أخي ولا تعجب حين ترى الأشقاء والإخوان يديرون وجوههم لحقك في الدفاع عن أمنك، وحين ترى المواقف تصدف ضدك، وترى الطعنة من الخلف من أشقاء، وترى الخداع وترى المنطق المعوج الهزيل الضعيف والمبرر لعدم الوقوف معك، فقد عشت مثل هذا الوضع مرتين في أعمارنا الطويلة، الأولى في حشد التأييد لتحرير الكويت عام 1990 والمرة الثانية في حشد التأييد لموقف البحرين في مواجهة الإرهاب الإيراني عام 2011.
أثناء تحرك دول الخليج لحشد التأييد لتحرير الكويت وسؤال الأشقاء العرب عمن سيكون معنا في التحالف الدولي للتحرير؟ رأينا منطقاً لا يستقيم مع الحق مع العدل مع المنطق مع العقل، سمعنا تبريرات للتأخر عن نصرة الحق تقضي على البقية الباقية من العقل.
كنا نقول لأشقائنا العرب المعارضين لتشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت إن هناك دولة عربية اختفت من على الخارطة كيف تقبلون بذلك؟ يردون لا نقبل أن تضرب العراق، نقول طيب دعوا النظام العراقي يخرج من الكويت، قالوا انتظروا سنقنعه بالحوار، وإلى متى؟ لا نعلم! وماذا يفعل شعب مشرد مهجر هرب من جحيم الدبابات والطائرات ودخل عليهم العراقيون في بيوتهم، يأتي الجواب نحن لا نقبل بوجود قوات أجنبية في أرض الحرمين، أو أن ضرب العراق تآمر عليه، أنت تتحدث في وادٍ ويأتيك الرد في وادٍ آخر يهيم فيه أصحابه.
لم تكن أرواحنا تتململ فقط من أجسادنا، أنفسنا كانت تختنق لا لأننا خليجيون، بل كنا نتصرف ونتحرك ونفكر على أننا كويتيون، هكذا كان الخليج العربي، كان الكويتي يتساءل مثلك أخي السعودي، كان يقول أيادينا البيضاء تمتد إلى كل الدول العربية، الكويت كانت ومازالت تطعم أخاها قبل أن تطعم نفسها وأهلها، هي من أكثر الدول تبرعاً لأشقائها العرب ولذلك كان شعور الطعنة مؤلماً حين يسمعون من عرب الشمال عبارة (اللي ما بيطعمي اخواته هيك بصيرلوا).
وقفت دول عربية لا نريد أن نذكرها الآن ضد قرار التحالف الدولي بتحرير الكويت، وقف زعماء عرب كان للشيخ سعد العبدالله أفضال عليهم أنقذ حياتهم، وحين احتاجتهم الكويت وقفوا ضدها.
وقفت تيارات كالقوميين وبعض اليسار والإخوان المسلمين ضد التحالف الدولي لتحرير الكويت رغم تلك التيارات ما وجدت حضناً كالكويت يضمها، لم يذكر أي منهم ألم الشعب الكويتي ومعاناته كل همهم كان ألا تتأثر العراق، أيام عصيبة من الجدل ومن الشجار ومن الصراع، حسمته السعودية حين قال الملك فهد رحمة الله عليه «يا نموت سوا يا نعيش سوا».
عشت هذا النوع من الجدل والحوار السفسطائي مرة أخرى في فبراير 2011 حين لم يسمع لأنينا في البحرين الكثير من أشقائنا العرب وهم في فورة الربيع العربي كنا نجوب الشمال الأفريقي مصر وهم تحت حكم الإخوان تونس المغرب، ودول أوروبية بريطانيا، أمريكا، نحاول إقناعهم بأن ما يحدث عندنا ليس مطالب حقوقية لم يكن أحد يسمعنا، كان الإعلام الغربي كله ضدنا، تحركت وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات كلها ضدنا، منطق أعوج وغياب للحجة وقصور في العدل والإنصاف، نقول لهم ما يحدث لإيران يد فيه، يقولون أنتم مرتزقة، نقول لهم هناك عنف هناك إرهاب هناك قتل لرجال الأمن، يقولون إن المحتجين مسالمون يحملون الورود، كنا كما يقول المثل نؤذن في خرابة، وحينها تذكرت الجدل حول تحرير الكويت، إذ طال الزمن أم قصر فإن الباطل كان زهوقاً، فهدأت نفسي.
تحررت الكويت وانتصرت البحرين على الإرهاب، وضاع صوت الباطل واضمحل واختفى، وهكذا سيكون حال كل من يقف ضد الحق السعودي في الدفاع عن أرضه، لا يغرنكم صوت المعترض وضوضاء المحتج، لا يحزنكم صوت الجاحد صوت الناكر للمعروف فذلك صوت مألوف سمعناه من قبل، صوت حباله قصيرة زهوقة وإن علت أوتارها، تذكر أنك من بلد دعا له الخليل «رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات».
{{ article.visit_count }}
أثناء تحرك دول الخليج لحشد التأييد لتحرير الكويت وسؤال الأشقاء العرب عمن سيكون معنا في التحالف الدولي للتحرير؟ رأينا منطقاً لا يستقيم مع الحق مع العدل مع المنطق مع العقل، سمعنا تبريرات للتأخر عن نصرة الحق تقضي على البقية الباقية من العقل.
كنا نقول لأشقائنا العرب المعارضين لتشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت إن هناك دولة عربية اختفت من على الخارطة كيف تقبلون بذلك؟ يردون لا نقبل أن تضرب العراق، نقول طيب دعوا النظام العراقي يخرج من الكويت، قالوا انتظروا سنقنعه بالحوار، وإلى متى؟ لا نعلم! وماذا يفعل شعب مشرد مهجر هرب من جحيم الدبابات والطائرات ودخل عليهم العراقيون في بيوتهم، يأتي الجواب نحن لا نقبل بوجود قوات أجنبية في أرض الحرمين، أو أن ضرب العراق تآمر عليه، أنت تتحدث في وادٍ ويأتيك الرد في وادٍ آخر يهيم فيه أصحابه.
لم تكن أرواحنا تتململ فقط من أجسادنا، أنفسنا كانت تختنق لا لأننا خليجيون، بل كنا نتصرف ونتحرك ونفكر على أننا كويتيون، هكذا كان الخليج العربي، كان الكويتي يتساءل مثلك أخي السعودي، كان يقول أيادينا البيضاء تمتد إلى كل الدول العربية، الكويت كانت ومازالت تطعم أخاها قبل أن تطعم نفسها وأهلها، هي من أكثر الدول تبرعاً لأشقائها العرب ولذلك كان شعور الطعنة مؤلماً حين يسمعون من عرب الشمال عبارة (اللي ما بيطعمي اخواته هيك بصيرلوا).
وقفت دول عربية لا نريد أن نذكرها الآن ضد قرار التحالف الدولي بتحرير الكويت، وقف زعماء عرب كان للشيخ سعد العبدالله أفضال عليهم أنقذ حياتهم، وحين احتاجتهم الكويت وقفوا ضدها.
وقفت تيارات كالقوميين وبعض اليسار والإخوان المسلمين ضد التحالف الدولي لتحرير الكويت رغم تلك التيارات ما وجدت حضناً كالكويت يضمها، لم يذكر أي منهم ألم الشعب الكويتي ومعاناته كل همهم كان ألا تتأثر العراق، أيام عصيبة من الجدل ومن الشجار ومن الصراع، حسمته السعودية حين قال الملك فهد رحمة الله عليه «يا نموت سوا يا نعيش سوا».
عشت هذا النوع من الجدل والحوار السفسطائي مرة أخرى في فبراير 2011 حين لم يسمع لأنينا في البحرين الكثير من أشقائنا العرب وهم في فورة الربيع العربي كنا نجوب الشمال الأفريقي مصر وهم تحت حكم الإخوان تونس المغرب، ودول أوروبية بريطانيا، أمريكا، نحاول إقناعهم بأن ما يحدث عندنا ليس مطالب حقوقية لم يكن أحد يسمعنا، كان الإعلام الغربي كله ضدنا، تحركت وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات كلها ضدنا، منطق أعوج وغياب للحجة وقصور في العدل والإنصاف، نقول لهم ما يحدث لإيران يد فيه، يقولون أنتم مرتزقة، نقول لهم هناك عنف هناك إرهاب هناك قتل لرجال الأمن، يقولون إن المحتجين مسالمون يحملون الورود، كنا كما يقول المثل نؤذن في خرابة، وحينها تذكرت الجدل حول تحرير الكويت، إذ طال الزمن أم قصر فإن الباطل كان زهوقاً، فهدأت نفسي.
تحررت الكويت وانتصرت البحرين على الإرهاب، وضاع صوت الباطل واضمحل واختفى، وهكذا سيكون حال كل من يقف ضد الحق السعودي في الدفاع عن أرضه، لا يغرنكم صوت المعترض وضوضاء المحتج، لا يحزنكم صوت الجاحد صوت الناكر للمعروف فذلك صوت مألوف سمعناه من قبل، صوت حباله قصيرة زهوقة وإن علت أوتارها، تذكر أنك من بلد دعا له الخليل «رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات».