الخصومة لها ضوابطها عليك أن لا تتخطى حدودها إن كنت فارساً ولك صفات الفرسان وأدبهم وخلقهم وشهامتهم، الخصومة وإن اشتدت فإن أخلاق الفروسية ولجامها تجبرك على عدم الفجور فيها.

أن يقول الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخاً على قصر «اليمامة» في الرياض فذلك أمر طبيعي، أن تقوله طهران فذلك مفهوم لأنها هي من زود الحوثي بالصواريخ، إنما أن تنقله قناة خليجية بهذه الصيغة القميئة القبيحة، فذلك انسلاخ من الهوية الخليجية وانفصال تام عن أهل الخليج ومزاجه وهواه وانتمائه وأصالته، قطر بنقلها صيغة الخبر الحوثي بهذه الصيغة لا تلتزم بالمهنية بل إن المهنية هي أن تلتزم بأهدافك القومية الوطنية، فإن كان استهداف قصر اليمامة بصاروخ إيراني من الأهداف القطرية، فإن قطر انتهت خليجياً وعربياً بل وإسلامياً، إذ لا يمكن أن يجرأ أي خليجي على نقل تمنيات الحوثي بهذا النقل المتطابق، وهي تمنيات وصلت إلى استهداف بيت الحكم في الرياض في المملكة العربية السعودية، فلا يسأل تميم سؤاله غير المنطقي بعد ذلك «من حق شعب قطر أن يفهم ما السبب الذي يقاطعوننا من أجله؟!»أبعد هذا الحقد وهذا الانسلاخ وبعد وقوفكم في صف إيران وعملائها ومن يستهدفنا بالصواريخ مازلت تسأل لماذا تقاطعوننا؟

أقسم بالله حتى اللحظة وأياً كانت درجة خصومتنا مع قطر فإننا لا يمكن أن نصل بعداوتنا وخصومتنا أن نتمنى أو ننقل خبراً كهذا عنها، فلو حدث قبل هذا اليوم وأطلق أياً كان صاروخه على قصر «الوجبة» لما قبلنا ولما رضينا ولحمدنا الله على سلامتهم، تلك عوايدنا وسنعنا وهذه معزة أهل قطر عندنا.

إنما يعمد نظام الحمدين يومياً إلى إبعاد قطر عن محيطها فيزيد تغولاً في إيرانيته، فلا حول ولا قوة إلا بالله أصبحت قطر وإيران صوتاً واحداً ورؤية واحدة، أمنياتهم أن يصيب الصاروخ قصر اليمامة بمن فيه حسبي الله ونعم الوكيل فيمن سلخ قطر عنا بهذا الشكل الفج.

الخلاصة حين يتحول نظام خليجي إلى عميل لإيران بهذا الشكل الواضح والصريح، وينحدر في خصومته إلى هذا المنحدر في الحضيض الأخلاقي، وإيران تخوض حرباً عليك وتطلق صواريخها على عواصمنا، فلا يمكنك أن تتعاطى معه بأي شكل من أشكال التعاون أو التكامل أو التنسيق عليك، ومقاطعته هي أقل ردة فعل عليه يمكنك اتخاذها ضده ولك الحق أن اتخذت أية خطوة تتعامل فيها مع قطر كما تتعامل فيها مع إيران فالاثنان أصبحا واحداً!!