إن الحديث عن العمل الإنساني والإغاثي في بلد إسلامي عربي، يملك ثروات ودخل قومي عالٍ كالدول الخليجية، أمر اعتيادي جداً، بل أنه بديهي، والجهود أو الأموال التي تبذل في هذا السياق كثيراً ما تتمتع بالسرية وقليل منها ما تطاله وسائل الإعلام لدواعٍ تفاعلية مع بعض الكوارث والأزمات الكبرى أو ذات الأهمية، فالدافع من وراء تلك الأنشطة الإنسانية ليس الدعاية والإعلان عن الدول والحكومات الخليجية وإنما ظهرت من منطلق المسؤولية التي يفرضها الدين الإسلامي الذي يعتنقه السواد الأعظم من الخليجيين وجميع حكوماتهم، دونما تمييز في المنح وفق تصنيفات عرقية أو دينية أو طائفية. ولسنا بحاجة هنا للتأكيد على تصدر دول الخليج العربية لقوائم الدول المشتغلة في المجال الإنساني والإغاثي عالمياً، فهذا أمرٌ بيّن.
بعض مما جاء في المقدمة وعموم المقال قد طرحته سلفاً في مقال سابق عنوانه «قوة ناعمة خليجية بلمسة إنسانية»، ولكن جرني إلى الإتيان به من جديد بعض المجريات السياسية الجديدة على الساحة الدولية ومن بينها موقف الرئيس الأمريكي «ترامب» من إدانة مجلس الأمن ومن ثم الأمم المتحدة لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأردت في هذا السياق إلى الإشارة إلى أن هذا البذل الخليجي وإن كان من منطلقات دينية وإنسانية معاً ترجو الأجر والثواب من الله وتسعى لإغاثة الإنسانية بشكل عام، ولكن في ذات الوقت بات يحقق رصيداً خليجياً ملموساً في إطار القوة الناعمة وكيف أن بعض الدول والشعوب تثمن ذلك المنح. الأمر الآخر أن هذا العطاء الخليجي على المستوى العالمي، قد سوّق لأسماء دول خليجية ربما لم تكن معروفة في وقت سابق لدى بعض الأقاليم بما يكفي.
لكن النقطة الأكثر أهمية التي أردت الإشارة إليها اليوم أن دول الخليج العربية ورغم تصدرها لقوائم الدول المانحة في المجال الإنساني والإغاثي، لم تستخدم ثرواتها وأموالها ومنحها يوماً لشراء مواقف وذمم، أو للضغط على دول لاتخاذ مواقف معينة في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، ولم يصدر منها تهديداً بقطع دعم أو منة إذا ما تمّ معارضتها في بعض القضايا أو الاختلاف معها في رأي ما، غير أن اللوم يقع على من اختار المنح على هيئة مساعدات «مدفوعة الثمن» من حرية الشعوب والدول وتفريطها بقراراتها ومواقفها الدولية، كما فعل «ترامب» ببجاحة وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، في قضيته الخاسرة.
* اختلاج النبض:
لطالما تعاملت دول كثيرة مع العرب والخليجيين بمنظور فوقي استعلائي، وصدّروا إلينا نماذجهم الحضارية في مجالات مختلفة من منطلق الريادة والتقدم، وقد آن الأوان أن تتعلم بعض هذه الدول ورؤسائها بعض القيم من حكام وحكومات دول الخليج العربي ونبلهم وحفظهم للكرامة الإنسانية.
{{ article.visit_count }}
بعض مما جاء في المقدمة وعموم المقال قد طرحته سلفاً في مقال سابق عنوانه «قوة ناعمة خليجية بلمسة إنسانية»، ولكن جرني إلى الإتيان به من جديد بعض المجريات السياسية الجديدة على الساحة الدولية ومن بينها موقف الرئيس الأمريكي «ترامب» من إدانة مجلس الأمن ومن ثم الأمم المتحدة لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأردت في هذا السياق إلى الإشارة إلى أن هذا البذل الخليجي وإن كان من منطلقات دينية وإنسانية معاً ترجو الأجر والثواب من الله وتسعى لإغاثة الإنسانية بشكل عام، ولكن في ذات الوقت بات يحقق رصيداً خليجياً ملموساً في إطار القوة الناعمة وكيف أن بعض الدول والشعوب تثمن ذلك المنح. الأمر الآخر أن هذا العطاء الخليجي على المستوى العالمي، قد سوّق لأسماء دول خليجية ربما لم تكن معروفة في وقت سابق لدى بعض الأقاليم بما يكفي.
لكن النقطة الأكثر أهمية التي أردت الإشارة إليها اليوم أن دول الخليج العربية ورغم تصدرها لقوائم الدول المانحة في المجال الإنساني والإغاثي، لم تستخدم ثرواتها وأموالها ومنحها يوماً لشراء مواقف وذمم، أو للضغط على دول لاتخاذ مواقف معينة في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، ولم يصدر منها تهديداً بقطع دعم أو منة إذا ما تمّ معارضتها في بعض القضايا أو الاختلاف معها في رأي ما، غير أن اللوم يقع على من اختار المنح على هيئة مساعدات «مدفوعة الثمن» من حرية الشعوب والدول وتفريطها بقراراتها ومواقفها الدولية، كما فعل «ترامب» ببجاحة وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، في قضيته الخاسرة.
* اختلاج النبض:
لطالما تعاملت دول كثيرة مع العرب والخليجيين بمنظور فوقي استعلائي، وصدّروا إلينا نماذجهم الحضارية في مجالات مختلفة من منطلق الريادة والتقدم، وقد آن الأوان أن تتعلم بعض هذه الدول ورؤسائها بعض القيم من حكام وحكومات دول الخليج العربي ونبلهم وحفظهم للكرامة الإنسانية.