تعترينا كثير من الأزمات في حياتنا، فنجزع ونندب حظنا، ونتساءل ما تلك اللعنة التي تطاردنا لتلحق بنا الكوارث والضوائق واحدة تلو الأخرى، وقليل ما نتعامل مع تلك العوارض باطمئنان مطلق بأن «هذا الوقت سيمضي» وأن الأمر إلى انقضاء. يحيط بنا كثيرون نتوسم منهم الدعم أو المساعدة في إخراجنا من تلك الأزمة فـ«يفزع لنا» بعضهم القليل ويتملص من تلك المهمة أغلبهم وربما جميعهم، وثمة من يكتفي بعبارات فضفاضة مسبوكة وجاهزة مثل قوله «ربّ ضارة نافعة»، أو «لعلها خيرة» فنتململ ونستاء لأن الأفق لا يلوح بأي تباشير أو منفعة قادمة ولو من بعيد. إن ظلاماً دامساً يحل على بعض أيامنا حتى نكاد ننسى النور، وحتى تتسع حدقات أعيننا علّها تبصر أو تتبصر نوراً ولو من ثقب إبرة متناهية في الصغر ولكنها أيضاً لا تجد.
هذه طبيعة البشر، يفزعون ويجزعون أمام كل عارض، لا سيما وإن تلاحقت واحدة تلو الأخرى، حتى تغفل عقولهم حقيقة أن كل ليل -مهما طال- لا بد وأن يعقبه نهار، ولأني مؤمنة بأن الله قد خلق المنظومة الكونية كلها وفق نظام واحد، فإن ما يجري على تعاقب الليل والنهار هو نفسه ما يلخص دورات حيواتنا في الدنيا، ويفسر الكم الهائل من نماذج الصعود والهبوط في الطبيعة، ويترجم كيف أن بلوغ بعض الأمور أوجها أو أشدها هو ما يقودنا إلى مراحل الفرج والفرح والخلاص، كينابيع الماء المتفجرة، كالشلالات الجارية، كالغيث الذي رفلت به مثقلة غيمات السماء. وهو ما يحدو بنا أن نعيش بالأمل مهما اشتدت الأمور، وأن ننتظر الفرج بيقين مهما غلّقت الأبواب وضاقت السبل.
تضيق بنا الأزمات اليوم في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، تتكالب علينا أمم وتلتبس علينا الأمور، يختلط الأعداء بالأصدقاء حتى تكاد لا تميز أشدهم وأخبثهم وأشرهم، كما لا يمكن للعين التمييز بين أطوال أصابع اليد الواحدة في عتمة ليل بهيم. يتربص بنا الإرهاب، ويلاحقنا الإرهابيون بل ويقبع بعضهم في قعر ديارنا من حيث لا ندري، وكنا نتساءل دائماً «ما المصير؟»، ونتنبأ بأن القادم أعظم، متناسين ومتغاضين عن كثير من المكاسب التي حققتها لنا مكافحة الإرهاب من حيث لا ندري، فإذا ما حان وقت انجلائه في وقت قريب كما نرجو، سنكون أكثر قدرة على إبصارها مما نحن عليه الآن.
* اختلاج النبض:
الجزء الممتلئ من الكأس يشير إلى أن تهديدات الإرهاب منحت دول الخليج العربي ثقة بنفسها لم تكن تملكها من ذي قبل. مواجهة الإرهاب جعلتها أكثر استقلالية في اتخاذ قراراتها السياسية وما يتبعها، وجعلتنا ننظر للأصدقاء أو الحلفاء الدوليين كداعمين في أمور جزئية وألاَّ نصب ثقتنا بالكامل في أحدهم. مواجهة الإرهاب مكنتنا من التنبه للأيديولوجيات «الفاسدة» التي ترتع بيننا لنواجهها ونقضي عليها. وما هذه إلاّ أمثلة لمنافع كثيرة في مواجهة بشاعة الإرهاب.. وما هذا إلاّ ترجمان للقول «ربّ ضارة نافعة».
هذه طبيعة البشر، يفزعون ويجزعون أمام كل عارض، لا سيما وإن تلاحقت واحدة تلو الأخرى، حتى تغفل عقولهم حقيقة أن كل ليل -مهما طال- لا بد وأن يعقبه نهار، ولأني مؤمنة بأن الله قد خلق المنظومة الكونية كلها وفق نظام واحد، فإن ما يجري على تعاقب الليل والنهار هو نفسه ما يلخص دورات حيواتنا في الدنيا، ويفسر الكم الهائل من نماذج الصعود والهبوط في الطبيعة، ويترجم كيف أن بلوغ بعض الأمور أوجها أو أشدها هو ما يقودنا إلى مراحل الفرج والفرح والخلاص، كينابيع الماء المتفجرة، كالشلالات الجارية، كالغيث الذي رفلت به مثقلة غيمات السماء. وهو ما يحدو بنا أن نعيش بالأمل مهما اشتدت الأمور، وأن ننتظر الفرج بيقين مهما غلّقت الأبواب وضاقت السبل.
تضيق بنا الأزمات اليوم في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، تتكالب علينا أمم وتلتبس علينا الأمور، يختلط الأعداء بالأصدقاء حتى تكاد لا تميز أشدهم وأخبثهم وأشرهم، كما لا يمكن للعين التمييز بين أطوال أصابع اليد الواحدة في عتمة ليل بهيم. يتربص بنا الإرهاب، ويلاحقنا الإرهابيون بل ويقبع بعضهم في قعر ديارنا من حيث لا ندري، وكنا نتساءل دائماً «ما المصير؟»، ونتنبأ بأن القادم أعظم، متناسين ومتغاضين عن كثير من المكاسب التي حققتها لنا مكافحة الإرهاب من حيث لا ندري، فإذا ما حان وقت انجلائه في وقت قريب كما نرجو، سنكون أكثر قدرة على إبصارها مما نحن عليه الآن.
* اختلاج النبض:
الجزء الممتلئ من الكأس يشير إلى أن تهديدات الإرهاب منحت دول الخليج العربي ثقة بنفسها لم تكن تملكها من ذي قبل. مواجهة الإرهاب جعلتها أكثر استقلالية في اتخاذ قراراتها السياسية وما يتبعها، وجعلتنا ننظر للأصدقاء أو الحلفاء الدوليين كداعمين في أمور جزئية وألاَّ نصب ثقتنا بالكامل في أحدهم. مواجهة الإرهاب مكنتنا من التنبه للأيديولوجيات «الفاسدة» التي ترتع بيننا لنواجهها ونقضي عليها. وما هذه إلاّ أمثلة لمنافع كثيرة في مواجهة بشاعة الإرهاب.. وما هذا إلاّ ترجمان للقول «ربّ ضارة نافعة».