أفل نجم تنظيم الدولة «داعش» بعد إعلان طرده من العراق -على الأقل في الوقت الحاضر- لكن هل قضي على التنظيم بالفعل لنستطيع القول إننا أصبحنا أكثر أمناً من ذي قبل؟ أم أنه طرد ليندفع إلى مكان آخر؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها القضاء على التنظيم، وليست هي المرة الأولى التي يحتفل فيها طاردوه، فقد حصل ذلك في عام 2007 عندما طرد التنظيم في نسخته الثانية التي حملت عنوان «تنظيم العراق في بلاد الرافدين» أو «دولة العراق الإسلامية» كما أصبح اسمها في آخر عهدها، ليتلاشى التنظيم من المدن ويغيب في الصحراء كما يغيب السيل، ليفاجئنا فيما بعد بالنسخة الثالثة التي عرفت باسم تنظيم الدولة «داعش» وهي نسخة أشد تطوراً وضراوة وقسوة من سابقتها، وكما حصل في السابق اختفى التنظيم بعد مئات العمليات الانتحارية، اختفاء التنظيم لمن يكن مفاجئاً كما يتصور كثير من الناس، فقد انسحب وتوزع بالطريقة ذاتها التي جاء بها إلى العراق وسوريا وهي التفرق فرادى، وكان هذا مع بداية إحكام سيطرتهم على الموصل وليس عند هزيمتهم، إذ بدؤوا بإرسال الطلائع إلى صحراء ليبيا وبعض دول شمال أفريقيا مثل نيجيريا وغيرها مبكراً، منتفعين من الصراعات القبلية والهشاشة الأمنية والحدود الواسعة المفتوحة بين دول تلك القارة، ومن بقي منهم في العراق وسوريا وقتل فهم مجاميع مهمتها الموت في تلك الأماكن لا الهجرة.
انتقال التنظيم إلى شمال أفريقيا لم يكن سراً فقبل سنة أثار الرئيس التونسي هذه القضية عندما تحدث عن العائدين من «داعش»، وقال إننا لا نستطيع منعهم من دخول بلدهم ولا نستطيع وضعهم في السجون التي لن تستوعبهم وبين أنهم يبقون تحت المراقبة، فيما رفض مفتي تونس قبولهم وشكك في توبتهم وطالب آخرون بسحب جنسياتهم، وما جرى في تونس من موقف تجاه العائدين من التنظيم لا يختلف كثيراً عن أي مكان آخر يعود له أفراد التنظيم، والسبب عدم وجود رؤية واضحة في التعامل مع أفراده، ففي الوقت الذي شهدت دول العالم تعاوناً دولياً كبيراً للقضاء على التنظيم على المستوى العسكري والأمني، نجد أن هذه الدول لم تهتم بأسباب نشوء التنظيم وقدرته على جذب أعداد غير قليلة من البشر، وهذه الأسباب مازالت قائمة حتى يومنا هذا، فلم تعالج الظروف المعيشية والاجتماعية والفكرية للمناطق التي انخرط بعض أبنائها مع التنظيم أو سيطر عليها في فترة من الفترات، بل بالعكس كل الإجراءات التي اتخذت بعد طرد التنظيم تدفع أبناء تلك المناطق بالانخراط في نسخة التنظيم الجديدة التي ستظهر في أي لحظة، فالذين هدمت دورهم نتيجة القتال، أو قتل ذووهم ألقوا في مخيمات واتهموا بأنهم عوائل «داعش» أو حواضن «داعش» وبعد أن كانوا تحت سيطرة «داعش» باتوا اليوم تحت سيطرة الميليشيات.
ظهرت «داعش» في ظروف معينة واستقطبت جمهوراً واقعاً تحت تأثير ظروف معينة، وما لم تعالج ظروفهم ويتم تأهيلهم وتأهيل ذويهم فكرياً فسنشهد خلال سنوات قليلة جداً نسخة أشد تطرفاً من سابقتها.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها القضاء على التنظيم، وليست هي المرة الأولى التي يحتفل فيها طاردوه، فقد حصل ذلك في عام 2007 عندما طرد التنظيم في نسخته الثانية التي حملت عنوان «تنظيم العراق في بلاد الرافدين» أو «دولة العراق الإسلامية» كما أصبح اسمها في آخر عهدها، ليتلاشى التنظيم من المدن ويغيب في الصحراء كما يغيب السيل، ليفاجئنا فيما بعد بالنسخة الثالثة التي عرفت باسم تنظيم الدولة «داعش» وهي نسخة أشد تطوراً وضراوة وقسوة من سابقتها، وكما حصل في السابق اختفى التنظيم بعد مئات العمليات الانتحارية، اختفاء التنظيم لمن يكن مفاجئاً كما يتصور كثير من الناس، فقد انسحب وتوزع بالطريقة ذاتها التي جاء بها إلى العراق وسوريا وهي التفرق فرادى، وكان هذا مع بداية إحكام سيطرتهم على الموصل وليس عند هزيمتهم، إذ بدؤوا بإرسال الطلائع إلى صحراء ليبيا وبعض دول شمال أفريقيا مثل نيجيريا وغيرها مبكراً، منتفعين من الصراعات القبلية والهشاشة الأمنية والحدود الواسعة المفتوحة بين دول تلك القارة، ومن بقي منهم في العراق وسوريا وقتل فهم مجاميع مهمتها الموت في تلك الأماكن لا الهجرة.
انتقال التنظيم إلى شمال أفريقيا لم يكن سراً فقبل سنة أثار الرئيس التونسي هذه القضية عندما تحدث عن العائدين من «داعش»، وقال إننا لا نستطيع منعهم من دخول بلدهم ولا نستطيع وضعهم في السجون التي لن تستوعبهم وبين أنهم يبقون تحت المراقبة، فيما رفض مفتي تونس قبولهم وشكك في توبتهم وطالب آخرون بسحب جنسياتهم، وما جرى في تونس من موقف تجاه العائدين من التنظيم لا يختلف كثيراً عن أي مكان آخر يعود له أفراد التنظيم، والسبب عدم وجود رؤية واضحة في التعامل مع أفراده، ففي الوقت الذي شهدت دول العالم تعاوناً دولياً كبيراً للقضاء على التنظيم على المستوى العسكري والأمني، نجد أن هذه الدول لم تهتم بأسباب نشوء التنظيم وقدرته على جذب أعداد غير قليلة من البشر، وهذه الأسباب مازالت قائمة حتى يومنا هذا، فلم تعالج الظروف المعيشية والاجتماعية والفكرية للمناطق التي انخرط بعض أبنائها مع التنظيم أو سيطر عليها في فترة من الفترات، بل بالعكس كل الإجراءات التي اتخذت بعد طرد التنظيم تدفع أبناء تلك المناطق بالانخراط في نسخة التنظيم الجديدة التي ستظهر في أي لحظة، فالذين هدمت دورهم نتيجة القتال، أو قتل ذووهم ألقوا في مخيمات واتهموا بأنهم عوائل «داعش» أو حواضن «داعش» وبعد أن كانوا تحت سيطرة «داعش» باتوا اليوم تحت سيطرة الميليشيات.
ظهرت «داعش» في ظروف معينة واستقطبت جمهوراً واقعاً تحت تأثير ظروف معينة، وما لم تعالج ظروفهم ويتم تأهيلهم وتأهيل ذويهم فكرياً فسنشهد خلال سنوات قليلة جداً نسخة أشد تطرفاً من سابقتها.