لم تكن هناك ثمة مؤشرات كافية تعين المحلل السياسي في الخليج العربي قبل عشر سنوات وأقل على استشراف مستقبل السعودية الذي بات واقعاً نتفاعل معه ونعايشه في الفترة الأخيرة، ما يجعلنا غير بعيدين عن الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، عندما ابتدأ حواره لصحيفة «نيويورك تايمز»، مع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عندما قال «لم أكن أتصور أبداً أنني سأعيش لفترة طويلة بما يكفي لكتابة هذه الجملة: إن عملية الإصلاح الأكثر أهمية في الشرق الأوسط اليوم هي في المملكة العربية السعودية؛ فالمملكة تمر بربيعها العربي على النمط السعودي». ورغم حساسيتنا البالغة في المنطقة تجاه مصطلح «الربيع العربي» إلاَّ أن فحوى اللقاء وما شمله من مضامين قدمها صاحب السمو الملكي الأمير بن سلمان، كان مثيراً للإعجاب وقدم صورة واعدة للمملكة.
ولا شك في أن أغلب القضايا التي تناولها سموه في هذا اللقاء، ستكون مادة دسمة للإعلاميين والمحللين السياسيين في تحليلاتهم وأطروحاتهم الإعلامية في الأيام المقبلة، ولكن ما لفتني دون هذه القضايا هو الحديث عن السرعة التي ينفذ سمو الأمير تحركاته وخططه، وتعليقه على الأمر بالقول «أخشى أن يأتي يوم مماتي من دون إنجاز ما في ذهني. الحياة قصيرة جداً والكثير من الأشياء يمكن أن تحدث، وأنا حريص حقاً أن أرى ذلك بعيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة دائماً». أمدّ الله في عمر الأمير الشاب ونفع به المملكة والأمة.
محمد بن سلمان الذي ترعرع على يد تلك الشخصية الملكية الحازمة، والتي زاوجت ما بين الحزم والسرعة في الخطى، قدم لنا نموذجاً فريداً لطالما انتظرته المنطقة لتحريك مياهها الراكدة وإحيائها من جديد، ولتخليصها من المفاهيم البالية فيما يتعلق بثقافة الصبر والانتظار المستفحلة، فما عسانا جنينا من الانتظار غير تمييع القضايا وتسويف الملفات وتضييع الحقوق، وعلى الأجندة الخليجية والعربية أمثلة شاهدة على ذلك. جميل هو الصبر، ولا شك في أنه قيمة إنسانية عظيمة، ولكنه هو الآخر لا يجدي نفعاً في كل الأوقات لاسيما في المظالم، والصبر مهما طال لا بد من إتيان يوم لاتخاذ موقف، لا إحالة الملف إلى أرشيف النسيان. لقد جاوز صبر العرب صبر أيوب «عليه السلام» في سنواته، ولكنه كان صبراً قهرياً، مرجعه التخاذل والهوان اللذين اختارهما العرب لأنفسهم باختيارهم الصمت وأخذ الأمور على غير محمل الجد والمسؤولية.
إن الحديث عن عجلة بن سلمان، يأخذنا إلى نوع جديد من المفاهيم التي لم نختبرها في حياتنا بما يكفي، عجلة رصينة بخطى ثابتة، قرارات نوعية جريئة حققت قفزات ونقلة كبيرة للصورة الذهنية عن السعودية، وما زالت تلك الصورة آخذة في التبلور والتشكل وفق رؤية أكثر شبابية، ولكنها مدعومة بخبرة طويلة وحنكة سياسية مرجعها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله.
* اختلاج النبض:
تواكب القرارات والخطط في سرعتها، سرعة مجريات الأحداث والزمن، والنأي عن تروي «الجيل القديم» وثقل رواحله. تظهر لنا سرعة بن سلمان في زمن استوعب خفة الحمل وثقل الفكر في جهاز ذكي واحد. ما يدفع بنا أن نكون على قدر هذا التحول، مثقلي الفكر خفيفي الحركة في قراراتنا وإنجازاتنا، متسلحين بالإيمان في رغبة الشعوب الخليجية نحو التحول واستعدادها الكامل لدعم المخاض الأكبر لولادة السعودية الجديدة الصاعدة.
{{ article.visit_count }}
ولا شك في أن أغلب القضايا التي تناولها سموه في هذا اللقاء، ستكون مادة دسمة للإعلاميين والمحللين السياسيين في تحليلاتهم وأطروحاتهم الإعلامية في الأيام المقبلة، ولكن ما لفتني دون هذه القضايا هو الحديث عن السرعة التي ينفذ سمو الأمير تحركاته وخططه، وتعليقه على الأمر بالقول «أخشى أن يأتي يوم مماتي من دون إنجاز ما في ذهني. الحياة قصيرة جداً والكثير من الأشياء يمكن أن تحدث، وأنا حريص حقاً أن أرى ذلك بعيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة دائماً». أمدّ الله في عمر الأمير الشاب ونفع به المملكة والأمة.
محمد بن سلمان الذي ترعرع على يد تلك الشخصية الملكية الحازمة، والتي زاوجت ما بين الحزم والسرعة في الخطى، قدم لنا نموذجاً فريداً لطالما انتظرته المنطقة لتحريك مياهها الراكدة وإحيائها من جديد، ولتخليصها من المفاهيم البالية فيما يتعلق بثقافة الصبر والانتظار المستفحلة، فما عسانا جنينا من الانتظار غير تمييع القضايا وتسويف الملفات وتضييع الحقوق، وعلى الأجندة الخليجية والعربية أمثلة شاهدة على ذلك. جميل هو الصبر، ولا شك في أنه قيمة إنسانية عظيمة، ولكنه هو الآخر لا يجدي نفعاً في كل الأوقات لاسيما في المظالم، والصبر مهما طال لا بد من إتيان يوم لاتخاذ موقف، لا إحالة الملف إلى أرشيف النسيان. لقد جاوز صبر العرب صبر أيوب «عليه السلام» في سنواته، ولكنه كان صبراً قهرياً، مرجعه التخاذل والهوان اللذين اختارهما العرب لأنفسهم باختيارهم الصمت وأخذ الأمور على غير محمل الجد والمسؤولية.
إن الحديث عن عجلة بن سلمان، يأخذنا إلى نوع جديد من المفاهيم التي لم نختبرها في حياتنا بما يكفي، عجلة رصينة بخطى ثابتة، قرارات نوعية جريئة حققت قفزات ونقلة كبيرة للصورة الذهنية عن السعودية، وما زالت تلك الصورة آخذة في التبلور والتشكل وفق رؤية أكثر شبابية، ولكنها مدعومة بخبرة طويلة وحنكة سياسية مرجعها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله.
* اختلاج النبض:
تواكب القرارات والخطط في سرعتها، سرعة مجريات الأحداث والزمن، والنأي عن تروي «الجيل القديم» وثقل رواحله. تظهر لنا سرعة بن سلمان في زمن استوعب خفة الحمل وثقل الفكر في جهاز ذكي واحد. ما يدفع بنا أن نكون على قدر هذا التحول، مثقلي الفكر خفيفي الحركة في قراراتنا وإنجازاتنا، متسلحين بالإيمان في رغبة الشعوب الخليجية نحو التحول واستعدادها الكامل لدعم المخاض الأكبر لولادة السعودية الجديدة الصاعدة.