ليس ما يحدث في اليمن هو المؤشر الوحيد على مهددات المشروع الإيراني فهناك عدة جبهات مشتعلة الآن تقاتل فيها إيران للاحتفاظ بمواقعها وستتأثر إن لم تكن تأثرت بالفعل بسبب التحرك السعودي لتلك الجبهات ومحاولة التأثير على تلك (المواقع الإيرانية) من خلال الاستفادة من التناقضات بين اللاعبين الكبيرين الروسي والأمريكاني.
في الجبهة السورية الإيرانية تحاول إيران الاحتفاظ بأهم مواقعها على الإطلاق بالوصول للبحر الأبيض المتوسط وفتح طريق طهران بيروت، وذلك بتعزيز مواقعها ميدانياً كي تعزز موقفها تفاوضياً ضاربة عرض الحائط بالاتفاقيات الأمريكية الروسية مع دول الجوار السوري (الأردن، العراق، تركيا، السعودية، إسرائيل) وفي ظل عدم قدرة النظام السوري على الاحتفاظ بأي أرض وموقع، وفي ظل تخاذل الأمريكان تتمدد إيران وتصل إلى معظم المناطق الحدودية مع دول الجوار.
إنما هذه أرض مازالت ساخنة لم تحسم فيها المواقف الأخيرة بعد، والصورة النهائية غير مستقرة حتى اللحظة، فهناك عودة لداعش في بعض المناطق وهناك إعادة تسليح لبعض التنظيمات الأخرى تجري ـ مرة أخرى- في ظل عجز الروس عن تقديم ضمانات كافية للجم المليشيات الإيرانية، ولأن القوى المؤثرة هي التي لها تواجد على الأرض لا على طاولة المفاوضات فحسب، فالكل مازال في حراك بما فيهم إسرائيل.
لهذا تدخلت المملكة العربية السعودية لإيجاد منطقة آمنة تبعد فيها الصراع المحتمل مع المليشيات الإيرانية عن حدودها.
في العراق الأمر يختلف فالوجود الأمريكي على الساحة القتالية والدور الأمريكي في العراق مؤثر بدرجة أكبر؛ فهناك محاصرة تجري على صور التواجد الإيراني العسكري والسياسي بدعم من المرجعية الدينية وبدعم من العديد من الأحزاب السياسية وحتى بدعم من أعدد من المليشيات الشيعية المسلحة، والنتيجة النهائية لم تحسم بعد، إنما الجديد هو أن مشروع طرد إيران من المنطقة قد بدأ ولم يكن لذلك المشروع وجود من قبل.
اما الجبهة البنانية فلأول مرة ومنذ سنوات يخرج المعادل العروبي (السني والمسيحي والشيعي) عن صمته ويعلن عن رفضه لاستغلال الأراضي اللبنانية لتهديد دول الخليج أو للتدخل في صراعات المنطقة، وإن كان الحريري قد اكتفى ببعض المؤشرات للعدول عن استقالته التي هدد بها حزب الله، إلا أنها المرة الأولى التي يرى فيها حزب الله أن الأمر لم يعد سالكاً كما كان من قبل بل إن عليه أن يعيد حساباته، وذلك تقدم ملموس في مشروع تقويض وطرد الوجود الإيراني.
و تأتي الجبهة اليمنية حيث انفك التحالف مع الذراع الإيرانية بإعلان علي عبدالله صالح؛ ولتكون المفاجأة ردة الفعل الشعبية الكارهة للحوثيين والتي انفجرت في وجهها غاضبة مستعرة، لتخبر بقية الأذرع الإيرانية في المنطقة (مليشيات إيران في العراق ولبنان وسوريا) أن هذا هو شعور كل العرب في العواصم الأربع لكم، يراكم محتلين ويحفظ لكم شعوراً بالاحتقار والغضب مرده إلى الانفجار يوماً.
ما يحدث في اليمن هو صورة لما ستلقاه المليشيات المدعومة إيرانيا في دولة عربية عاجلاً أم آجلاً، هذه الصورة حدثت في البحرين والسعودية وحدثت الآن في اليمن وستتمدد موجات الغضب إلى جميع تلك العواصم الخاضعة للاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.
{{ article.visit_count }}
في الجبهة السورية الإيرانية تحاول إيران الاحتفاظ بأهم مواقعها على الإطلاق بالوصول للبحر الأبيض المتوسط وفتح طريق طهران بيروت، وذلك بتعزيز مواقعها ميدانياً كي تعزز موقفها تفاوضياً ضاربة عرض الحائط بالاتفاقيات الأمريكية الروسية مع دول الجوار السوري (الأردن، العراق، تركيا، السعودية، إسرائيل) وفي ظل عدم قدرة النظام السوري على الاحتفاظ بأي أرض وموقع، وفي ظل تخاذل الأمريكان تتمدد إيران وتصل إلى معظم المناطق الحدودية مع دول الجوار.
إنما هذه أرض مازالت ساخنة لم تحسم فيها المواقف الأخيرة بعد، والصورة النهائية غير مستقرة حتى اللحظة، فهناك عودة لداعش في بعض المناطق وهناك إعادة تسليح لبعض التنظيمات الأخرى تجري ـ مرة أخرى- في ظل عجز الروس عن تقديم ضمانات كافية للجم المليشيات الإيرانية، ولأن القوى المؤثرة هي التي لها تواجد على الأرض لا على طاولة المفاوضات فحسب، فالكل مازال في حراك بما فيهم إسرائيل.
لهذا تدخلت المملكة العربية السعودية لإيجاد منطقة آمنة تبعد فيها الصراع المحتمل مع المليشيات الإيرانية عن حدودها.
في العراق الأمر يختلف فالوجود الأمريكي على الساحة القتالية والدور الأمريكي في العراق مؤثر بدرجة أكبر؛ فهناك محاصرة تجري على صور التواجد الإيراني العسكري والسياسي بدعم من المرجعية الدينية وبدعم من العديد من الأحزاب السياسية وحتى بدعم من أعدد من المليشيات الشيعية المسلحة، والنتيجة النهائية لم تحسم بعد، إنما الجديد هو أن مشروع طرد إيران من المنطقة قد بدأ ولم يكن لذلك المشروع وجود من قبل.
اما الجبهة البنانية فلأول مرة ومنذ سنوات يخرج المعادل العروبي (السني والمسيحي والشيعي) عن صمته ويعلن عن رفضه لاستغلال الأراضي اللبنانية لتهديد دول الخليج أو للتدخل في صراعات المنطقة، وإن كان الحريري قد اكتفى ببعض المؤشرات للعدول عن استقالته التي هدد بها حزب الله، إلا أنها المرة الأولى التي يرى فيها حزب الله أن الأمر لم يعد سالكاً كما كان من قبل بل إن عليه أن يعيد حساباته، وذلك تقدم ملموس في مشروع تقويض وطرد الوجود الإيراني.
و تأتي الجبهة اليمنية حيث انفك التحالف مع الذراع الإيرانية بإعلان علي عبدالله صالح؛ ولتكون المفاجأة ردة الفعل الشعبية الكارهة للحوثيين والتي انفجرت في وجهها غاضبة مستعرة، لتخبر بقية الأذرع الإيرانية في المنطقة (مليشيات إيران في العراق ولبنان وسوريا) أن هذا هو شعور كل العرب في العواصم الأربع لكم، يراكم محتلين ويحفظ لكم شعوراً بالاحتقار والغضب مرده إلى الانفجار يوماً.
ما يحدث في اليمن هو صورة لما ستلقاه المليشيات المدعومة إيرانيا في دولة عربية عاجلاً أم آجلاً، هذه الصورة حدثت في البحرين والسعودية وحدثت الآن في اليمن وستتمدد موجات الغضب إلى جميع تلك العواصم الخاضعة للاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.