ثمة من يقدم المقترحات وثمة من يتبناها، وقد تبنت الكويت مشروع الوحدة الخليجية وأصبحت قائداً له في أحلك أزماتها ومنعطفاتها، كانت ومازالت تبذل جهداً دؤوباً دونما كلل أو ملل أو استسلام من أجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين. وتعمل في ضوء مبادئ الوحدة دون هوادة. وإننا بينما نلحظ كإعلاميين ومراقبين أن الأزمة الخليجية قد أماتها الإعلام الخليجي بمستويات متفاوتة، خصوصاً بعد انعقاد القمة الخليجية في مطلع الشهر الجاري بالكويت.. ولكن تلك الأزمة قد عبرت بذلك إلى دهاليز الأزمات الممتدة، وربما لن ينظر في أمرها قريباً، لن يكون هناك مزيد من التصعيد باعتقادي، ولكن أيضاً لن يعكف أحد على تقديم حلول أو مبادرات لحلحلة الوضع الراهن، ما عدا الكويت في انتقالاتها الدؤوبة من البعد الدبلوماسي إلى السياسي إلى الشعبي.
وبينما قد فطنت الكويت مؤخراً إلى أهمية البعد الشعبي الخليجي أو ربما وجدت أنه قد حان وقته، فلعلي أشير في هذا الجانب إلى أهمية اللقاءات الثقافية والنخبوية ودورها الفاعل في توجيه الرأي العام أو في تحريك بعض المياه الراكدة من هنا وهناك، ولضمان سلامة النسيج الشعبي الخليجي على أقل تقدير، وأذكر في لقائي مع وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف أننا ناقشنا كيف كانت الكويت من رواد العمل الثقافي والإعلامي في الخليج العربي، ومن أكثر الدول الخليجية التزاماً بالوسطية في سياستها مع بقية دول الخليج وأكثرها قرباً للجميع، ومع ذلك فهي مقلة في مجال استقطاب النخب الخليجية لتبادل المعرفة والآراء وللتواصل بين الشعوب الخليجية، وقد فسر النصف وقتها الأمر بضعف الدعم الحكومي للنشاط الثقافي الكويتي، ولعلها الفرصة المواتية للكويت بدعم جهودها على المستوى الشعبي النخبوي وتقريب وجهات النظر من خلال عقد المؤتمرات والندوات ليست السياسية وحسب، وإنما التركيز على المشتركات والجوامع الخليجية كالثقافة والسياحة والعمارة والتجارة، وربما التطرق لاستشرافات مستقبلية أيضاً حول القضايا التنموية الخليجية وما شابهها، لتكون الكويت المظلة الخليجية الحاضنة التي يقصدها الخليجيون في كافة الأمور. لا سيما وأن الكويت جاهزة من حيث الكفاءات التي تزخر بها لتبوء تلك المكانة الخليجية من جديد، فلدى الكويت من المثقفين والمفوهين من نعتد بهم خليجياً في أطروحاتهم ومشاركاتهم الفاعلة، بل ونجد لآرائهم ومقترحاتهم صدى لدى الشعوب الخليجية وربما حكوماتها أحياناً.
* اختلاج النبض:
بينما تتولى السعودية قيادة حماية البيت الخليجي في الخارج الإقليمي، تضطلع الكويت بدورها في حلحلة أزمات البيت الخليجي من الداخل وتقريب المسافات بين الشعوب. بوركت مساعيهما معاً.
{{ article.visit_count }}
وبينما قد فطنت الكويت مؤخراً إلى أهمية البعد الشعبي الخليجي أو ربما وجدت أنه قد حان وقته، فلعلي أشير في هذا الجانب إلى أهمية اللقاءات الثقافية والنخبوية ودورها الفاعل في توجيه الرأي العام أو في تحريك بعض المياه الراكدة من هنا وهناك، ولضمان سلامة النسيج الشعبي الخليجي على أقل تقدير، وأذكر في لقائي مع وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف أننا ناقشنا كيف كانت الكويت من رواد العمل الثقافي والإعلامي في الخليج العربي، ومن أكثر الدول الخليجية التزاماً بالوسطية في سياستها مع بقية دول الخليج وأكثرها قرباً للجميع، ومع ذلك فهي مقلة في مجال استقطاب النخب الخليجية لتبادل المعرفة والآراء وللتواصل بين الشعوب الخليجية، وقد فسر النصف وقتها الأمر بضعف الدعم الحكومي للنشاط الثقافي الكويتي، ولعلها الفرصة المواتية للكويت بدعم جهودها على المستوى الشعبي النخبوي وتقريب وجهات النظر من خلال عقد المؤتمرات والندوات ليست السياسية وحسب، وإنما التركيز على المشتركات والجوامع الخليجية كالثقافة والسياحة والعمارة والتجارة، وربما التطرق لاستشرافات مستقبلية أيضاً حول القضايا التنموية الخليجية وما شابهها، لتكون الكويت المظلة الخليجية الحاضنة التي يقصدها الخليجيون في كافة الأمور. لا سيما وأن الكويت جاهزة من حيث الكفاءات التي تزخر بها لتبوء تلك المكانة الخليجية من جديد، فلدى الكويت من المثقفين والمفوهين من نعتد بهم خليجياً في أطروحاتهم ومشاركاتهم الفاعلة، بل ونجد لآرائهم ومقترحاتهم صدى لدى الشعوب الخليجية وربما حكوماتها أحياناً.
* اختلاج النبض:
بينما تتولى السعودية قيادة حماية البيت الخليجي في الخارج الإقليمي، تضطلع الكويت بدورها في حلحلة أزمات البيت الخليجي من الداخل وتقريب المسافات بين الشعوب. بوركت مساعيهما معاً.