الأسوياء لا يقبلون بالأخطاء ولا بأنصاف الحلول، هم لا يقبلون إلا بالأمور الصحيحة، ويسعون لأن تصل لمستوى الكمال.
وكلما زاد في المجتمع عدد الأشخاص الأسوياء، أصحاب الضمائر الحية، الذين يعتبرون الحفاظ على الوطن ومكتسباته كما الحفاظ على مكتسباتهم الشخصية وممتلكاتهم الخاصة، كان المجتمع بخير، وسادت فيه الفضيلة.
ما الذي يجعل الشخص ينحرف في سلوكاته وتضيع خارطة قيمه؟!
سؤال يطرح نفسه دائماً، والإجابات تختلف وتتباين، إذ هل هو ضعف الوازع الديني، الدين الذي حوله البعض لشعارات يتغنى بها، ويصدع رأس الناس بـ «قال الله وقال الرسول»، بينما هو آخر من يطبق تعاليم المولى عز وجل، ولا يلتزم إطلاقاً بهدي رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
من ضعف إيمانه، يضعف بالتالي معه كل شيء، لا خوف من الله، وهو الأساس في كل شيء، ولا اكتراث حتى بالبشر إن أشاروا له بأنه مثال على الفساد ومنبع للإفساد.
هل هو نتيجة للفشل في كبح جماح النزوات والرغبات في الاستحواذ والاستيلاء على كل ما تصل إليه اليد؟!
حينما تفقد ضميرك وتكون ذمتك واسعة سعة البحر، يضيع معيار الصواب والخطأ، يصبح مد اليد للمال الحرام حلالاً لدى هؤلاء، وتتحول مساوئ الأخلاق إلى مكارم في أعرافهم.
لماذا لا تحرص على أن تكون إنساناً سوياً، عادلاً، ذا ضمير حي، ونظيف اليد؟!
سؤال يعبث بالذهن دائماً حينما أرى حالات أمامي لأناس كان يمكن لهم التحول إلى «نجوم» تتلألأ في المجتمع، كان بالإمكان أن يتحولوا إلى نماذج يحتذي بها البشر لحسن أخلاقهم، ورفعة سلوكياتهم، ولضمائرهم الحية، ولقوتهم على إدارة الأعمال الموكلة لهم بكل حرفية واقتدار.
هل النفس البشرية ضعيفة لهذا المستوى، حتى يعجز البشر عن تجنب سلك دروب الانحراف، أياً كانت تلك الدروب؟!
الإنسان القوي هو الذي يتمكن أولا من التغلب على نفسه، الذي يقهر نزواته، الذي لا تفيد معه الوساوس، قبل أن يتمكن من التفوق على الآخرين في مجتمعه وموقعه المهني وحياته.
ليست القوة متمثلة بالمنصب، ولا بالصلاحيات، ولا بامتلاك زمام الأمور التي تمنحك أفضلية التحكم في مصائر البشر، بل القوة قبل كل شيء تتمثل بقدرتك على ترويض نفسك، على التحكم في تصرفاتك، على الثبات والتمسك بمبادئك وقيمك، وعلى أن تحارب الخطأ عندك قبل أن تبدأ محاربته عند الآخرين.
الإنسان السوي لا يكذب، ولا يسرق، ولا يبطر، ولا يتغطرس، ولا يتكبر، ولا يستقوي بموقعه، ولا يبتز الآخرين بصلاحياته، ولا يحلل لنفسه ما هو محرم، ولا يعبث بمقدرات المسؤولية التي يؤتمن عليها، وفوق كل ذلك لا يعبث بحياة البشر ومصائرهم أو يلعب في مشاعرهم.
كم سوياً تعرفه في مجتمعك، في عملك، وفي محيطك؟! وعلى العكس كم منحرفاً تعرفه، سوء تصرفاته ووضيع أخلاقه وانحطاط سلوكياته مر عليك أو أجبرت على الاحتكاك به؟!
في أحيان كثير يصعب عليك تغيير المحيط الذي حولك، في العمل والمجتمع وغيرها من أماكن، لكن أقلها كن أنت التغيير الذي تريده في نفسك، إن كنت إصلاحياً فابدأ بإصلاح نفسك، وإن كنت صاحب قيم فلا تفرط بها، وإن كنت صاحب ضمير فاحذر كل الحذر من أن تقتله أو تغيبه.
أن تعيش سوياً، خير لك من أن تعيش منحرفاً أخلاقياً وإدارياً ومجتمعياً.
{{ article.visit_count }}
وكلما زاد في المجتمع عدد الأشخاص الأسوياء، أصحاب الضمائر الحية، الذين يعتبرون الحفاظ على الوطن ومكتسباته كما الحفاظ على مكتسباتهم الشخصية وممتلكاتهم الخاصة، كان المجتمع بخير، وسادت فيه الفضيلة.
ما الذي يجعل الشخص ينحرف في سلوكاته وتضيع خارطة قيمه؟!
سؤال يطرح نفسه دائماً، والإجابات تختلف وتتباين، إذ هل هو ضعف الوازع الديني، الدين الذي حوله البعض لشعارات يتغنى بها، ويصدع رأس الناس بـ «قال الله وقال الرسول»، بينما هو آخر من يطبق تعاليم المولى عز وجل، ولا يلتزم إطلاقاً بهدي رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
من ضعف إيمانه، يضعف بالتالي معه كل شيء، لا خوف من الله، وهو الأساس في كل شيء، ولا اكتراث حتى بالبشر إن أشاروا له بأنه مثال على الفساد ومنبع للإفساد.
هل هو نتيجة للفشل في كبح جماح النزوات والرغبات في الاستحواذ والاستيلاء على كل ما تصل إليه اليد؟!
حينما تفقد ضميرك وتكون ذمتك واسعة سعة البحر، يضيع معيار الصواب والخطأ، يصبح مد اليد للمال الحرام حلالاً لدى هؤلاء، وتتحول مساوئ الأخلاق إلى مكارم في أعرافهم.
لماذا لا تحرص على أن تكون إنساناً سوياً، عادلاً، ذا ضمير حي، ونظيف اليد؟!
سؤال يعبث بالذهن دائماً حينما أرى حالات أمامي لأناس كان يمكن لهم التحول إلى «نجوم» تتلألأ في المجتمع، كان بالإمكان أن يتحولوا إلى نماذج يحتذي بها البشر لحسن أخلاقهم، ورفعة سلوكياتهم، ولضمائرهم الحية، ولقوتهم على إدارة الأعمال الموكلة لهم بكل حرفية واقتدار.
هل النفس البشرية ضعيفة لهذا المستوى، حتى يعجز البشر عن تجنب سلك دروب الانحراف، أياً كانت تلك الدروب؟!
الإنسان القوي هو الذي يتمكن أولا من التغلب على نفسه، الذي يقهر نزواته، الذي لا تفيد معه الوساوس، قبل أن يتمكن من التفوق على الآخرين في مجتمعه وموقعه المهني وحياته.
ليست القوة متمثلة بالمنصب، ولا بالصلاحيات، ولا بامتلاك زمام الأمور التي تمنحك أفضلية التحكم في مصائر البشر، بل القوة قبل كل شيء تتمثل بقدرتك على ترويض نفسك، على التحكم في تصرفاتك، على الثبات والتمسك بمبادئك وقيمك، وعلى أن تحارب الخطأ عندك قبل أن تبدأ محاربته عند الآخرين.
الإنسان السوي لا يكذب، ولا يسرق، ولا يبطر، ولا يتغطرس، ولا يتكبر، ولا يستقوي بموقعه، ولا يبتز الآخرين بصلاحياته، ولا يحلل لنفسه ما هو محرم، ولا يعبث بمقدرات المسؤولية التي يؤتمن عليها، وفوق كل ذلك لا يعبث بحياة البشر ومصائرهم أو يلعب في مشاعرهم.
كم سوياً تعرفه في مجتمعك، في عملك، وفي محيطك؟! وعلى العكس كم منحرفاً تعرفه، سوء تصرفاته ووضيع أخلاقه وانحطاط سلوكياته مر عليك أو أجبرت على الاحتكاك به؟!
في أحيان كثير يصعب عليك تغيير المحيط الذي حولك، في العمل والمجتمع وغيرها من أماكن، لكن أقلها كن أنت التغيير الذي تريده في نفسك، إن كنت إصلاحياً فابدأ بإصلاح نفسك، وإن كنت صاحب قيم فلا تفرط بها، وإن كنت صاحب ضمير فاحذر كل الحذر من أن تقتله أو تغيبه.
أن تعيش سوياً، خير لك من أن تعيش منحرفاً أخلاقياً وإدارياً ومجتمعياً.