من الفقر والبطالة وتوالي الانتحارات وارتفاع معدلات القمع والاضطهاد والطغيان، انفجر الشعب الإيراني في وجه قيادته بعد عقود طويلة من الصبر، فمن التظاهر أمام البرلمان ضد فساد الحرس الثوري، إلى التظاهر في نيويورك ضد النظام الإيراني، إلى غضب عارم تتوالي فيه الاحتجاجات في مناطق متفرقة من إيران فارسية وعربية، يبدو أن إيران تتهيأ لربيع قادم مع انطلاقة عام جديد علّه يطوي تنمر إيراني امتد إلى مناطق متفرقة من الشرق الأوسط.
لا سيما وأن المتغيرات التي تشهدها إيران لا تختلف كثيراً عما مرّت به قبل ثورتها في عام 1979 التي اختطفها نظام الملالي وولاية الفقيه فيما بعد، وحسب تحليل أورده الباحث حسن راضي في مقال له بشأن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة قال إن طهران «لن تستطيع الوقوف بوجه حركة الشعوب الزاحفة نحو الحرية، وسوف لن تتوقف المتغيرات السريعة وتداعياتها الخطيرة التي تعصف بالمنطقة عند حدود إيران، خاصة أن البلاد تعاني عزلة إقليمية ودولية منذ فترة طويلة، وأزمة اقتصادية مزمنة نتيجة الفساد الإداري المنظم وسيطرة الحرس الثوري على جميع مفاصل الدولة، وإنفاق النظام الإيراني مليارات الدولارات على مشروعاته التوسعية ودعمه للإرهاب على حساب المواطنين الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر».
برز هذا على نحو جلي في الشعارات التي رفعها الإيرانيون وعرب الأحواز في ثورتهم الغاضبة، والتي لم تكتفي بـ«الموت لروحاني والموت للديكتاتور»، وإنما كانت أكثر تعبيراً عن حجم معاناتهم ومبررات ثورتهم نحو الدعوة إلى الالتفات للداخل الإيراني بدلاً من صب الأموال والجهود والاهتمام في دعم الميليشيات بالخارج والتي تمثلت برفع شعار «انسحبوا من سوريا وفكروا بنا»، إلى جانب «لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران»، و«حولتم الإسلام إلى سلّم فأذللتم الشعب».
ومن الشعار الأخير، تحضرني قراءة استشرافية متميزة قدمها وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في هذا السياق، اختزلها في تغريدة له على «تويتر» قال فيها «أكرر ولن أضيع الفرصة، إيران شيء مستدام، أما الجمهورية الإسلامية فهي أمر طارئ، ووضع غريب وشيء مؤقت»، ولعل ملامح تلك الوقتية التي تحدث عنها معاليه قد تجلت اليوم مع انطلاقة الربيع الإيراني الجديد لينفض ذل عقود ويستعيد إيران الدولة من مغتصبيها زاعمي الإسلامية» بينما لا تمت كافة ممارساتهم في الداخل والخارج إلى الرحمة الإسلامية ولا تسامح الدين الإسلامي وعدله.
* اختلاج النبض:
نبارك الثورة الإيرانية وندعمها، ورغم أن الحديث سابق لأوانه.. ولكن على الشعب الإيراني أن يكون حذراً هذه المرة من مختطفي الثورات والمصطادين في المياه العكرة، إذا ما أرادوا الحرية والخلاص.
لا سيما وأن المتغيرات التي تشهدها إيران لا تختلف كثيراً عما مرّت به قبل ثورتها في عام 1979 التي اختطفها نظام الملالي وولاية الفقيه فيما بعد، وحسب تحليل أورده الباحث حسن راضي في مقال له بشأن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة قال إن طهران «لن تستطيع الوقوف بوجه حركة الشعوب الزاحفة نحو الحرية، وسوف لن تتوقف المتغيرات السريعة وتداعياتها الخطيرة التي تعصف بالمنطقة عند حدود إيران، خاصة أن البلاد تعاني عزلة إقليمية ودولية منذ فترة طويلة، وأزمة اقتصادية مزمنة نتيجة الفساد الإداري المنظم وسيطرة الحرس الثوري على جميع مفاصل الدولة، وإنفاق النظام الإيراني مليارات الدولارات على مشروعاته التوسعية ودعمه للإرهاب على حساب المواطنين الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر».
برز هذا على نحو جلي في الشعارات التي رفعها الإيرانيون وعرب الأحواز في ثورتهم الغاضبة، والتي لم تكتفي بـ«الموت لروحاني والموت للديكتاتور»، وإنما كانت أكثر تعبيراً عن حجم معاناتهم ومبررات ثورتهم نحو الدعوة إلى الالتفات للداخل الإيراني بدلاً من صب الأموال والجهود والاهتمام في دعم الميليشيات بالخارج والتي تمثلت برفع شعار «انسحبوا من سوريا وفكروا بنا»، إلى جانب «لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران»، و«حولتم الإسلام إلى سلّم فأذللتم الشعب».
ومن الشعار الأخير، تحضرني قراءة استشرافية متميزة قدمها وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في هذا السياق، اختزلها في تغريدة له على «تويتر» قال فيها «أكرر ولن أضيع الفرصة، إيران شيء مستدام، أما الجمهورية الإسلامية فهي أمر طارئ، ووضع غريب وشيء مؤقت»، ولعل ملامح تلك الوقتية التي تحدث عنها معاليه قد تجلت اليوم مع انطلاقة الربيع الإيراني الجديد لينفض ذل عقود ويستعيد إيران الدولة من مغتصبيها زاعمي الإسلامية» بينما لا تمت كافة ممارساتهم في الداخل والخارج إلى الرحمة الإسلامية ولا تسامح الدين الإسلامي وعدله.
* اختلاج النبض:
نبارك الثورة الإيرانية وندعمها، ورغم أن الحديث سابق لأوانه.. ولكن على الشعب الإيراني أن يكون حذراً هذه المرة من مختطفي الثورات والمصطادين في المياه العكرة، إذا ما أرادوا الحرية والخلاص.