لو كان الخبر الذي انتشر أخيراً دقيقاً فإن هذا يعني أن المنطقة على أبواب مرحلة جديدة عنوانها الألم وأن دول مجلس التعاون ستعاني من تشتيت الهوية الوطنية بالطريقة نفسها التي تعاني منها حالياً سوريا والعراق واليمن ولبنان، ويعني أن الاستقرار سيضحى غاية لا تدرك. ملخص الخبر أن الدوحة وطهران تجمعان شتات المتطرفين بعد هزيمة تنظيم الدولة «داعش»، وأنهما بصدد تأسيس «باسيج العالم الإسلامي» الذي هو عبارة عن ميليشيا يشرف عليها قاسم سليماني، مقرها الدوحة، لتأجيج أمن المنطقة العربية.
في التفاصيل أن قطر تحتضن قادة التنظيمات الإرهابية وفلول «الإخوان»، وأن إيران تضع استراتيجية لعدوان أكثر خطورة مما سبق وتعمل على تشتيت الهوية الوطنية في البلاد العربية وأنها تمحو الحدود السورية العراقية لصنع ممر بري من طهران لبيروت. في التفاصيل أيضاً أن ميليشيا «فاتحين» في الأراضي السورية هي نواة التنظيم الجديد الذي يجمع المقاتلين الرحل ممن فقدت الاستخبارات العالمية أثرهم ، وأن قاسم سليماني هو الذي يشرف على تجميع هذا الكيان برعاية قطرية وأن إيران تحتضن أيمن الظواهري وحمزة بن لادن لقيادة هذا التنظيم.
معلومات صادمة لكن سياقها منطقي خصوصاً مع توفر الدوافع لدى الدولتين الساعيتين لتأسيس هذا «الباسيج»، فالدوحة وطهران «تضررتا كثيراً» من الضربات المتتالية والقاسية التي تلقتها العديد من التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة، والعلاقة بين الدولتين تطورت ووصلت إلى حد قيام عناصر من الحرس الثوري الإيراني بحراسة قصر الأمير في الدوحة منذ اتخاذ السعودية والإمارات والبحرين ومصر قرار مقاطعة قطر بغية تنبيهها إلى خطورة ما تقوم به وتجاوزها للثوابت والأعراف الخليجية.
من الأمور التي تدفع نحو الاعتقاد بدقة ما ورد في هذا الخبر أن إيران تعتقد أنها بوحدة القوات الخاصة عن العمليات خارج الحدود والمسماة «فيلق القدس» التي يقودها قاسم سليماني تستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط لصالحها وأن هذا هو ما تفعله في الوقت الحالي في سوريا حيث تعمل على تغيير الخريطة السكانية هناك وتقسيمها على أساس طائفي. ويكفي معرفة أن سليماني الذي يتولى قيادة هذا الفيلق منذ عشرين سنة مقرب من المرشد خامنئي ومن المقربين منه وهو الذي قمع انتفاضة الطلاب الإيرانيين في عام 1999، أي أنه يعتبر كل المحتجين على سياسة إيران مجرمين لا يستحقون الحياة حتى لو كانوا طلاباً إيرانيين.
ما تريده إيران لم يعد خافياً وصار معلوماً لدى كل العالم، ولكن ما الذي تريده قطر التي اختارت أن تضع يدها في يد دولة استمرأت الإرهاب وتشربته خصوصاً وأن الدوحة تعرف ما تريده طهران وما تسعى إليه حكومة الملالي؟
«اللعبة» التي تسعى الدوحة وطهران إلى ممارستها خطيرة بل خطيرة للغاية ولا بد من منعهما من ذلك لأن الضرر سيطال قطر أيضاً، بل أنها ستكون أول المتضررين، فالنظام الإيراني لا يعرف شيئاً اسمه صداقة ولا شيئاً اسمه عهد وميثاق ولا ينظر إلا إلى مصلحته التي من أجلها يمكن أن يتحالف مع الشيطان ويقضي حتى على الشعب الإيراني.
الواقع والتجربة يؤكدان أن إيران لا يمكن أن تعقل ولا يمكن أن تغير استراتيجيتها وما تسعى إليه منذ أن سيطر الملالي على الحكم فيها قبل نحو أربعين سنة، لهذا فإن محاولة منعها من القيام بتأسيس «باسيج العالم الإسلامي» مضيعة للجهد وللوقت، ولهذا أيضاً فإن الجهد ينبغي أن يصرف في تعقيل قطر التي ينبغي ألا تحكم الانفعالات قراراتها، فهذا الذي تقوم به جنون لا بد من وضع حد له، ليس من دول مجلس التعاون الخمسة فقط ولكن من الشعب القطري أيضاً لأنه سيتضرر كثيراً من هذه الخطوة بل هو الخاسر الأكبر.
في التفاصيل أن قطر تحتضن قادة التنظيمات الإرهابية وفلول «الإخوان»، وأن إيران تضع استراتيجية لعدوان أكثر خطورة مما سبق وتعمل على تشتيت الهوية الوطنية في البلاد العربية وأنها تمحو الحدود السورية العراقية لصنع ممر بري من طهران لبيروت. في التفاصيل أيضاً أن ميليشيا «فاتحين» في الأراضي السورية هي نواة التنظيم الجديد الذي يجمع المقاتلين الرحل ممن فقدت الاستخبارات العالمية أثرهم ، وأن قاسم سليماني هو الذي يشرف على تجميع هذا الكيان برعاية قطرية وأن إيران تحتضن أيمن الظواهري وحمزة بن لادن لقيادة هذا التنظيم.
معلومات صادمة لكن سياقها منطقي خصوصاً مع توفر الدوافع لدى الدولتين الساعيتين لتأسيس هذا «الباسيج»، فالدوحة وطهران «تضررتا كثيراً» من الضربات المتتالية والقاسية التي تلقتها العديد من التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة، والعلاقة بين الدولتين تطورت ووصلت إلى حد قيام عناصر من الحرس الثوري الإيراني بحراسة قصر الأمير في الدوحة منذ اتخاذ السعودية والإمارات والبحرين ومصر قرار مقاطعة قطر بغية تنبيهها إلى خطورة ما تقوم به وتجاوزها للثوابت والأعراف الخليجية.
من الأمور التي تدفع نحو الاعتقاد بدقة ما ورد في هذا الخبر أن إيران تعتقد أنها بوحدة القوات الخاصة عن العمليات خارج الحدود والمسماة «فيلق القدس» التي يقودها قاسم سليماني تستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط لصالحها وأن هذا هو ما تفعله في الوقت الحالي في سوريا حيث تعمل على تغيير الخريطة السكانية هناك وتقسيمها على أساس طائفي. ويكفي معرفة أن سليماني الذي يتولى قيادة هذا الفيلق منذ عشرين سنة مقرب من المرشد خامنئي ومن المقربين منه وهو الذي قمع انتفاضة الطلاب الإيرانيين في عام 1999، أي أنه يعتبر كل المحتجين على سياسة إيران مجرمين لا يستحقون الحياة حتى لو كانوا طلاباً إيرانيين.
ما تريده إيران لم يعد خافياً وصار معلوماً لدى كل العالم، ولكن ما الذي تريده قطر التي اختارت أن تضع يدها في يد دولة استمرأت الإرهاب وتشربته خصوصاً وأن الدوحة تعرف ما تريده طهران وما تسعى إليه حكومة الملالي؟
«اللعبة» التي تسعى الدوحة وطهران إلى ممارستها خطيرة بل خطيرة للغاية ولا بد من منعهما من ذلك لأن الضرر سيطال قطر أيضاً، بل أنها ستكون أول المتضررين، فالنظام الإيراني لا يعرف شيئاً اسمه صداقة ولا شيئاً اسمه عهد وميثاق ولا ينظر إلا إلى مصلحته التي من أجلها يمكن أن يتحالف مع الشيطان ويقضي حتى على الشعب الإيراني.
الواقع والتجربة يؤكدان أن إيران لا يمكن أن تعقل ولا يمكن أن تغير استراتيجيتها وما تسعى إليه منذ أن سيطر الملالي على الحكم فيها قبل نحو أربعين سنة، لهذا فإن محاولة منعها من القيام بتأسيس «باسيج العالم الإسلامي» مضيعة للجهد وللوقت، ولهذا أيضاً فإن الجهد ينبغي أن يصرف في تعقيل قطر التي ينبغي ألا تحكم الانفعالات قراراتها، فهذا الذي تقوم به جنون لا بد من وضع حد له، ليس من دول مجلس التعاون الخمسة فقط ولكن من الشعب القطري أيضاً لأنه سيتضرر كثيراً من هذه الخطوة بل هو الخاسر الأكبر.