هل هناك ألم في وطنك؟! هل هناك مشاكل لا تنتهي؟! هل هناك هموم؟!
الإجابة بالقطع نعم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل هذه الأمور تبرر للبعض عدم اكتراثهم بالوطن، وعدم التمثل بدور وطني حينما هم يستطيعون ذلك؟!
الوطنية يا سادة تسمو فوق كل شيء، تسمو فوق الألم، وفوق الهموم، وفوق المعاناة، وفوق كل شيء مادي وشخصي، الوطنية مرتبطة بتراب وطن إن ضاع فلن يعود أبداً.
لنا في بلدان عديدة أمثلة، ولنا في حضارات سادت ثم بادت خير برهان، من لا يحافظ على وطنه، من لا يذود عنه، من يتقاعس، ومن يجعل نفسه قبل بلاده، هو من سيبكي ألماً حينما يضيع الوطن.
كلمات رائعة غناها المطرب الكبير لطفي بوشناق، يقول فيها: «خذوا المناصب وخذوا المكاسب، لكن خلو لي الوطن»، ودمعت عيناه بعدها.
ليست القضية هنا بإباحة أي نوع من أنواع الفساد الذي يتعدى على المال العام والجوانب الإدارية، بل الفكرة أعمق وأسمى من ذلك بكثير.
أعود وأكرر وأقولها للمرة المليون: إن ذهب الوطن، ما الذي يبقى لنا بعده؟!
خذوا العبرة من دول حولنا، من بلدان عاشت شعوبها فترات زاهية، وإن كانت من آلام وهموم، لكن الأهم أن الوطن كان هناك، أن التراب موجود بقدسيته واستقلاليته، وحينما ضاع كل ذلك ضاع الوطن.
كم من لبناني ولد وعاش وكبر على تراب لبنان الجميل، هو اليوم يعتصر قلبه ألماً على بلده حين هاجرها، وسافر كما الغريب يبحث عن معيشة كريمة؟! نعم قد يكون توفق من الله وحظي بذلك، لكن تبقى في القلب غصة، وطني، أين أنت يا موطني، يا ترابي الذي منه بعثت؟!
انظروا للعراق وأهله كيف بات حالهم، انظروا لسوريا وشعبها الذي يقتل بدم بارد، وملايينه الذين هجرت، وكثير منها كان يعيش معززاً مكرماً، أقلها مستوراً تحت سقف بيت يؤيه، ويملك وظيفة توفر له مطعمه وأهله، كيف باتوا مهاجرين يعيشون على كرم الخير وصداقتهم ومساعداتهم.
هنا يدرك الشخص قيمة الوطن، يدركه حين يفقده، حين يتذكر سنواته وأيامه ودقائقه، كيف كان يسير في هذا الزقاق، وكيف تختزن تلك الزوايا ذكريات طفولته، كيف كان يعبر تلك الممرات متجهاً لعمله، وكيف كان يقف عند ناصية الشارع مواجهاً مدارس أبنائه ليستقبلهم. أين أنت يا وطني؟!
لا يوجد إنسان يملك ضميراً حياً، يملك ذرة إنسانية لا يتأثر حينما يرى معاناة «عزيز قوم ذل»، ألم أناس كانوا تحت سماء وفوق تراب وطن ينتمون له، وكرامتهم تسمو بكرامته وسيادته واستقلاليته.
فقط تمعنوا فيها، أبعد الوطن يبقى لنا شيء؟! أبعد ضياع أمنه واستقراره، هل يمكن لنا أن نعيش ذات الأيام التي اعتدنا عليها؟!
إلا الأمن، إلا السيادة، إلا الوطن. من لا تحركه غيرته تجاه وطنه فلا خير فيه، من يقبل بأن يراه مستهدفاً ويظل قابعاً مكانه لا يتحرك ولا ينبس بحرف، ولا يكترث، فلا خير فيه.
ألم نقلها وكنا ومازلنا نتفاخر بها «لا خير في من صانته أرضه وهو ما صانها»؟!
فما بال أناس يرون البحرين يسعى لنهش لحمها الضباع والخونة، ويظل ساكتا ساكنا، لا تتحرك فيه شعرة غيرة أو وطنية؟!
إن ذهب الوطن، فلا شيء يعيده، إذ كلنا ذاهبون معه.
حفظ الله البحرين، وأبقاها خالدة بسلام وخير أبديين.
الإجابة بالقطع نعم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل هذه الأمور تبرر للبعض عدم اكتراثهم بالوطن، وعدم التمثل بدور وطني حينما هم يستطيعون ذلك؟!
الوطنية يا سادة تسمو فوق كل شيء، تسمو فوق الألم، وفوق الهموم، وفوق المعاناة، وفوق كل شيء مادي وشخصي، الوطنية مرتبطة بتراب وطن إن ضاع فلن يعود أبداً.
لنا في بلدان عديدة أمثلة، ولنا في حضارات سادت ثم بادت خير برهان، من لا يحافظ على وطنه، من لا يذود عنه، من يتقاعس، ومن يجعل نفسه قبل بلاده، هو من سيبكي ألماً حينما يضيع الوطن.
كلمات رائعة غناها المطرب الكبير لطفي بوشناق، يقول فيها: «خذوا المناصب وخذوا المكاسب، لكن خلو لي الوطن»، ودمعت عيناه بعدها.
ليست القضية هنا بإباحة أي نوع من أنواع الفساد الذي يتعدى على المال العام والجوانب الإدارية، بل الفكرة أعمق وأسمى من ذلك بكثير.
أعود وأكرر وأقولها للمرة المليون: إن ذهب الوطن، ما الذي يبقى لنا بعده؟!
خذوا العبرة من دول حولنا، من بلدان عاشت شعوبها فترات زاهية، وإن كانت من آلام وهموم، لكن الأهم أن الوطن كان هناك، أن التراب موجود بقدسيته واستقلاليته، وحينما ضاع كل ذلك ضاع الوطن.
كم من لبناني ولد وعاش وكبر على تراب لبنان الجميل، هو اليوم يعتصر قلبه ألماً على بلده حين هاجرها، وسافر كما الغريب يبحث عن معيشة كريمة؟! نعم قد يكون توفق من الله وحظي بذلك، لكن تبقى في القلب غصة، وطني، أين أنت يا موطني، يا ترابي الذي منه بعثت؟!
انظروا للعراق وأهله كيف بات حالهم، انظروا لسوريا وشعبها الذي يقتل بدم بارد، وملايينه الذين هجرت، وكثير منها كان يعيش معززاً مكرماً، أقلها مستوراً تحت سقف بيت يؤيه، ويملك وظيفة توفر له مطعمه وأهله، كيف باتوا مهاجرين يعيشون على كرم الخير وصداقتهم ومساعداتهم.
هنا يدرك الشخص قيمة الوطن، يدركه حين يفقده، حين يتذكر سنواته وأيامه ودقائقه، كيف كان يسير في هذا الزقاق، وكيف تختزن تلك الزوايا ذكريات طفولته، كيف كان يعبر تلك الممرات متجهاً لعمله، وكيف كان يقف عند ناصية الشارع مواجهاً مدارس أبنائه ليستقبلهم. أين أنت يا وطني؟!
لا يوجد إنسان يملك ضميراً حياً، يملك ذرة إنسانية لا يتأثر حينما يرى معاناة «عزيز قوم ذل»، ألم أناس كانوا تحت سماء وفوق تراب وطن ينتمون له، وكرامتهم تسمو بكرامته وسيادته واستقلاليته.
فقط تمعنوا فيها، أبعد الوطن يبقى لنا شيء؟! أبعد ضياع أمنه واستقراره، هل يمكن لنا أن نعيش ذات الأيام التي اعتدنا عليها؟!
إلا الأمن، إلا السيادة، إلا الوطن. من لا تحركه غيرته تجاه وطنه فلا خير فيه، من يقبل بأن يراه مستهدفاً ويظل قابعاً مكانه لا يتحرك ولا ينبس بحرف، ولا يكترث، فلا خير فيه.
ألم نقلها وكنا ومازلنا نتفاخر بها «لا خير في من صانته أرضه وهو ما صانها»؟!
فما بال أناس يرون البحرين يسعى لنهش لحمها الضباع والخونة، ويظل ساكتا ساكنا، لا تتحرك فيه شعرة غيرة أو وطنية؟!
إن ذهب الوطن، فلا شيء يعيده، إذ كلنا ذاهبون معه.
حفظ الله البحرين، وأبقاها خالدة بسلام وخير أبديين.