمة في سوريا والعراق وقبلها السودان وليبيا وغيرهم كثير خير شاهد على ذلك.
في هذا السياق، هل يمكن البحث عن الأزمة الخليجية ومحاولة فهمها وفق ذلك الإطار التاريخي الذي وقعت المنطقة برمتها تحت سطوته واكتوت بنيرانه لعقود طويلة؟!! والبحث في جذور إشعال الفتيل لمرحلة تسبق «الربيع العربي» بعقدين من الزمن تقريباً، وكيف تم استخدام دولاً خليجية للتغريد خارج سرب المجلس، ومن ثم توجيه أصابع الاتهام لها عبر وثائق وأدلة وبراهين من مصادر أجنبية تظهر في وقت بات فيه التحالف العربي يحقق نجاحاته في اليمن ويوشك على استعادة رباطة جأش الاستقرار الأمني للخليج، فضلاً عن صعود القوة الناعمة الخليجية على ميادين شتى وبمستوى عالمي بات يرعب الدول الكبرى ويعطل مصالحها إذا ما تقاربت الدول الست نحو الاتحاد، بينما ما زال النظام المعمول به خليجياً في العلاقات الدولية علاقات ثنائية مباشرة، ما يعني أنه حان الوقت المناسب للاستفادة من الاستثمار في بلد اقتيد للتحليق بعيداً، بكشف خرائط مساراته وخروجه عن المسارات الخليجية المرسومة سلفاً على سبيل الفتنة والفرقة.
اختلاج النبض:
إذا كان الخليج العربي مستهدف كبقية الدول العربية في المنطقة، والقوى الأجنبية تدير لعبة محكمة بإتقان، فهل من مصلحتنا الاستمرار باللعبة والخوض في مزيد من الصراعات أم إعادة النظر في الوحدة العربية ولَم الشمل والعمل على توعية الأنظمة والشعوب العربية لحقيقة اللعبة نحو إرساء دعائم الاستقرار؟! باعتقادي.. من هنا تنطلق مسؤولية الخليج باستخدام التوعية قوة ناعمة جديدة.