لعقود طويلة بقي صوته الفخم يخفف عنا غياب عمالقة الطرب وانقضاء زمن الفن الجميل. فحين تصغي لفنه تجد نفسك لا تستمع فقط ولا تطرب فحسب، بل تشعر أنك ودون ترتيب مسبق تندمج في أفق ثقافي ممتع ما كان لأحد أن يدخلك فيه، بهذا التسلل العذب، سوى المطرب العظيم الراحل أبوبكر سالم بلفقيه.
هو أحد أهم فناني اليمن وحضرموت الذين عرفت الشعوب العربية عبر صوته العميق وأدائه الرفيع، اليمن وحضرموت. حمل بلفقيه معه معالم التراث اليمني وأصالة الفن الحضرمي وكلمات حسين المحضار وفن الدان ومختلف الفنون والإيقاعات الساحلية والبدوية الحضرمية. قدم أبوبكر سالم بلده في أجمل صورة وفي أبهى تشكيل. روج بلفقيه ليمن الشعر والحب واللحن والرقص والطبيعة الساحرة. تماماً كما فعل «آل الرحباني» حينما روجوا للبنان الأغاني والحلم والمسرح والفيروز. وتلك هي واحدة من أسمى رسائل الفن النبيل التي ينتشل بها الوطن من براثن تشوهات الصراعات البشرية ويتجلى به بين نجمات الجمال حيث يستحق أن يكون.
امتد إبداع أبوبكر سالم رحمه الله إلى الوطن العربي كافة، وتغنى أغلب مطربي العرب بأغانيه، كل حسب استطاعته. وحرص كبار المطربين العرب على الفوز بأغنية من كلمات أبوبكر سالم أو ألحانه أو الاثنين معاً. غنت له وردة وأنغام وعبدالله الرويشد ووليد توفيق وراغب علامة وأصالة وكثير غيرهم. فقد أدرك المطربون ممن يمتلكون الحناجر القوية ويتقنون الأداء الرصين أن أحد الامتحانات التي عليهم اجتيازها هو أداء أغنية «صعبة» لأبوبكر بلفقيه. وكان يوقن كبار المطربين في الوطن العربي أن تاريخهم يجب أن لا يمر دون توقيع أبوبكر على أحد ألبوماتهم. وتلك رسالة سامية أخرى يؤديها الفن في التوحيد بين الشعوب العربية عبر الكلمة واللحن، وتنويع الذائقة الفنية العربية بتطعيم مختلف أنواع الفنون العربية ببعضها.
وعلى امتداد السنوات الطويلة التي عاشها أبوبكر سالم بلفقيه بين جماهيره الشاسعة والمتعددة، لم يعرف عنه موقف سياسي، أو حزبي، أو عنصري. شهد كل الصراعات القاسية التي عرفتها اليمن في العصر الحديث وعرفتها المنطقة كاملة. ومع ذلك لم يبدر منه ما يمكن أن يحسب عليه بالمع أو الضد في أي قضية ومع أي دولة. وبرغم محاولات التصنيف الفنية والتقييمات غير الموضوعية الهادفة إلى التمييز بينه وبين بعض المطربين الكبار، وبرغم إطلاق الألقاب جزافاً، غير أن أبوبكر لم يلتفت يوماً لتلك الألقاب أو تلك المقارنات ولم يعبأ بأي مفاضلات سلبية تجاهه. وتمكن بلفقيه من الحفاظ على هوية فنه وعلى امتداد إبداعه وعلى الحفاظ على حب الجماهير العربية له دون التورط في أي جدل فني أو سياسي أو إعلامي. وتلك قيمة فنية أصبحت عصية على فناني هذا الزمن. قيمة أن يكون الفن إنسانياً اتساعياً استيعابياً يجمع ولا يشتت يوحد ولا يفتت. يدخل السرور والبهجة على النفوس ولا يستثير نعراتها ويهيج صراعاتها.
رحم الله فنان العرب أبوبكر سالم بلفقيه، وأنعم عليه بجنان الخلد والواسعة، باتساع ما أسعدنا وأمتعنا وأشبع وجداننا بالفن الراقي والكلمة الجزلة واللحن الفريد والصوت الهادر. رحمه الله فقد عاش لفنه واجتهد لجمهوره. امتلك ثقافة موسوعية لا يعرفها الكثيرون. وكان إنساناً متزناً لطيف المعشر وحلو المجلس، صاحب مبادئ وتوجهات عقلانية وفذة كانت دليله في اختياراته النوعية للروائع التي غناها وكتبها ولحنها لنفسه ولغيره والتي أثْرت المكتبة الفنية والثقافة العربية برصيد هائل يصعب إحصاؤه، ويصعب أن نجد له بديلاً في هذا القحط الشاسع.
هو أحد أهم فناني اليمن وحضرموت الذين عرفت الشعوب العربية عبر صوته العميق وأدائه الرفيع، اليمن وحضرموت. حمل بلفقيه معه معالم التراث اليمني وأصالة الفن الحضرمي وكلمات حسين المحضار وفن الدان ومختلف الفنون والإيقاعات الساحلية والبدوية الحضرمية. قدم أبوبكر سالم بلده في أجمل صورة وفي أبهى تشكيل. روج بلفقيه ليمن الشعر والحب واللحن والرقص والطبيعة الساحرة. تماماً كما فعل «آل الرحباني» حينما روجوا للبنان الأغاني والحلم والمسرح والفيروز. وتلك هي واحدة من أسمى رسائل الفن النبيل التي ينتشل بها الوطن من براثن تشوهات الصراعات البشرية ويتجلى به بين نجمات الجمال حيث يستحق أن يكون.
امتد إبداع أبوبكر سالم رحمه الله إلى الوطن العربي كافة، وتغنى أغلب مطربي العرب بأغانيه، كل حسب استطاعته. وحرص كبار المطربين العرب على الفوز بأغنية من كلمات أبوبكر سالم أو ألحانه أو الاثنين معاً. غنت له وردة وأنغام وعبدالله الرويشد ووليد توفيق وراغب علامة وأصالة وكثير غيرهم. فقد أدرك المطربون ممن يمتلكون الحناجر القوية ويتقنون الأداء الرصين أن أحد الامتحانات التي عليهم اجتيازها هو أداء أغنية «صعبة» لأبوبكر بلفقيه. وكان يوقن كبار المطربين في الوطن العربي أن تاريخهم يجب أن لا يمر دون توقيع أبوبكر على أحد ألبوماتهم. وتلك رسالة سامية أخرى يؤديها الفن في التوحيد بين الشعوب العربية عبر الكلمة واللحن، وتنويع الذائقة الفنية العربية بتطعيم مختلف أنواع الفنون العربية ببعضها.
وعلى امتداد السنوات الطويلة التي عاشها أبوبكر سالم بلفقيه بين جماهيره الشاسعة والمتعددة، لم يعرف عنه موقف سياسي، أو حزبي، أو عنصري. شهد كل الصراعات القاسية التي عرفتها اليمن في العصر الحديث وعرفتها المنطقة كاملة. ومع ذلك لم يبدر منه ما يمكن أن يحسب عليه بالمع أو الضد في أي قضية ومع أي دولة. وبرغم محاولات التصنيف الفنية والتقييمات غير الموضوعية الهادفة إلى التمييز بينه وبين بعض المطربين الكبار، وبرغم إطلاق الألقاب جزافاً، غير أن أبوبكر لم يلتفت يوماً لتلك الألقاب أو تلك المقارنات ولم يعبأ بأي مفاضلات سلبية تجاهه. وتمكن بلفقيه من الحفاظ على هوية فنه وعلى امتداد إبداعه وعلى الحفاظ على حب الجماهير العربية له دون التورط في أي جدل فني أو سياسي أو إعلامي. وتلك قيمة فنية أصبحت عصية على فناني هذا الزمن. قيمة أن يكون الفن إنسانياً اتساعياً استيعابياً يجمع ولا يشتت يوحد ولا يفتت. يدخل السرور والبهجة على النفوس ولا يستثير نعراتها ويهيج صراعاتها.
رحم الله فنان العرب أبوبكر سالم بلفقيه، وأنعم عليه بجنان الخلد والواسعة، باتساع ما أسعدنا وأمتعنا وأشبع وجداننا بالفن الراقي والكلمة الجزلة واللحن الفريد والصوت الهادر. رحمه الله فقد عاش لفنه واجتهد لجمهوره. امتلك ثقافة موسوعية لا يعرفها الكثيرون. وكان إنساناً متزناً لطيف المعشر وحلو المجلس، صاحب مبادئ وتوجهات عقلانية وفذة كانت دليله في اختياراته النوعية للروائع التي غناها وكتبها ولحنها لنفسه ولغيره والتي أثْرت المكتبة الفنية والثقافة العربية برصيد هائل يصعب إحصاؤه، ويصعب أن نجد له بديلاً في هذا القحط الشاسع.