من الصورة النمطية لليتيم المقهور، إلى الشاب الذي نرقب خطاه بإعجاب وفخر، بون شاسع تسطره إكباراً الرعاية الملكية لأيتام المملكة، تلك الرعاية التي تمخضت عنها كنوز بشرية بحرينية، شكلت فيما بعد نماذج طموحة تنمي روح الإرادة وحب الإنجاز وغرس روح التحدي. ولا غرابة في ذلك وجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة هو القائل إن «الإنسان البحريني الثروة الحقيقية لنا، وهو المحرك الأول والأكبر لحركة التطوير والنماء، ونؤمن أن الإنسان البحريني من أعظم ثروات هذا البلد».
لقد أدركت البحرين مبكراً قيمة الإنسان وطاقاته اللامحدودة كمورد هام من موارد المملكة، لاسيما في ظل التوجه العام نحو تخفيض الاعتماد على النفط وإيجاد فرص جديدة لتنويع مصادر الدخل في عموم المنطقة، والبحرين كدولة تنتمي للمنظومة الخليجية ركزت جهودها في الآونة الأخيرة على الاستثمار في الإنسان باعتباره الدعامة الأولى لبناء المجتمعات وتنميتها. لكن العناية بالأيتام تحديداً كانت لها أبعاد متعددة إلى جانب التنمية البشرية التي شملت جميع المواطنين، فقد حققت ضمانة اجتماعية لهذه الفئة تصونها وتحميها من الضياع وصعوبة العيش، فضلاً عن البعد الإنساني العميق باحتواء جلالة الملك شخصياً ومتابعته الحثيثة لهم – بجهود داعمة من قبل الفارس النبيل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة – رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية.
يقال إن أجمل الإبداع ما يتمخض عن المعاناة والألم أو يترجمهما، ذلك الألم الذي غير موازين حياة كثيرين منا، ولكننا في ذات حين نحتاج لأن نحط رحالنا في رحلة الألم المضنية لنتفيأ الأمل أو نغترف منه شربة تعيننا على طول المسير، إنما هو مرسى نقف على سواحله لننطلق من جديد، وهنا كانت نقطة تجمع أولئك الأيتام في «مرسى» الرعاية الملكية الشاملة التي مكنتهم فيما بعد من الانطلاق إلى الحياة بإرادة أكبر وإمكانيات أعلى.
رغم زحمة الحياة وتثاقل مسؤولياتها وتزايد همومها، ما زالت تأسرني قصص النجاح، وما زلت أستلهم منها الكثير، وأستمد منها خلسة بصيص أمل من هنا، وبصيص من هناك، بمقادير مختلفة، لأجمع باقة الأمل خاصتي وفق ذائقتي وحاجتي، وكم كان جميلاً أن يصلني كتاب «مرسى» الصادر عن المؤسسة الخيرية الملكية، لمؤلفته إيمان عبدالرزاق الخاجة، وبتقديم الدكتور مصطفى السيد، ليسطر قصص نجاح أولئك الأيتام الذين شملتهم الرعاية الملكية حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم، أعلاماً نفخر بها، ونرقب مسيرة شغفها.
* اختلاج النبض:
دعوات الأمهات تكللك بالنور والمحبة أيها الملك الإنسان.
{{ article.visit_count }}
لقد أدركت البحرين مبكراً قيمة الإنسان وطاقاته اللامحدودة كمورد هام من موارد المملكة، لاسيما في ظل التوجه العام نحو تخفيض الاعتماد على النفط وإيجاد فرص جديدة لتنويع مصادر الدخل في عموم المنطقة، والبحرين كدولة تنتمي للمنظومة الخليجية ركزت جهودها في الآونة الأخيرة على الاستثمار في الإنسان باعتباره الدعامة الأولى لبناء المجتمعات وتنميتها. لكن العناية بالأيتام تحديداً كانت لها أبعاد متعددة إلى جانب التنمية البشرية التي شملت جميع المواطنين، فقد حققت ضمانة اجتماعية لهذه الفئة تصونها وتحميها من الضياع وصعوبة العيش، فضلاً عن البعد الإنساني العميق باحتواء جلالة الملك شخصياً ومتابعته الحثيثة لهم – بجهود داعمة من قبل الفارس النبيل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة – رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية.
يقال إن أجمل الإبداع ما يتمخض عن المعاناة والألم أو يترجمهما، ذلك الألم الذي غير موازين حياة كثيرين منا، ولكننا في ذات حين نحتاج لأن نحط رحالنا في رحلة الألم المضنية لنتفيأ الأمل أو نغترف منه شربة تعيننا على طول المسير، إنما هو مرسى نقف على سواحله لننطلق من جديد، وهنا كانت نقطة تجمع أولئك الأيتام في «مرسى» الرعاية الملكية الشاملة التي مكنتهم فيما بعد من الانطلاق إلى الحياة بإرادة أكبر وإمكانيات أعلى.
رغم زحمة الحياة وتثاقل مسؤولياتها وتزايد همومها، ما زالت تأسرني قصص النجاح، وما زلت أستلهم منها الكثير، وأستمد منها خلسة بصيص أمل من هنا، وبصيص من هناك، بمقادير مختلفة، لأجمع باقة الأمل خاصتي وفق ذائقتي وحاجتي، وكم كان جميلاً أن يصلني كتاب «مرسى» الصادر عن المؤسسة الخيرية الملكية، لمؤلفته إيمان عبدالرزاق الخاجة، وبتقديم الدكتور مصطفى السيد، ليسطر قصص نجاح أولئك الأيتام الذين شملتهم الرعاية الملكية حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم، أعلاماً نفخر بها، ونرقب مسيرة شغفها.
* اختلاج النبض:
دعوات الأمهات تكللك بالنور والمحبة أيها الملك الإنسان.