في زحمة القراءات السوداء والمخاوف الكبرى لدى عموم الخليجيين وعلى رأسهم النخب السياسية والفكرية بشأن المصير المرتقب لمجلس التعاون الخليجي في أعقاب الأزمة الخليجية مع قطر، كانت ثمة قراءة متفائلة جداً لزميل مقرب استشرف انفراج الأزمة قبيل انعقاد القمة الخليجية أو خلالها، وأشار إلى أن الوعد في نوفمبر أو ديسمبر كحد أقصى.وقد لوحظ في الشهرين الأخيرين صمت غريب في الأوساط الإعلامية والسياسية حول القمة الخليجية المزمعة انعقادها في الكويت تضمنتها تصريحات تنفي جلوس بعض قادة الدول الخليجية والقيادة القطرية على طاولة قمة واحدة، في تأكيد مستمر على أن المنفذ الوحيد للخروج من تلك الأزمة وعودة الأمور لسابق عهدها هو التزام الدوحة بتنفيذ المطالب الـ13 لدول المقاطعة الأربع. ما جعل كثير من الاحتمالات مفتوحة من بينها تعليق القمة الخليجية أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى، في ظل ما وقعت فيه الكويت في حيرة من أمرها بشأن العمل على تسوية الأمر مع الطرفين.وبينما ما زالت المساعي الكويتية مستمرة نحو رأب الصدع ولمّ الشمل، قررت دول الخليج العربي المقاطعة تجاهل الملف القطري وما يحمله من منغصات حلّت باستقرار وتجانس عموم البيت الخليجي، والالتفات إلى قضايا التنمية في الداخل، إلى جانب مضيها قدماً وبحزم نحو مكافحة الإرهاب في المنطقة وتجفيف منابع تمويله، إذ تبذل جهوداً حثيثة في إعادة الشرعية لليمن وحلحلة الأزمة السورية، والتقارب مع العراق ومحاولة إعادته للحضن العربي وجهود بذلت كذلك مع لبنان وغيرها كثير، يقترب في هذه الأثناء الموعد الافتراضي لاجتماع القمة الخليجية السنوي، وتطالعنا أخبار مفاجأة، بشأن تسلم أمير دولة الكويت الحبيبة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رسالة شفهية من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، نقلها عنه كل من الشيخ جاسم بن حمد والشيخ جوعان بن حمد في زيارتهما الأخيرة للكويت، وتفيد الرسالة استعداد الدوحة لتنفيذ شروط بقية الدول الخليجية المقاطعة بعد مضي أكثر من 6 أشهر على اندلاع الأزمة، وكان من اللافت تزامن تلك الرسالة مع زيارة وزير الخارجية الكويتي للمملكة العربية السعودية، والتي لا يستبعد أنها جاءت لإيصال الرسالة القطرية لمركز القيادة الخليجية بالرياض.اختلاج النبض:بينما تتجه دول الخليج العربية التي أمسكت بزمام الأمور مؤخراً نحو ترتيب مشكلات المنطقة العالقة، ما زال هناك الكثير لترتيبه داخل البيت الخليجي، فهل ستكون الرسالة الشفوية القطرية بادئ الغيث الذي حملت لنا تباشيره الكويت الحبيبة لتخبر بأن الربوع الخليجية ستزهر من جديد، وأننا سنعود لمزاجنا التصالحي الخليجي مع انجلاء عتمة السماء الخليجية بسلام؟ كلنا قلوب متضرعة بالدعاء.